المقالات

دكتاتورية البروليتاريا.. الاغلبيات والاقليات.. والفهم القومي والديني والمذهبي

654 17:26:00 2012-08-01

بقلم:نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

لم يتردد "ماركس" بتسمية ديمقراطية البرجوازية بدكتاتورية الاقلية، ودكتاتورية البروليتاريا بديمقراطية الاغلبية. فالصراع الطبقي جوهر نظريته.. والعلاقة بين الطبقات علاقة تصارع وافناء.. فاستنتج ان على البروليتاريا عندما تحكم ان تستخدم اغلبيتها للقضاء على اقليتها.

المشكلة ليست مع ماركس المنسجم مع منظومة افكاره، بل في انتقالها واستخدامها عندنا، محرفة وبدون وعي، في اوساط سياسية، ومنها حركات قومية واسلامية. فبدل الطبقات حلت القوميات، والاغلبيات، والاديان، والطوائف.. النافية لغيرها.. لا تستطيع التعايش، بل قانونها التصارع والافناء، كوسيلة لخداع جمهورها وتعبئته، ولتأكيد الذات والهوية.

قطعاً، لم يخترع "ماركس" قانون الصراع.. وتاريخنا -قطعاً- مليء بالصراعات والحروب واعمال الافناء. لكن فترات الخمول الفكري والحضاري التي عشناها في القرون الاخيرة، ولدت لدينا قابلية استعارة افكار الغير وممارساته، بعد اخراجها من اطرها وسياقاتها. فالامم تبقى وتتطور بقانون الانقطاع عن المتهرىء، والاستمرار مع الايجابي. ونحن لظروف ذاتية وخارجية، ضعفت استمراريتنا مع تجربتنا التاريخية، وما طورناه فيها من مفاهيم وانماط علاقات وادوات عمل، بينما لم تنقطع عن موروثاتنا السلبية..

فتولد لدينا فراغ وحاجة للاستيراد والاستعاضة، والفكر اعلاه واحد منها. فالصراع الطبقي غير التباين القومي او الديني والمذهبي.. والاختلاف او الخلاف غير الابادة والافناء.. والاغلبية والاقلية السياسية تتبادلان الادوار ولا تقصي احداهما الاخرى مستخدمة السلطة او المؤامرة.. والقضاء على نظيري في الخلق، واخي في الدين ليس شرطاً لبقائي وتطوري. فالاسلام، رغم اعتقاده انه الدين الحق، لكنه اقر -ابتداءاً- بتعدد الاديان والشعوب والامم والالوان والمذاهب.. ونظم الرؤية لعلاقات يسودها العدل ومنع العدوان والظلم، اساسها التعايش والبرهان والمجادلة بالتي هي احسن، والاعتراف بالاخر الذي يختلف في لسانه وعقيدته ودينه وشعائره.

ان العقل والسلوك المسيطران منذ عقود، في الدولة احياناً وفي الجماعات او كليهما، يعمل باسم القومية ليجعل منها تعصباً وحقداً وحرباً على الاخرين.. ويعمل باسم الدين، والاغلبية او الاقلية، او باسم التسنن او التشيع ليكفّر ويقتل، او ليبث الخصومة والكراهية والانقطاع والالغاء. ورغم الثمن الباهض الذي دفعناه في صراعاتنا المجنونة، لكن البعض فقد قدرة التعلم.. وتمييز البضاعة الجيدة عن الرديئة، المصنوعة من قبلنا، او غيرنا. هناك تصعيد -غير مبرر- في العراق والمنطقة، إن لم يضبط، فثمنه قاس وكبير. فهل ما زالت هناك فسحة لعقلاء؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2012-08-03
العقل والسلوك المسيطران منذ عقود في الدولة احيانا وفي الجماعات او كليهما.. هذه هي مشكلة العراق..ياسيد عبد المهدي.. وهذه الترام او المعضلة لن تزول ابدا في العراق ..وكما ذكرته تعدد الطوائف والقوميات والمذاهب والحاكم ياتي من قومية يريد ان يحرق بقية القوميات او المكونات لاتعرف لماذا هلجين الانتقامي يظهر عنده بمجرد ان سمع واحد من عموم الشعب صفق له! هذا لاتراه في البلدان المتقدمة والمتحضرة ابدا ...هل نقول اذن العلة في الشعب؟؟ هذا لكلام لايشمل شرفاء العراق...
زهراء محمد
2012-08-03
اقول لماذا العراق يحكموه حكام لهم حب التسلط؟؟هل هذه الصفات هي مزروعة بجيناتهم الوراثية ؟ لماذا الشعب يميل ميل كبير نحوهم...يعني الشعب هو من يصنع منهم دكتاتورا كما حصل مع المقبور الطاغية صدام. عندما يقتل البشر في العراق ترى الجانب الاخر من البشر يضحك ويصفق للطاغية؟! عندما تنتهك الحرمات في السجون ترى الذي انتهك تلك الجرائم الدنيئة بحق شريفات وشرفاء العراق زوجته وبناته محجبات؟! هذا مالاافهمه ابدا.. اكثرمن ثلاثون سنه مررت بدول العالم لم ارى تناقض ممارايته في العراق (طبعا هذا لايشمل شرفاء العراق)
زهراء محمد
2012-08-03
تحيةرمضانية طيبة: في دول العالم المتقدم منها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالخصوص هي خليط من الاجناس والقوميان والمذاهب يعني شعب ملون هذا الشعب تراه يوميا في المكتب وفي المشفى والمرضى وفي القطارات وفي السوبر ماركت او الاسواق او المحاكم او دوائر او البنوك او المدارس لكن لاتحس ان هناك اي تميز ابدا الا قليلاً يعني حالات استثنائية.. لكن لو اتيناوقارنته مع دول الاسلامية وبالخصوص العراق ترى التميز والتصنيف البشري بقسوةحيث يقتل ويسرق ويهجر وينهك وبقانونهم او بدون لان لونه لا يطابق مواصفات الحاكم.
مواطن عراقي
2012-08-02
ان الصراع الطبقي ادى الى تطور البلدان وحصول تغييرات الى الافضل للانسان والبلدان اما الصرع الطائفي والقومي ادى الى خراب الانسان وتدمير البلدان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك