المقالات

اجتياح الكويت.. هل تعلمنا الدرس؟

687 14:58:00 2012-08-04

بقلم نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

قبل 22 سنة، اقدم صدام على حماقته بغزو الكويت. فتكبد البلدان خسائر هائلة، بشرية ومادية وفي علاقتهما.. فالجرح لم يلتئم تماماً.. وآثار الطيش اصابت الجميع، بما فيهم الدكتاتور ونظامه.

فانهارت قدرات العراق وبنيته وأمنه، وخضع لاحكام الفصل السابع والعقوبات والحصار، ودفع الديون والتعويضات الهائلة، وصولاً للاحتلال.. فكما ولدت حرب الكويت من رحم الحرب مع ايران.. ولدت الحرب الثالثة (2003) من رحم الثانية..الخ. فهل تعلمنا الدرس؟ ام ما زلنا نفكر بالسنتنا، وليس بعقولنا.. وان غرور السلطة اليوم، قد لا يدوم غداً.

• حتى 2/8/1990 لم تطرح الكويت كقضية في ادبيات ومطالب الشعب والقوى السياسية.. كجماعات العلماء، والحزب الاسلامي، والمجلس الاعلى، والدعوة، والشيوعي، والوطني الديمقراطي، والاستقلال، والديمقراطي الكردستاني، والبعث، والقوميون العرب، الخ. كان الحكام يطرحونها كمهرب من ازماتهم.. فطرحها الملك غازي وقاسم، كل في وقته.. واخيراً صدام المأزوم بعقل مجنون، وجيش مليوني، واقتصاد مخرب، وهي حصيلة حربه مع ايران.

• ان الخرائط التاريخية والمعادلات الاقليمية قضايا جدية، لا يعبث بها، حسب الاهواء والتخيلات الوهمية، وفوق الثوابت والمتغيرات الحقيقية. وان الخلافات والمشاكل لا تحلها التهديدات والمؤامرات والحروب، ومن اي طرف جاءت.. بل تحلها المفاوضات، وبناء الثقة، وتفعيل المشتركات العليا، والسعي لتثبيت مصالح وحقوق مختلف الاطراف. وان استمرار البعض في اثارة الراي العام بنفس الثقافة الماضية، هو موقف غطاؤه الغلو الوطني، ومآلاته تدمير الوطن وابنائه وامنه ومستقبله وعلاقاته.

• ان نتيجة الاستبداد ليست العدوان الداخلي فقط، بل الخارجي ايضاً.. وان تحريك الجيوش والتهديد باستخدام القوة -خارج حدودها- سينزلق بالضرورة -ومهما كان الحماس والتبجيل الذي يبتدأ به- نحو طريق الدمار والهزيمة، الذي لا رجعة فيه. لذلك يناط قراره عادة بمؤسسات كاملة، وليس بفرد مأزوم يتلاعب بمقدرات العباد والبلاد. فصدام -متفرداً- اتخذ قرار تحريك القوات، واطلع عليه نفر من ازلامه، وصفق له عرب وعراقيون، لكن من دفع، ويدفع الثمن، هو الشعب والبلاد والامة.فالديمقراطية وتعزيزها ليست نظاماً لاختيار الحكومة ومراقبتها فقط.. بل تعني ايضاً، حكم المؤسسات التي تمنع المغامرين من جرنا لحروب ستلد بالضرورة اخرى. فشدد عليها الدستور، وجعل اعلان حالة الحرب والطوارىء، مسؤولية مجلس النواب المنتخب، بطلب مشترك من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء. فالدرس سُجل.. فهل تعلمناه؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
abuahmed
2012-08-05
انها ليست غير عادية تشاهد الاختلافات في السياسة. معظم البلدان في العالم لديها ذلك. هذا هو الديمقراطية، في حين المؤسسات والخدمات يجب أن تعمل في جميع الأوقات لخدمة الشعب. دعكم من السياسة والتركيز والضغط فقط على الحكومة لبناء وتحسين الخدمات مثل الكهرباء والمياه في المقام الأول. الناس لا تريد أن من وهنا ما هذا أو ذاك قام به. كل ما نريد أن نعيش في سلام. الرجاء نسيان أي شيء آخر، والتركيز على الضغط والضغط من أجل حياة أفضل للعراقيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك