المقالات

الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)الحاكم بالعدل والانسانية

2526 02:08:00 2012-08-10

الدكتور عباس العبودي

السلام عليكم ورحمة اللهرسالة الى من يتصدى لموقع المسؤولية ويدعي الانتماء لعلي -فهذا علي يخاطب احد عماله وهو عثمان بن حنيف عامله على البصرة حينما خرج عن مالوف إمامه بوليمة دسمة لاغير . وليس بناء القصور الفارهة والارصدة المليونية والبروج العاجية التي ينظرون الى المستضعفين بنظرة البعد والتفاخر والاستعلاء ونسوا انهم ولدوا من رحم هذا الشعب ,ونسوا أن الشعب الذي أتى بهم وائتمنهم هذه الامانة ونسوا انهم اقسموا بمثاق الله ان يكونوا امناء على بيعتهم ونسوا انهم هالكون كما هلك من قبلهم وراجعون الى الله فهوا الشاهد وهو الحاكم يومئذ لاتنفعهم شفاعة الشافعين , ونسوا انهم كلما ابتعدوا عن شعبهم ضاقت عليهم دنياهم .

هذه رسالة امير المؤمنين لمن يريد ان يراجع نفسه وخطواته عسى ولعله يدرك امره ويرجع الى اصله وفصله ويتوب الى ربه ويقتدي بصدق بامامه ليكون بمصاف علي (ع) ويبعد نفسه من تبعات حب الدنيا.

قال (عليه السلام): ألا وإن لكل مأموم إماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد، فوالله ما كنزت من دنياكم تبراً، ن ولا ادخرت من غنائمها وفراً، ولا أعددت لبالي ثوبي طمراً، ولا حزت من أرضها شبراً، ولا أخذت منها إلا كقوت أتان دبره، ولهي في عيني أوهى وأهون من عفصة مقرة (أي مرة).بل كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحّت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين، ونعم الحكم الله. وما أصنع بفدك وغير فدك؟ والنفس مظانّها في غد جدث، تنقطع في ظلمته آثارها، وتغيب أخبارها، وحفرة لو زيد في فسحتها وأوسعتها يد حافرها لأضغطها الحجر والمدر وسد فرجها التراب المتراكم. وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر، وتثبت على جوانب المزلق. ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفىّ هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القزّ، ولكن: هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطاناً وحولي بطون وحولي بطون غرثى (أي جائعة) وأكباد حرى (أي عطشانة) أو أكون كما قال القائل:وحسبك داءً أن تبيت ببطنة وحولك أكباد تحن إلى القد ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفىّ هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القزّ، ولكن: هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى (أي جائعة) وأكباد حرى (أي عطشانة) أو أكون كما قال القائل: وحسبك داءً أن تبيت ببطنة وحولك أكباد تحن إلى القدء أقنع من نفسي بأن يقال: هذا أمير المؤمنين (عليه السلام) ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش؟ (فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات، كالبهيمة المربوطة همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها، تكترش من أعلافها، وتلهو عما يراد بها، أو أترك سدى، أو أهمل عابثاً، أو أجر حبل الضلالة، أو أعتسف طريق المتاهة. وكأني بقائلكم يقول: إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران ومنازلة الشجعان! ألا وإن الشجرة البرية أصلب عوداً، والروائع الخضرة أرق جلوداً، والنابتات العزية (الزرع الذي لا يسقيه ماء المطر) أقوى وقوداً وأبطأ خموداً، وأنا من رسول الله كالصنو من الصنو، والذراع من العضد، والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها، ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها).

(إليك عني يا دنيا فحبلك على غاربك، قد انسللت من مخالبك، وأفلت من حبائلك، واجتنبت الذهاب عن مداحضك، أين القرون الذين غررتهم بمداعبتك؟

أين الأمم الذين فتنتهم بزخارفك؟ ها هم رهائن القبور، ومضامين اللحود، والله لو كنتِ شخصاً مرئياً وقالباً حسياً لأقمت عليكِ حدود الله في عباد غررتهم بالأماني، وألقيتهم في المهاوي، وملوك أسلمتهم إلى التلف، وأوردتهم موارد البلاء، إذ لا ورد ولا صدر هيهات من وطئ دحضك زلق، ومن ركب لججك غرق، ومن ازورّوكأني بقائلكم يقول: إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران ومنازلة الشجعان! ألا وإن الشجرة البرية أصلب عوداً، والروائع الخضرة أرق جلوداً، والنابتات العزية (الزرع الذي لا يسقيه ماء المطر) أقوى وقوداً وأبطأ خموداً، وأنا من رسول الله كالصنو من الصنو، والذراع من العضد، والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها، ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها).

(إليك عني يا دنيا فحبلك على غاربك، قد انسللت من مخالبك، وأفلت من حبائلك، واجتنبت الذهاب عن مداحضك، أين القرون الذين غررتهم بمداعبتك؟

اين الأمم الذين فتنتهم بزخارفك؟ ها هم رهائن القبور، ومضامين اللحود، والله لو كنتِ شخصاً مرئياً وقالباً حسياً لأقمت عليكِ حدود الله في عباد غررتهم بالأماني، وألقيتهم في المهاوي، وملوك أسلمتهم إلى التلف، وأوردتهم موارد البلاء، إذ لا ورد ولا صدر هيهات من وطئ دحضك زلق، ومن ركب لججك غرق، ومن ازورّ عن حبائلك وفق، والسالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه، والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه، اغربي عني فوالله لا أذل لك فتستذليني، ولا أسلس لك فتقوديني). (وأيم الله يميناً استثني فيها بمشيئة الله ـ لأروضنّ نفسي رياضة تهش معه إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً، وتقنع بالملح مأدوماً، ولأدعنّ مقلتي كعين ماء نضب معينها، مستفرغة

(إليك عني يا دنيا فحبلك على غاربك، قد انسللت من مخالبك، وأفلت من حبائلك، واجتنبت الذهاب عن مداحضك، أين القرون الذين غررتهم بمداعبتك؟ أين الأمم الذين فتنتهم بزخارفك؟ ها هم رهائن القبور، ومضامين اللحود، والله لو كنتِ شخصاً مرئياً وقالباً حسياً لأقمت عليكِ حدود الله في عباد غررتهم بالأماني، وألقيتهم في المهاوي، وملوك أسلمتهم إلى التلف، وأوردتهم موارد البلاء، إذ لا ورد ولا صدر هيهات من وطئ دحضك زلق، ومن ركب لججك غرق، ومن ازورّ عن حبائلك وفق، والسالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه، والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه، اغربي عني فوالله لا أذل لك فتستذليني، ولا أسلس لك فتقوديني). (وأيم الله يميناً استثني فيها بمشيئة الله ـ لأروضنّ نفسي رياضة تهش معه إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً، وتقنع بالملح مأدوماً، ولأدعنّ مقلتي كعين ماء نضب معينها، مستفرغة دموعها. أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك، وتشبع الربيضة من عشبها فتربض، ويأكل علي من زاده فيهجع؟ قرت إذاً عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعية‍! طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها، وعركت بجنبها بؤسها، وهجرت في الليل غمضها، حتى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها، وتوسدت كفها، في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم، وهمهمت بذكر ربهم شفاههم، وتقشعت بطول استغفارهم جنوبهم، أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) ولما كان هذا الكتاب موجهاً إلى عثمان بن حنيف واليه على البصرة حيث حضر مأدبة قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو، ختم الإمام (عليه السلام) الكتاب بقوله: (فاتق الله يا بن حنيف، ولتكفك أقراصك، ليكن من النار خلاصك) وفي كلمة أخرى للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) مذكورة في نهج البلاغة أنه (عليه السلام) قال: (إن الله تعالى فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس، كيلا يتبيغ بالفقير فقره) (والتبيغ هو التهيج أي لا يهيج به الألم).نهج البلاغة - (ج 3 / ص 55)والله من وراء القصداللهم اشهد اني قد بلغت

محبتي ودعائيالعبودي

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2012-08-10
احسن الله اليكم وعظم الله اجركم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك