حيدر عباس النداوي
تتكرر مفردة الغياب كثيرا عند طلبة المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية, خاصة بين الطلاب الكسالى والذين يعانون من مشاكل اجتماعية وفقدان المعيل او اصحاب الاعمار الكبيرة وعادة ما تكون المناطق الفقيرة وذات التنوع السكاني بيئة ملائمة لمثل هذه الافعال المشينة والبعيدة كل البعد عن مسارات التطور والمعرفة والرقي ودائما ما تكون فتحة السياج او تسلق السياج هي الطريقة المثلى لتكرر هروب هؤلاء الطلبة الغير منضبطين والغير محترمين وفي النهاية فان هؤلاء الطلبة يحصدون نتائج هروبهم درجات هزيلة او رسوب متكرر يفضي الى الضياع والتخلف.وعند المقارنة بين ما يجري في المدارس من هروب وغياب الطلبة وبين ما يحدث في مجلس النواب من غياب متكرر لعدد كبير من ممثلي الشعب من الذكور والاناث نجد ان هذا الغياب يلتقي في نقاط ويفترق في نقاط اخرى لان الغياب امر مخجل ومعيب في كل الاحوال ويكون اكثر ضررا اذا كان الغائب ممثلا للشعب او مسؤولا في الدولة او قائدا لمجموعة, بينما يقتصر ضرر غياب طالب المدرسة على الطالب المعني بالدرجة الاساس بالاضافة الى ان الطالب المتغيب يحصد جزاء غيابه فشلا وتخلفا وتاخرا اما غياب النائب الذي هو اكثر ضررا فلا يقابل باي تصرف من قبل رئاسة مجلس النواب كان يتم الغاء نيابته اذا تجاوز الحد المعين او يتم خصم جزء كبير من راتبه او تغريمه مبلغا باهضا او نشر اسماء النواب المتغيبين في وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة واطلاق تسمية الكسالى والاغبياء عليهم حتى يكونوا عبرة وجزاءا لمثل هذه التصرفات الصبيانية.ويبدوا ان عدم وجود نظام داخلي صارم لمجلس النواب يعاقب المتغيبين من اعضائه بعقوبات تاديبية وانضباطية ومالية كبيرة ترك الباب مفتوحا للمزورين والطفيليين والانتهازيين من الاستمرار بممارسة التصرفات الطائشة والغير منضبطة والبعيدة عن تحمل المسؤولية وكان وجود هؤلاء المتغيبين في مجلس النواب كرامة لا يستحق ابناء الشعب التبرك بها .ان وضع ضوابط تاديبية على النواب المتغيبين من شأنه ان يحد من تكرار غياب هؤلاء المنفلتين طالما انهم غير قادرين على معرفة اسباب وجودهم وتحمل المسؤولية في الحضور تحت قبة البرلمان والمشاركة في اقرار القوانين التي اختارهم الشعب من اجلها فقط وليس من اجل ان يتغيبوا او من اجل سواد عيونهم.ان افضل طريقة لوضع حد لغياب هؤلاء النواب هو نشر اسمائهم في وسائل الاعلام وتعريف الناس بهم وكذلك نشر اسماء النواب المواضبين على الحضور والذين يساهمون باقرار القوانين واجراء الحوارات والمقارنات وحتى لن يتمكن هؤلاء الكسالى من تسويق انفسهم مرة اخرى على انهم حماة الشعب واباة الضيم وحتى لا يتم اختيارهم من جديد.وكم اتمنى لو يقوم النجيفي يوم الخميس من كل اسبوع بقراءة اسماء النواب المتغيبين وايقافهم خمس دقائق قصاص على منصة مجلس النواب لكن الخوف ان لا تتسع منصة مجلس النواب لاستيعاب النواب المتغيبين خاصة اذا وصل الرقم الى اكثر من 100 نائب.
https://telegram.me/buratha