عبد الحمزة الخزاعي
التحولات في المسيرة السياسية للدكتور صالح المطلك فيها امور تدعو الى العجب والدهشة والاستغراب، وللامانة والانصاف فأن الرجل لايتحمل كل وزر وتبعات ذلك الامر، بل ان بعض الاخرين الذين يتعاملون معه ويقيمونه يتحملون جزءا كبيرا منه.دعونا من الحديث عن ماضيه عندما كان صدام يتربع على عرش السلطة في العراق، فهذا الحديث طويل وفيه روايات متناقضة ومختلفة عن بعضها البعض، ولنتحدث قليلا عن حاضره وماضيه القريب جدا جدا .. فقبل الانتخابات البرلمانية العامة التي جرت في 7/3/2010 صدر قرار من هيئة المساءلة والعدالة (اجتثاث البعث) بمنع صالح المطلك من الترشيح للانتخابات بأعتباره مشمول بقانون الاجتثاث، وحينها وقف رئيس الوزراء السيد نوري المالكي(الحاج ابو اسراء) وقفة شجاعة في قطع الطريق على المطلك وظافر العاني واخرين من امثالهم، في نفس الوقت الذي لم يتخذ ذات الوقفة ازاء اشخاص مرشحين ضمن قائمة ائتلاف دولة القانون ويفترض ان ينطبق عليهم ما ينطبق على المطلك مثل الشيخ عبود العيساوي.على كل حال اقصي صالح المطلك وكان ذلك الاجراء صحيحا وفق ضوابط ومعايير قانون اجتثاث البعث، ولكن الطامة الكبرى كانت عندما تحول الدكتور صالح المطلك من مجرم بعثي ملطخة اياديه بالدماء وممنوع من الترشيح للانتخابات والوصول الى مجلس النواب الى نائب لرئيس الوزراء، اي في المواقع القيادية المتقدمة في هيكل الدولة!!, سبحان الله ولاحول ولا قوة الا بالله العلي.. ولم تنتهي القصة عند هذا الحد .. بل ان دولة رئيس الوزراء قدم قبل عدة اشهر كتابا الى مجلس النواب يطلب فيه سحب الثقة عن نائبه المطلك لاسباب اوردها في الكتاب الموجه منه الى البرلمان.والان وبعد حملات تشهير وتسقيط متبادلة عاد الحاج ابو اسراء ليسحب طلب سحب الثقة عن المطلك، وتعود الامور بينهما مثل "السمن على العسل كما يقولون", والسؤال الذي اتلهف الى معرفة جوابه، وربما يتلهف الكثيرين من امثالي هو هل ان المطلك مجرم مشمول بالاجتثاث ام انه رجل وطني مخلص؟. واذا كان مجرم فلماذا عين نائبا لرئيس الوزراء، ولماذا سحب السيد رئيس الوزراء طلب سحب الثقة عنه، واذا كان رجل وطني فلماذا حرم من الترشح للانتخابات ولماذا اراد الحاج ابو اسراء ابعاده عن منصبه..؟؟ انها اسئلة بريئة جدا ...
https://telegram.me/buratha