المقالات

الإصلاح المرفوض والإصلاح المفروض

593 15:50:00 2012-08-03

أبو طه الجساس

قال نبي الرحمة محمد "ص" نية المرء خير من عمله " فالعمل الذي لا يرتبط بنية صادقة وفكر سليم يكون عمل مرحلي ويقوض نفسه ويفقد البعد الإستراتيجي ، وتكون الأنا هي المعرقل الأكبر وتغذي مصالحه الشخصية وانفعالاته النفسية سواء على مستوى الفرد او الجماعة ومثال الجماعة الحزب أو الكتلة أو الطائفة ... وبالتالي لا يصل العمل إلى مبتغاة ويحدث الضرر بدل النفع أو يكون تغير طفيف يحجب التغير المطلوب من الجماهير.نتناول بالتحليل ورقة الإصلاح التي يتناولها الإتلاف الوطني المرسلة إلى باقي الكتل ، اذا نظرنا إلى مضامين الورقة نجد أنها أغفلت مطالب كثيرة تخص الوطن والمواطن وضمت نقاط تراعي الكتل المتنافسة وتضمن بقاء صاحب الورقة في الحكم . ومن أهم النقاط التي تناولتها هي ملء شواغر وزارتي الدفاع والداخلية وطريقة التعامل مع المحكمة الاتحادية وتنسيق العلاقة بين السلطة التشريعية ممثلة بالبرلمان و السلطة التنفيذية والحفاظ على التوازن في المسؤوليات والمناصب.. وهي نقاط تخص صراع مصالح الكتل فيما بينها بدون تقديم مصلحة الوطن الملحة .والملاحظ أنهم اغفلوا أهم نقطة والتي تتفرع منها اغلب المشاكل وهي إصلاح النظام السياسي الذي هو منبع ثابت للخلافات، فالمواطن العراقي أصبح يملك خبرة وشخص مطلبه بالإصلاحات التي يريدها ولا يمكن خداعه بسهوله فهو خزن وطبع في ذاكرته بان مشاكل الشعب هي كثيرة من أهمها فقدان الأمن والأمان ، بحيث تزهق أرواح بصورة يومية وما من حل أو إصلاح يلوح بالأفق ، والفساد ينهش المجتمع والثوابت ويهين الفقير ولا من إجراء على الفاسدين بل تساهم الحكومة بتهريبهم وحمايتهم فأين معالجاتهم، ونظره بسيطة على الخدمات المقدمة لكل الوزارات لا يوجد أي اثر مميز لأي وزارة بل الانتقال من فشل إلى فشل ،نريد الإصلاح من خلال زيادة وارد الدولة من الزراعة والصناعة والسياحة وليس الاعتماد على بيع النفط فقط كأنه الحكومة معوقة والنفط راتبها التقاعدي ،نريد من الإصلاح القضاء على المليشيات المسلحة وليس المجاملة ففي أحيان كثيرة تكون المليشيات هي المسئولة عن إرباك الوضع الأمني والحكومة تجامل ،عدم المساهمة في بناء مجتمع مدني متحضر والاهتمام فقط بالنظام العشائري الذي هو يعتبر مرحلة متدنية قياسا إلى القانون الحضري ،حل مشكلة العلاقة الغير منتظمة بين المركز والمحافظات والصلاحيات المتشابكة التي ساهمت بحدوث فوضى وعدم تقديم الخدمة المطلوبة للمحافظات ، وعدم ممارسة مجلس النواب دوره في تشريع القوانين التي تخدم المواطن وانشغاله بصراعات مع السلطة التنفيذية ،الإسراع بجراء التعديل في الدستور لكي نتجنب المشاكل المكررة التي تستهلك وقت المجلس وعمر العراقيين ،وغيرها من المطالب الشعبية ... .سؤال مهم؟ لماذا يحدث هذا أين الروح الوطنية والتربية الإسلامية من سبب هذه الفوضى السياسية ، إن السبب الواضح للفوضى هو بناء النظام السياسي على الطائفية السياسية والتي من متبنياتها المحاصصة المقيتة التي قتلت التخصص والكفاءة والحس الوطني ، ما نريده هو الإصلاح في هذه الأمور وهو أساس التغير والتغلب على الصعاب بصورة جذرية وليس مرحلية ، لا نريد إصلاحكم الفارغ والخالي من الجدية ، حتى ورقتكم لم تستشيروا بها اقرب المتحالفين معكم فهو إصلاح انطلق من نفس متحيز وأناني لا يرجى منه خير ، فيا أيها المواطن المظلوم اضغط وارفع صوتك باتجاه إصلاح حقيقي بصورة سلمية ومنهجية والمهمة صعبة ومعقدة ولكن للرجال مطالب ولا يضيع مطلب وراءه مطالب .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك