المقالات

الكهرباء معاناة لا تنتهي

569 05:44:00 2012-07-31

ماري جمال

من المفارقات المهمة أن العراق نصب أول ماكينة كهربائية عام 1917 في بغداد وكانت هذه مستهلا لاستخدام الطاقة الكهربائية في العراق بنصب محركات الديزل في عدد من مناطق العاصمة وفي الخمسينيات ارتبطت الكهرباء بوزارة الأشغال وهكذا تحرك العراق خطوة نحو التمدن 0 واليوم ومع دخول العالم القرن (21)فان العراق الذي تقدم خطوة نحو الأمام قد تراجع ألاف الخطوات أذا بدا تزويد العاصمة بالطاقة يقل إلى أدنى المستويات المطلوبة مما أدى إلى تدهور جميع قطاعات الصناعة والحياة لارتباطها المباشر بها وأمست الحاجة الماسة لها تورق حياة المواطن الكادح الذي وقف عاجزا وبلا عمل أمامها إذ أن ما يقارب (99%) من الحرف والصناعات تعتمد وبشكل رئيسي على الكهرباء وبانقطاعها أقفلت المعامل والمحلات وأصبح ألاف من شباب البلد عاطلا عن العمل وبلا مورد يسد الاحتياجات الأساسية التي تضمن له حياة كريمة 0 أما عن حياتنا اليومية فان الانقطاع المستمر للكهرباء قد شكل جزءا هاما من هموم المواطن الذي أثقلت كاهله الأزمات على مر العقود والذي عانى منها بعد سقوط نظامه البائد وأصبح احد التبعات الملازمة لذلك رغم انه كان يتوسم خيرا بالنظام الجديد لتغيير واقعه المستبد لكنه لم يجد ما كان ينتظره إذ أن ابسط الحقوق الواجب على الحكومة توفيرها قد اختفت هذا ما ولد غضبا جماهيريا واسعا على الحكومة العراقية لتقصيرها في هذا الجانب الذي لا يمكن إهماله أو التغاضي عنه والعمل به يجب أن يكون من أولويات أجندة عملها 0

اضطر المواطن العراقي في خضم أزمة الكهرباء إلى البدء في التخلي عن عدد كبير من الأجهزة الكهربائية التي تمثل ضروريات استمرار حياته اليومية وعوضا عن ذلك قام باللجوء إلى الأساليب البدائية التي كان يستخدمها في مطلع القرن المنصرم من (مهفة ،لالة ،تنور طين 00000 الخ) فأين الحكومة من ذلك أليس من المخزي لدولة تعتبر المصدر الرئيسي للنفط الخام في العالم والتي تملك اكبر مخزون للبترول أن يستخدم شعبها (المهفة والالة ) وان يفترش شبابها العاطلين عن العمل الأرصفة فأين الوعود التي قطعت ومن المسؤول عن تلك الأزمة التي تشعبت وباتت بلا نهاية 0 ومن الأسباب الرئيسية لهذا التقصير يعود إلى عدم توصل حكومتنا إلى اتفاق مرضي مع الكويت لتوصيل وقود الديزل الذي تحتاجه عملية تشغيل المولدات الحكومية وان ما يناهز 2.5 مليون دولار هي المسالة الأساسية خلاف وزاراتنا مع جار العراق الجنوبي، مما حدا إلى تعطيل توريد ما يبلغ 150 مليون دولار من وقود الديزل الذي يتم استيراده 0 وهناك سبب أخر لتفاقم أزمة الكهرباء وهو أن موظفي دائرة الكهرباء قد تعرضوا إلى ضغوطات من قبل بعض المسئولين أو بعض العصابات التي لا ترغب بالالتزام بالحصص المقررة للمحافظات وهذا قد أدى إلى الحرمان المستمر للطاقة 0 ومن الملاحظ أن الأزمة تتفاقم أيام الصيف اللاهب فنرى العراقي يعاني ليلا من انقطاع الكهرباء والحر اللاهب الذي جعلهم يحاربون للحصول على نوم هادئ واغلب موادهم الغذائية تلفت بسبب تعطل الأجهزة الكهربائية (الثلاجة ) التي أصبحت مخزنا للإغراض وليس جهازا يتم تبريد المأكولات فيه, أما خطوط المولدات الأهلية فحدث بلا حرج يعتمد الحصول على الطاقة على ذمة وضمير صاحب المولدة في عدد ساعات التشغيل وعلى الاستراحات الطويلة التي تأخذها وعلى أسعار الأمبير الواحد الذي أقرته الحكومة ب(7000) ومن يعمل بهذه التسعيرة كل شخص يعمل على هواه والله يجازي من كان السبب هذا كل ما يمكن أن نتفوه به الله يجازي كل من كان السبب في معاناة الشعب العراقي 0

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك