المقالات

مكافحة الفقر المدقع وثروة المواطن

516 12:16:00 2012-08-08

سليم البصري

من المفارقات ميزانية ب100 مليار $ وتكميلية نحو 10 مليار $ ؛ وأم محمد النازحة من منطقة عتبة الدعيجي لم تحصل مثل السياسيين نزحت بسبب الحرب وتهجولت في إصقاع البصرة وإستقر بها المقام هي وضرتها وزوجهما المقعد في حوطة من أكوام الحجارة بمثابة سياج ؛ وقن إن صح التعبير عن الغرفتين المجمعتين لهم .

أم محمد كما عهدتها ثرثارة من ضيمها ؛ كلما زارتنا لتقص السعفات الصغيرة لتعمل منها مكانس لسد رمقها ؛ نراها تسأل وتوجه أسئلة ليس لها رابط ؛ وتجلس مع أهل الدار في المطبخ او في المرجوحة لتنفس ما بداخلها

يترحم عليها اهل المنطقة بما يمليه عليهم الواجب الديني والاجتماعي ؛ وقد أعطت صورة لوضعها العائلي ووضعها الصحي ؛ حيث الامراض معشعشة فيها كوكر الزنابير من سكر وضغط وآلام روماتزمية مجهدة لها .

ولكنها تاتي من منطقة بعيدة ماشيةُ بيادة على رجليها لقطع السعفات والحصول على ما يجود به الرحماء ؛ وأحيانا يثقلوها بطحين وغيره ؛ ورغم ثقله تضعه على كتفها مجرجرة أرجلها وانفاسها ؛ كي تبيعه وترتب أمرها

جارتنا ام علي ذهبت أحد الجمع الرمضانية للتسوق ؛ من السوق الذي وصفت أم محمد بيتها بالقرب منه ؛ سألت عنها ؛ و تسوقت لها تبركا في احد جمع رمضان ؛ ودلوها البيت ؛ ولكنها جاء حزينة ونقلت لي ما شاهدته

شاهدا جحرا إن صح تسميته بالجحر؛ فدارها عبارة عن حوطة من الحجار و بلوك الارصفة مرتب كسياج ؛ وداخل الحوطة غرفتان كقن الدجاج رتبته بشكل وضعت بلوكة هنا وطابوقة هناك مما جمعت وفوقه حواجز من العيدان او القصب في نظام هندسي تكره رؤيته العين لا لبشاعته ؛ بل لممكنات سقوطه لابسط رياح تهلكهم .

بلد المليارات المتنعم فيها صاحب القرار الموكول من ام محمد وغيرها لادارته ؛وتنفيذ ما جاء للمواطن بالدستور نرى خبازته تاكل معظمه وتنعت المواطن صاحب الثروة بالفقير؛ وتتصدق عليه بفتاة موائدها ؛ وتؤمله القمر تشريعاته الدستورية مسكوت عنها ؛ تصدر بين الحين والاخر فرمانات لعطايا ؛ تذهب معظمها لغير أصحابها

تناخت جارتنا ام علي الجيران ؛ وجمعت منهم ما يمكن ؛ وتواعدوا زيارتها الجمعة القادمة ؛ ليرتبوا لها مايمكن لقد جمعت جارتنا الطيبة مبلغا لاباس به من الجيران ؛ واشتروا منها البلوك والاسمنت واللوازم الاخرى . وذهبوا لزيارة ام محمد وبيدهم ما يجود به الشهر الكريم ؛ وشاهدتهم ام محمد واجهشت بالبكاء والتضرع لهم .

أكملوا لها وضعا لغرفتين لاباس بهما ؛ ومع المقسوم ؛ اهتموا بزوجها المريض وارسلوه للمستشفى للعناية . وتواعدوا في كل نهاية شهر يرتبوا لهامن مال الله وفق المقتدر باليد ؛ هؤولاء اهلنا البسطاء على سجيتهم .

واثناء الحديث الرمضاني عن اوضاع الناس ؛ والدستور وثروة المواطن ؛ و المليارات التي تدخل الميزانية ؛  تحدث الجميع عن طرق تبذيرها ودخولها في جيوب معينة وماجاء بالدستور الثروة للشعب ؛ والشعب مصدر  الشرعية وقد سطر له ما سطر ؛ ماهو إلا ضحك على الذقون من قبل المستفيدين ؛ ولا هم لهم إلا بكيفية  الاستحواذ ومقاسمة الثروة والحصول على دسمها باي شكل من الاشكال والتمشدق بالوطنية وما سيشرعون

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك