المقالات

اطراف الصراع في سوريا والحرب بالوكالة!!!

819 11:00:00 2012-08-02

سعيد البدري

ليس سهلا بكل الاحوال ان تعود سوريا اليوم الى ما كانت عليه قبل اندلاع الازمة هناك, أي قبل خمسة عشر شهراً من الاضطرابات التي عاشها ابناء الشعب السوري وبعيدا عن لغة التجميل والمجاملات لهذا الطرف او ذاك فالجميع يدرك ان العودة الى سابق العهد بات هدفاً بعيد المنال ومع ذلك .. فان الانهيار لا يبدو وشيكاً بالنسبة للمراقبين، خصوصاً وان الأسد لم يستخدم حتى الآن كل ما يمتلك من اوراق القوة, فهو يراهن على عوامل عدة، اهمها استمرار الدعم الصيني والروسي مع تماسك قواته العسكرية ومنظومته الامنية الشرسة وسيطرته على اهم المفاصل في الدولة فضلا عن تشتت فصائل المعارضة في وقت يسعى الى عقد صفقات اقليمية مع رهان اخر على عامل الوقت وحدوث مستجدات في المنطقة قد تغيير الاوضاع لصالحه بشكل كامل خصوصا ان المعارضين ووراءهم قوى اقليمية ودولية تريد تكرار سيناريو ليبيا وايجاد موطئ قدم يمكنها من الانطلاق على غرار ما جرى في بنغازي, وهذا ما يفسر احداث حلب واصرار الجيش الحر على اقامة معركته هناك ليطلب تدخلا دوليا لحماية المدنيين وهذا ما لم يتحقق حتى الان . وبالعودة للدعم الذي يتلقاه بشار الاسد والمتأتي من اهمية ستراتيجية لسوريا وموقعها حيث انها تلعب دور التوازن في جيرتها مع الكيان الصهيوني كما انها العمق الستراتيجي الاقوى للمحور الروسي الصيني الايراني في المنطقة, لذلك فإن المعارك الدائرة اليوم لاتمثل حالة حرب حكومة ومعارضة بقدر ماهي حرب ارادات وصراع دولي يقوم به الطرفان بالنيابة عن القوى العظمى ضمن صراع المحاور الدولية، فروسيا اليوم ليست روسيا الاتحاد السوفياتي كما انها ليست روسيا بوريس يلسن الضعيفة المنهكة وبوصول بوتين الى كرسي الرئاسة وكسبه اصوات الناخبين الروس من بوابة العداء لامريكا والغرب ومع طموحاته المعروفة لن نرى تنازلا روسيا ولاحتى في اللحظات الاخيرة, وهو يرى ان سوريا بالاسد او بدونه فانها ستكون سوريا روسية وحتى مع فقدان بعض الاراضي فان المحافظات الثلاث العلوية المكون ستكون اقليما صديقا لروسيا مع وجود اسطول روسي ضخم في طرطوس على البحر الابيض المتوسط كل ذلك دفعهم الى توفير اعلى مستويات الدعم العسكري واللوجستي والدبلوماسي لسوريا الاسد حتى تكررت الفيتوات لمنع اية عقوبات عليها ينتهي بادخالها تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة . ومع استمرار السيطرة المحكمة على الواقع الميداني في اغلب مناطق الجمهورية بما فيها دمشق العاصمة فان احتمالات انهيار الدولة تبقى ضعيفة مما يقلل من عمليات الانشقاق في صفوف الجيش وبعض معاوني الاسد من هنا فأن عامل الدعم الخارجي المقابل للجيش الحر والذي اعلن عنه بشكل رسمي من قبل امريكا وحلفائها في المنطقة (تركيا ودول الخليج) يبقى امرا مؤثرا وان استمر وتصاعدت وتيرته فأن الامور ستأخذ منحى اخر وهو لن يتحقق بشكل كامل قريبا لعدة عوامل, منها عدم وجود جبهة معارضة موحدة يمكن دعمها مباشرة وخشية امريكا من وصول بعض القوى المتشددة للسلطة على حساب قادة المعارضة الليبراليين في الخارج وحتما هذا سيعرقل عملية الانهيار. وفق هذه الرؤية فان الامر في سوريا سيبقى مفتوحا على كل الاحتمالات رغم ان البعض يراهن على تدخل دولي ينتهي بتشكيل حكومة مؤقتة وهذه العملية ستعقد الامور كليا خصوصا مع وجود اكثر من عشرين طائفة وقومية في هذا البلد المشتعل فضلا عن ذلك فأن الطرف المناهض لمعسكر السلطة في سوريا يبحث على المدى الطويل عن الحاق الهزيمة بأيران و حزب الله في لبنان كون الاسد كان احد الداعمين للمقاومة وقيادتها ومثلت اراضيه ملاذا امنا لعدد كبير من القادة الميدانيين الذين حاربوا الكيان الصهيوني مما يعني ان الخطوة القادمة ان تحقق الانهيار ستكون لبنان وحزب الله بالنسبة لهذه القوى والا فأن شعب سوريا وحريته لاتعني شيئا في لغة الحسابات الامريكية والعروبية لان سوريا بلد يفتقر للكثير من المقومات الاقتصادية الاجتماعية ولن يكون مستقبلا لاعبا كبيرا في المنطقة كما هو اليوم من وجهة نظرهذا الفريق على الاقل ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك