ابو هاني الشمري
الاحداث تمر متسارعة هذه الايام ... تفجيرات تطال مناطق شيعية مختلفة من العراق ... محاولات حثيثة لتهريب الارهابيين من السجون ...تسارع محموم للسيطرة على الثروات النفطية وتهريبها من شمال العراق ... تصريحات مختلفة من قوى سياسية داخلية معروفة تصطف الى جانب ذباحي الشعب العراقي.اغلب ذلك مرتبط بملف الحدود مع سوريا التي قامت فيها قوات البيشمركة (ربما عشرة افراد او اقل) بمنع تحرك الجيش العراقي من الانتشار مع حدود سوريا المحاذية لمدينة الموصل والعذر ان تلك المناطق متنازع عليها !!ولكوني عراقي بسيط احاول فهم الامور على سجيتها اقول ... اذا كانت متنازع عليها فلماذا سلمت الى البيشمركة وهي طرف في النزاع ... واذا كانت هذه ارض عراقية فلماذا لايكون الجيش العراقي جزء من القوات التي تحافظ عليها كونها متنازع عليها وهي عراقية. اما اذا لم تكن عراقية فلماذا لايتم ارسال قوات دولية لا فيها كردي ولا عربي لحمايتها من سلطة الطرفين !!!اعتقد هكذا ستكون الامور افضل في ضل انهيار الدولة العراقية رغم التزويقات والتصريحات الرنانة التي يطلقها هذا السياسي او ذاك من مؤخرته مدوية كالمدفع.الامر المهم الذي اود التطرق اليه في هذه الكلمات هو ان الارهابيين الذين يتسللون او تسللوا بوجود البيشمركة كحامي لحدود العراق الغربية في الموصل كونها اللاعب الوحيد على تلك الحدود بعد ان تخلت الدولة عنها طوعا الى قوات البرزاني (الذي اصبح دولة رغم انف التافهين الذين يتصورون انه جزء من العراق!!) سوف لن يفجروا جيفهم او مفخخاتهم في اقليم كردستان او في محافظات الانبار او نينوى او صلاح الدين .... ان الجرائم التي سيرتكبونها يا أخوتي ستكون وبلا مجاملة وكما حدثت بالامس القريب في مناطق المغضوب عليهم من مساكين العراق ومظلوميه من شيعة اهل البيت ... وبحساب بسيط للتفجيرات الاخيرة التي طالت العراق ستعرفون من المستهدف!!اما السيارات المفخخة التي ذهبت اوسوف تذهب الى مناطق الحويجة او الدور او كبيسة او عانه او القائم فان رجال الامن الشجعان سوف يتمكنون من السيطرة عليها وتفكيكها قبل ان تنفجر ... اما اذا ما انفجرت لاسامح الله فأنها سوف تؤدي الى حدوث خسائر مادية فقط وسيكفي الله ابناء تلك المناطق شرورها!! .... واذا ماراجعتم عدد السيارات المفخخة والعبوات الناسفة في تلك المناطق من التي تم السيطرة عليها سترون العجب العجاب ... فهي كلها ستفكك في نفس الوقت الذي تذبح فيه اخريات ابناء مناطق الجنوب والوسط ذي الغالبية الرافضية بالجملة ... لذلك فهل من مصلحة البرزاني ان يسلم تلك المناطق الى الجيش العراقي ...ليمنع الارهابيين الذين يخدمون مخططه الذي يضعف حكومة المركز المتهالكة ... حاشى ان يكون تفكيره هكذا وهو من صرح جهارا نهارا انه يريد بقاء الحكومة ضعيفة لانها تخدم مخططه بالانفصال ...وهذا امر لم يعد خافيا على ذي لب بل صرح به كل الاكراد الموجودين في اعلى المناصب داخل الحكومة الاتحادية من الرئيس الى وزير الخارجية الى كل اعضاء البرلمان الاتحادي الى الى... بينما يضع السياسيون العرب وبالخصوص من اهل الوسط والجنوب رؤوسهم في التراب ولا يتحركوا لانقاذ ابناء الوسط والجنوب من الاضعاف المستمر لسلطة المركز ومن السرقة العلنية لاموالهم وخيراتهم التي تذهب الى مناطق تتآمر عليهم وتذبحهم من الوريد الى الوريد بل هي لاتعترف بهم كدولة هم جزء منها كما ينبغي.أه ثم اه ... لو كان لدينا سياسيين يعرفون كيف يلعبون اللعبة بشكل صحيح لكانت لهم سطوة لايستطيع حتى اعتى المجرمين في دول الجوار ان يتجاوز عليهم ببنت شفة ولأخرسوا كل الالسن التي تطالهم بل ولأغلقوا كل الدهاليز المظلمة التي تحيك المؤامرات ضدهم .... وأين هم من ذلك وهم مشغولين بالسرقات والتآمر فيما بينهم وتسقيط احدهم الاخر.** لماذا لايتم تحويل تصدير النفط من ميناء جيهان التركي وعبر انابيب خط كركوك الى الجنوب وتصديره عبر ميناء الفاو بعد ان ازدادت طاقته التصديرية بشكل ملفت للنظر.** ولماذا لايتم التعاون مع دول اخرى (الاردن او سوريا) لمد انبوب لتصدير النفط عبر اراضيها بدلا من تركيا التي باتت تلعب معنا على المكشوف بسياسة اقل مايقال عنها انها تهين كل الشعب العراقي وليس المتصدين فيه للسياسة فقط. فالسياسيين في العراق تعلموا على الاهانة والصفعات كما يبدو فلقد نزعوا عن انفسهم الكرامة منذ اللحظة التي دخلوا بها عالم السياسة!!** لماذا لايتم ايقاف منح الاكراد مستحقاتهم من الميزانية ماداموا قد منعوا تصدير نفط الاقليم وحرموا كل الشعب العراقي من تلك الاموال وهذا امر طبيعي جدا كرد فعل على منع تصدير النفط من الاقليم .....فلقد صرح احد المسؤولين الاكراد قبل يومين انه سوف يقوم بمنع تصدير النفط العراقي عبر خط كركوك الى تركيا !!! وسيفعلونها !!! رغم انهم اعلنوا عن قيامهم بعودة ضخ النفط من كردستان للتصدير ... ولكن من سيحاسبهم على تلك الشهور التي امتنعوا فيها عن تصدير النفط ؟... لا أحد** لماذا لايتم استدعاء مسعود لاستجوابه عن خروقاته التي يفعلها والتي ستذبح المكون الشيعي دون غيره هذا اذا كانت محافظات كردستان جزء من العراق كما يفترض!! ام انكم تخافون من ان يقول البرلمانيون الاكراد ان مسعود برزاني رمز ولايجوز استدعاء الرموز للاستجواب كما هو الحال مع رئيس الوزراء الحالي؟لنعكس الموضوع ولنفترض ان اهل الجنوب خرجوا عن بكرة ابيهم ومنعوا تصدير النفط من مناطقهم ... بلا شك ستذهب جيوش الحكومة التي اوقفتها اربع بنادق للبيشمركة من التحرك لحماية الحدود ... ستذهب وتضرب هؤلاء بقسوة وتمزقهم شر ممزق لانهم يريدون تخريب البلد ... اما الاكراد فعملهم ليس تخريب للبلد لانهم اخوتنا وبمجرد قيامهم بالتصدير مرة اخرى سيكون رد الحكومة (عفى الله عما سلف) ولا حاجة للسؤال عن سرقات تهريب النفط خلال فترة منع التصدير التي دامت شهورا عديدة!!** فتح المعسكرات للارهابيين السوريين داخل (جمهورية كردستان) المحسوبة على العراق وتصريح برزاني على المكشوف عبر وسائل الاعلام عن قيامه بتدريبهم ... من سيدفع فاتورة هذا العمل ؟!!انهم شيعة اهل البيت بلا شك !!... فرأس الشيعي مطلوب هذه الايام وبالخصوص من قبل الارهابيين الذين يتقربون الى الله بأراقة دمائهم (وخصوصا في شهر رمضان المبارك!!) فهو عندهم صيد ثمين ونادر كالكبريت الاحمر .... والعذر اليوم اصبح جاهزا لقتلهم مادام العراق قد فتح المعسكرات لتدريب من يريد تخريب بلد مثل (سوريا الصمود والمواجهه والعروبة ... كما يسمونها) فلا بد من معاقبة هذه الدولة المارقة التي تفعل الافاعيل فيما جاورها .... وهم سوف لن يقولوا ان ذلك عمل قام به مسعود البرزاني تجاوزا على صلاحيات الحكومة المركزية ... لا والف لا لانهم يرون كردستان جزء من العراق ... فرئيس العراق كردي ووزير خارجيته كردي ورئيس اركان جيشه كردي وقائد قوته الجوية كردي وربع اعضاء برلمانه اكراد ... فلا شك ان مسعود جزء من ذلك البلد .. رغم الحقيقة المرة التي نراها بأم اعيننا وهي ان تصرف رئيس الاقليم ادى الى تدمير كل شئ اسمه حكومة المركز التي صارت تذكرنا بدولة بني العباس اخر ايامها وقبل سقوطها على يد المغول.في ظل هذه العشوائية التي نشاهدها والانتهاكات للقانون وللدستور وللقضاء نجد من الصعوبة علينا ان نقول ان العراق بلد موحد .... فما بالكم ان يجبر احد المحافظين حكومة المركز على اعادة ارهابيين قتلوا ابناء العراق الى محافظته ... وما بالكم فيمن يستطيع ان يمنع تسليم الارهابييين الذين ذبحوا العراقيين في كل مكان لانه ضيف عنده... وما بالكم فيمن يستطيع ان يمنع محاسبة ارهابيين لانهم من مكونه او من حزبه... وما بالكم في حكومة يفترض بها ان تطبق القانون وهي تخاف ان تعاقب هذا الوزير او ذاك المسؤول عن جرائم لاتعد ولا تحصى ضد ابناء العراق ولو اردتم لذكرنا اسمائهم ولكن مادامت الحكومة ساكتة والملفات جاهزة كما تدعيه فالامر متروك لهذه الحكومة المتهالكة من ان تثبت نفسها .... ولاريب انها لن تستطيع ذلك مادامت كل يوم في رأي... فبالامس كان نائب رئيس الوزراء عنصر غير مرغوب فيه اما اليوم فقد اصبح اخ لم تلده ام رئيس الوزراء !! ... وبالامس كانت تحارب البعثيين واليوم تعيدهم زرافات الى صفوف الجيش وبلا اي مانع ... وبالامس كانت القرارات تصدر باجتثاث المجرمين من عتاة البعث واليوم تعيدهم مكرمين معززين في اخطر المناصب داخل الحكومة ... وبالامس صرحت ان برنامجها محاربة الفساد واليوم اصبحت من اكثر الدول فسادا في العالم ... وبالامس سمت نفسها دولة القانون واليوم صارت هي الدولة الوحيدة في العالم التي ليس فيها شئ اسمه قانون سوى القانون المطبق على الفقراء.اذا اردنا ان نعيد الهيبة للدولة فأول شئ يجب ان ينفذ هو امر واحد تقع مسؤوليته على البرلمان (لانه يحقن دماء العراقيين) يتضمن استدعاء مسعود برزاني الى قبته والاطلاع على الحال الذي وصلنا اليه بسبب رعونة هذا الشخص وتخييره بين البقاء داخل دولة اسمها العراق او الذهاب بالاكراد نحو الانفصال .... فليس العراق بحاجة الى ان يصرف ميزانية ضخمة على محافظات تظن ان الدولة العراقية لاتعنيها بشئ بل وتفعل الافاعيل من اجل اضعافها وبقائها على الحال الذي هي عليه الآن.على الاقل سنضرب عصفورين بحجر واحد... اولها ان المليارات التي تذهب للاكراد ستعود على ابناء هذا الشعب المحروم وكذلك تعاد العشرات بل المئات من المناصب التي يشغلها الاكراد ويستغلونها ايما استغلال من اجل جمهوريتهم القادمة ... اضف الى ذلك التخلص من كل الاساليب التي يستخدمها هؤلاء القادة من اجل تخريب العملية السياسية وانتهاك الدستور وايقاف تشريع القوانين التي تصب في مصلحة العراق لانها لاتفيد الاكراد وبالخصوص قانون النفط والغاز الذي دأب الاكراد على الاعتراض عليه طوال كل تلك السنين لانه لايخدم مصالحهم الانفصاليه ...وثانيها اننا سنتركهم امام قوة دولتين اوثلاث تجاورهم وتضمر لهم شرا واقصد بالتحديد ايران وتركيا اضافة الى سوريا. هذه الدول التي لن تقبل بهكذا تحرك كردي وستتحرك لاخماد تحرك هؤلاء وايقاف طموحاتهم التي اراها انا بشكل شخصي (طموحات مشروعة ... لو كانت لاتؤذي بقية ابناء العراق بالشكل الذي نراه منذ يوم سقوط صدام وحتى اليوم).والاكراد يعرفون جيدا مايحيق بهم من مخاطر ولكنهم صبوا جام مكرهم السياسي ضد العراق كحكومة وشعب من اجل نيل مطالب تفوق حقوق حتى الشعوب المستقلة ... وهو امر يثير الحيرة والاستغراب!! فلو كان الطرح الرسمي للمشكلة الكردية بهذا الشكل يقابله تطبيق فعلي في منع الاستيراد عبر المنافذ الشمالية وايقاف صرف الميزانية بمقدار التجاوز الذي يفعلونه على حقوق الشعب العراقي فانهم بلا شك سوف يعيدون قراءة الواقع بشكله الصحيح والمتوازن وليس بشكل يخدم مصالحهم فقط وسوف لن يذهبوا بعيدا عن السرب العراقي وان ارادوا ذلك فهذا شأنهم فنحن اول من سيبارك لهم ذلك .. ولكن كل هذه التجاوزات على القانون والدستور وثروات العراق سببها النهاون الذي يبديه البرلمان والحكومة على ما يفعله الاكراد وبفتور ولاابالية مهينة ... وقد ادى الى ما أدى اليه رغم ان الوقت لم يزل في صالح حكومة المركز واعضاء البرلمان من ابناء الوسط والجنوب لاعادة الامور الى نصابها واعادة هيبة الدولة.فهل هناك من شريف يصدح بقول الحق ليحفظ ثروات ودماء شيعة اهل البيت التي تهدر كل لحظة وكذلك اعادة هيبة الدولة التي سقطت الى الحضيض لينتشلها مما هي عليه ولا ينظر تلك النظرة الضيقة التي تخدم حزبه او موقعه فقط ويترك شعب العراق بمواجهة هذا المد الارهابي المدمر ... فهذا شهر رمضان وفيه يتقبل الله من العبد العمل القليل اذا كان ينطلق فيه بنية صادقة.وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.
https://telegram.me/buratha