المقالات

العصابات الاجرامية تتسلم الملف الامني من الحكومة

651 16:12:00 2012-08-07

هادي ندا المالكي

على مدار السنوات الماضية التي اعقبت سقوط نظام صدام عام 2003 جربت الحكومات المتعاقبة الف طريقة وطريقة لوقف الاعمال الارهابية التي كانت ولا زالت تستهدف المواطنين الابرياء دون جدوى لان المفخخات والانتحاريين والعبوات اللاصقة والكاتمة لا زالت تحصد العشرات بل المئات في بعض الاحيان من ارواح المواطنين الابرياء في كل مناطق وقصبات ومحافظات البلاد طولا وعرضا وان كانت النسب متفاوتة بين منطقة واخرى تبعا لمزاج ورغبة العصابات الارهابية.وما يسجل على اداء الاجهزة الامنية طوال الفترة الماضية هو ان المجاميع الارهابية التي عاثت في الارض فسادا واهلكت الحرث والنسل لم تواجه بقوة ردع كافية تمنعها من القيام باعمالها الاجرامية او تحد من خطورتها او تقلل من اعداد الخسائر في الارواح والممتلكات او تأخذ منها زمام المبادرة، بل وجدنا ما هو عكس ذلك تماما فالعصابات الاجرامية هي التي تقرر اين وكيف ومتى تقوم باعمالها الاجرامية اما عمل المؤسسات الحكومية الامنية فيقتصر في اغلب الاوقات على الانتظار والشجب والاستنكار.وليس صعبا تشخيص الامراض المستعصية في اداء الاجهزة الامنية والتي تتسبب عادة بمثل هذه الاختراقات المتكررة والتي يمكن اجمالا الاشارة اليها على انها اعراض واضحة في منظومة الملف الامني المتدهور، من اهمها الفساد المالي والاداري الكبير الذي ينخر جسد المؤسسة الامنية وغياب الخطط الاستراتيجية المتغيرة واختراق الاجهزة الامنية من قبل العصابات الاجرامية وانتشار الرشوة والمحسوبية وانعدام الجهد الاستخباراتي ونمطية الاعداد والتدريب وغياب حملات التوجيه والتعبئة وضعف مظلة القانون وعدم قدرته على توفير الحماية الكافية لمنتسبيه الذين لا زالوا يتحرجون من ارتداء الزي الرسمي في الشوارع والاسواق او خلال نزولهم الى مناطقهم؟. وقد يشخص على انه ضمن الامراض المستعصية التي تصيب المنظومة الامنية هو عدم تسمية الوزراء الامنيين حتى هذا الوقت رغم مرور اكثر من عامين على تشكيل الحكومة الحالية وابقاء هذه الوزارات بعصمة القائد العام للقوات المسلحة.وقد يكون من الامراض المستعصية الاخرى لضعف ادارة الملف الامني هو التهاون الصريح من قبل مسؤولي الملف الامني بدماء ابناء الشعب العراقي لدرجة ان سقوط العشرات بين قتيل وجريح ونفاذ الارهابيين الى قلب المؤسسات الامنية لا يعتبر خرقا امنيا او جريمة تستحق الوقوف عندها واجراء تغييرات شاملة في الخطط والقيادات الامنية.كما ان مجلس النواب يتحمل مسؤولية كاملة في تدهور الوضع الامني بمعظم مناطق البلاد لانه لم يقم بما هو واجب وحق عليه على اعتبار انه ممثل الشعب والمدافع عنهم فهو لم يطالب باستجواب المسؤولين الامنيين على خلفيات الخروقات الامنية اليومية ولم يصر على تعيين الوزراء الامنيين ولم يتحمل مسؤوليته بتعيين وعزل القيادات الامنية ..ان كل ما استطاع اعضاء مجلس النواب القيام به هو التصويت على صفقة شراء السيارات المدرعة لحماية انفسهم وليس معنيا بالاخرين طالما ان الاخرين لا يحسنون المطالبة بحقوقهم.ان مكامن الخلل والتقصير في اداء الاجهزة الامنية واضحة ولا تحتاج الى فتاح فال ليكشفها للمسؤولين والقادة الامنيين لكن هل بامكان هؤلاء القادة معالجة هذا الخلل وهذا الضعف ..اشك بذلك لانهم لو كانوا قادرين على وقف هذا التداعي في اداء منظومة الاجهزة الامنية لاوقفوه منذ سنوات.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مراقب بدقة 12
2012-08-08
مادام طلعوا البدرييين واقصوهم طبعا راح يبقى بس جماعة النظام السابق الخايسين والضباط الجدد الشباب البريكي تالذي شعره متروس جل الفاهي خريج الكلية العسكرية كراسة هاون وكراسة بندقية وهرولة الصبح ومكسرات اما فن القيدة والاستبسال ملغي وابمكانة يفكر اشوكت يصادق بنات لويزوج بالرلاتب العالي لافهم ولاعلم واتلبدييين اللي دمروا اعتى طاغية واجهزته القمعية منبوذين خلي يفيدوهم خريجي الكلية تالعسكرية الفارغة وجماعة النظام الستبق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك