حميد الموسوي
صارت ظاهرة غياب بعض البرلمانيين مسألة عادية ، وربما تفاخر بعضهم بعدم حضورهم الاّ مرة واحدة ، وتفاخر آخرون بعدم حضورهم الا عدة مرات خلال دورة برلمانية كاملة !.هذه الظاهرة ولدت لدى الجماهير العراقية شعورا بان اعضاء البرلمان يتعاملون مع وظيفتهم ببرود وترف ويعتبرونها احد المشاوير غير الضرورية والتي يتم الغاءها بمجرد حصول ابسط عمل شخصي آخركأن يكون حضور ضيف او الحاجة لأكمال ( نومة المدللين ) ، او اتمام مكالمة مع صديق ..اوصديقة ،او اصابة بزكام ، اومزاج متعكر ،.. اوماشاكل ، دون شعور بواجب وطني او حتى وظيفي اومراعاة لمسوؤلية .ولانتحدث عن امانة حملتهم الجماهير التي اوصلتهم الى هذه المواقع اياها ولا عن مخافة الله التي نسوها بفعل ما وصلوااليه من غنى وترف وامتيازات !.رئاسة البرلمان تشكوا من كثرة القرارات والقوانين والمشاريع المطروحة للتصويت او المناقشة او التداول والمعطلة بسبب عدم اكتمال النصاب نتيجة غياب اكثر من ثلث الاعضاء وربما نصفهم . الهيئات واللجان المنبثقة عن البرلمان تشكوا هي الاخرى من تراكم الملفات العالقة والمتعددة التخصصات والتي تحتاج حضور الاعضاء لغرض دراستها والبت باتخاذ القرارات الفورية والنافذة بحقها ،من هذه الملفات مايتعلق بالاوضاع الامنية ومنها مايتعلق بالاوضاع الاقتصادية و بالخدمات والصحة والتربية والاستثمار والكهرباء والتقاعد وغير ها الكثير ...طبعا هذا التغيب الذي نتحدث عنه ليس له علاقة بالعطل الرسمية ولابعطلة البرلمان الفصلية ولابعطلة الاعياد ولا مواسم الحج والعمرات المتواصلة ..هذا التغيب خارج سياق هذه العطل المفتوحة على مصراعيها وعلى مدار السنة والتي تعتبر مشروعة ولانقاش اوجدال فيها .طبعا البرلمان لم ينجز لحد الآن الغاء ربع قوانين وقرارات مجلس قيادة الثورة العرفية المجحفة والتي مايزال التعامل بموجبها ساريا، وماتزال اخطر المشاريع الوطنية على الرفوف ودروج المكاتب ، وماتزال اكثر القوانين التي تتوقف مصائر شرائح واسعة من العراقيين على تنفيذها واقرارها بانتظار دوام النواب المدللين .
https://telegram.me/buratha