المقالات

العصابات الاجرامية تتسلم الملف الامني من الحكومة

722 16:12:00 2012-08-07

هادي ندا المالكي

على مدار السنوات الماضية التي اعقبت سقوط نظام صدام عام 2003 جربت الحكومات المتعاقبة الف طريقة وطريقة لوقف الاعمال الارهابية التي كانت ولا زالت تستهدف المواطنين الابرياء دون جدوى لان المفخخات والانتحاريين والعبوات اللاصقة والكاتمة لا زالت تحصد العشرات بل المئات في بعض الاحيان من ارواح المواطنين الابرياء في كل مناطق وقصبات ومحافظات البلاد طولا وعرضا وان كانت النسب متفاوتة بين منطقة واخرى تبعا لمزاج ورغبة العصابات الارهابية.وما يسجل على اداء الاجهزة الامنية طوال الفترة الماضية هو ان المجاميع الارهابية التي عاثت في الارض فسادا واهلكت الحرث والنسل لم تواجه بقوة ردع كافية تمنعها من القيام باعمالها الاجرامية او تحد من خطورتها او تقلل من اعداد الخسائر في الارواح والممتلكات او تأخذ منها زمام المبادرة، بل وجدنا ما هو عكس ذلك تماما فالعصابات الاجرامية هي التي تقرر اين وكيف ومتى تقوم باعمالها الاجرامية اما عمل المؤسسات الحكومية الامنية فيقتصر في اغلب الاوقات على الانتظار والشجب والاستنكار.وليس صعبا تشخيص الامراض المستعصية في اداء الاجهزة الامنية والتي تتسبب عادة بمثل هذه الاختراقات المتكررة والتي يمكن اجمالا الاشارة اليها على انها اعراض واضحة في منظومة الملف الامني المتدهور، من اهمها الفساد المالي والاداري الكبير الذي ينخر جسد المؤسسة الامنية وغياب الخطط الاستراتيجية المتغيرة واختراق الاجهزة الامنية من قبل العصابات الاجرامية وانتشار الرشوة والمحسوبية وانعدام الجهد الاستخباراتي ونمطية الاعداد والتدريب وغياب حملات التوجيه والتعبئة وضعف مظلة القانون وعدم قدرته على توفير الحماية الكافية لمنتسبيه الذين لا زالوا يتحرجون من ارتداء الزي الرسمي في الشوارع والاسواق او خلال نزولهم الى مناطقهم؟. وقد يشخص على انه ضمن الامراض المستعصية التي تصيب المنظومة الامنية هو عدم تسمية الوزراء الامنيين حتى هذا الوقت رغم مرور اكثر من عامين على تشكيل الحكومة الحالية وابقاء هذه الوزارات بعصمة القائد العام للقوات المسلحة.وقد يكون من الامراض المستعصية الاخرى لضعف ادارة الملف الامني هو التهاون الصريح من قبل مسؤولي الملف الامني بدماء ابناء الشعب العراقي لدرجة ان سقوط العشرات بين قتيل وجريح ونفاذ الارهابيين الى قلب المؤسسات الامنية لا يعتبر خرقا امنيا او جريمة تستحق الوقوف عندها واجراء تغييرات شاملة في الخطط والقيادات الامنية.كما ان مجلس النواب يتحمل مسؤولية كاملة في تدهور الوضع الامني بمعظم مناطق البلاد لانه لم يقم بما هو واجب وحق عليه على اعتبار انه ممثل الشعب والمدافع عنهم فهو لم يطالب باستجواب المسؤولين الامنيين على خلفيات الخروقات الامنية اليومية ولم يصر على تعيين الوزراء الامنيين ولم يتحمل مسؤوليته بتعيين وعزل القيادات الامنية ..ان كل ما استطاع اعضاء مجلس النواب القيام به هو التصويت على صفقة شراء السيارات المدرعة لحماية انفسهم وليس معنيا بالاخرين طالما ان الاخرين لا يحسنون المطالبة بحقوقهم.ان مكامن الخلل والتقصير في اداء الاجهزة الامنية واضحة ولا تحتاج الى فتاح فال ليكشفها للمسؤولين والقادة الامنيين لكن هل بامكان هؤلاء القادة معالجة هذا الخلل وهذا الضعف ..اشك بذلك لانهم لو كانوا قادرين على وقف هذا التداعي في اداء منظومة الاجهزة الامنية لاوقفوه منذ سنوات.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مراقب بدقة 12
2012-08-08
مادام طلعوا البدرييين واقصوهم طبعا راح يبقى بس جماعة النظام السابق الخايسين والضباط الجدد الشباب البريكي تالذي شعره متروس جل الفاهي خريج الكلية العسكرية كراسة هاون وكراسة بندقية وهرولة الصبح ومكسرات اما فن القيدة والاستبسال ملغي وابمكانة يفكر اشوكت يصادق بنات لويزوج بالرلاتب العالي لافهم ولاعلم واتلبدييين اللي دمروا اعتى طاغية واجهزته القمعية منبوذين خلي يفيدوهم خريجي الكلية تالعسكرية الفارغة وجماعة النظام الستبق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك