نور الحربي
يترائ للبعض, ان المرحلة الحالية التي تعيشها البلاد هي مرحلة الفرز وبداية وضع جديد خصوصا مع المخاوف التي تبديها بعض الكتل من غلبة اخرى عليها مع حجم المتغيرات التي تشهدها الساحة الاقليمية, ولبيان هذه المخاوف لابد من الرجوع الى اصل تكوين كل الكتل التي تتميز ببنية مكوناتية رغم تبنيها لخطاب المواطنة والوطن وان كان كثير من هذه المتبنيات لمجرد التسويق الجماهيري وكسب ود جميع العراقيين.ونرى ذلك جليا في عملية التصريحات والاعتراضات خصوصا مع ما يرتبط بمصلحة المكون سين او صاد وهذا يعود بكل تأكيد الى الاسس التي قامت عليها العملية السياسية الخارجة عن الخط الذي ينبغي لها بفعل عدة عوامل ومنها على سبيل المثال الخوف من الصعود الصاروخي للشيعة في العراق لان لا تكون نموذجا تسير عليه بلدان اخرى رغم ان الذين تدخلوا في سوريا اليوم اسسوا على هذا الفهم فهم اليوم يجدون في حكم الرئيس بشار الاسد المتحدر من الاقلية العلوية قفزا على قاعدة حكم الاغلبية (السنية ) هناك .وبالعودة للماضي لابد من فهم اعتراض بعض دول المنطقة على انخراط بعض الاحزاب والشخصيات السنية في الائتلاف الوطني العراقي عند اول انتخابات شهدها العراق بعد سقوط النظام الصدامي لتعطى بذلك صورة مغايرة لما اريد له ان يكون من تنوع في القائمة الواحدة لندخل في معمة الطوائف والقوميات وحقوقها وما يجوز لها وما لايجوز لغيرها حتى ان بعض القوائم الرئيسية كالعراقية مثلا التي تبنت في الظاهر خطابا وطنيا لم تكن في حقيقتها كذلك كونها اعتمدت اقصاء عدد من الشخصيات فيها وحسبتهم على مكوناتهم لتكون بذلك قائمة من لون واحد واقصد الهيمنة على القرار بداخلها.إننا نعيش اليوم مرحلة جديدة لا نريد لها ان تكون مرحلة اقتتال بكل تأكيد خصوصا مع وجود مخططات مريبة تدفع بأتجاه ترسيخ ثقافة الخوف وعدم الثقة بالاخر ولعل سيادة مفردات التصعيد في الخطاب السياسي للأزمة الحالية ورواج الاتهامات المتبادلة بين الكتل التي صعّدت من وتيرة الصراع وأوصلته حد القطيعة بين الشركاء وبدلاً عن الوئام والتعاون المثمر حيث يسود جوّ من الاتهامات ليطغى على روح التفاهم, فمنهم من يقول ذلك صراحة حين يتهم العراقية باخذ تعليماتها واصدار قرارتها المتناغمة مع اطراف خارجية خليجية وتركية بينما تتهم اطراف في التحالف الوطني بالوقوع تحت تأثيرات أمريكية وإيرانية فيما يذهب اخرون إلى أكثر من ذلك بأن بعض القوى وقعت فعلا تحت تاثير مخابرات الكيان الصهيوني التي دخلت حلبة الصراع الحالي مستفيدة من صداقاتها مع هذه القوى .ان السير بمثل هذه الرؤى وتفسير الامور بهذا الشكل سيؤدي حتما في مرحلة من المراحل المقبلة الى الاساءة للعراق وستقود الامور الى وجهة اخرى لانتمناها بكل تأكيد حيث إن المبالغة في تقيم الامور على هذا الاساس لا يخدم مصلحة جميع الاطراف بينما المطلوب وبكل صراحة ومن كل الفرقاء دون استثناء هو السعي لرسم استراتيجية قابلة للتطبيق تنهي كل الأزمات والاتهامات المتبادلة تعتمد تغليب مصلحة الوطن وتسهم في تعزيزالخطاب الحريص على مستقبل هذا الشعب المظلوم وتشيع سياسة العلاقات المتوازنة والمصالح المشتركة مع كل الدول اشقاء واصدقاء وبغير ذلك فلن نصل الى المبتغى وسيكون كل ما بنيناه في مهب الريح وبتعبير ادق لابد من مغادرة خانة الاتهام بالعمالة وليتركز العمل لتحقيق الاستقرار والرفاهية للعراق فمجرد الانتماء لتوجه معين والتعاطف مع شعب له نفس الروى ويحمل نفس المشتركات لايعني العمالة والتبعية له لاننا جميعا ننطلق من خلفيات معينة, وهذا لايشكل طعنا في احد كما اننا لانستطيع الغاء التنوع ألاثني والمذهبي باي حال من الاحوال اذن فليكن منطلقنا الوطن والعمل من اجله لننعم بالحرية ونشيع حالة التعايش السلمي وهذا هو الحل الامثل بكل تأكيد ...
https://telegram.me/buratha