خضير العواد
لقد غيّر السعوديون والقطريون معنى الثورة في العالم والأسباب التي من أجلها تثور الشعوب ومن هو صاحب الثورات الحقيقي ، فأحداث سوريا الدامية قد أظهرت الحقائق المؤلمة التي يندى لها ضمير الإنسانية ، فسوريا البلد الأمن الذي يتصدر دول العالم من حيث الأمان وطيبة أهله وجمال عمرانه التاريخي ، أصبح بين ليلة وضحاها بلد ينهشه الإرهاب وعمرانه التاريخي مهدم ومدمر ويملئ شوارعه الرصاص والقتل ، فأصبح ألسوريون مهجرون يفتشون على مكان أمن يأويهم بعد أن كانوا ملاذ لكل العرب وغير العرب الذين هربوا من حكوماتهم الدكتاتورية الظالمة ، كل هذا بسبب عدم رضا أمريكا وإسرائيل على حكومة سورية الداعمة للمقاومة والرافضة للوجود الإسرائيلي في المنطقة والبلد الوحيد الذي بقى يقاوم التطبيع مع الكيان الصهيوني بعد أن رفعت أيديها جميع الدول العربية وفي مقدمتها مملكة الحرمين الشريفين ، لهذا ثار السعوديون والقطريون ويدعمهم الغرب بكل إمكانياته ضد الحكومة في سوريا ، لهذا أصبحت الثورة السورية ؟؟؟؟ من عجائب الدنيا وعجائب الثورات حيث الثائرون من جميع الدول في العالم ، يرغبّهم السعوديون والقطريون على الثورة ضد الحكم في سوريا ويقدمون لهم المال والسلاح والتدريب ومن ثم نقلهم عبر الأردن ولبنان وتركيا الى الأراضي السورية لكي يثوروا ضد كل ما هو سوري فيقتلوا الجندي والشيخ والطفل والمرأة والشاب ويهدموا كل ما هو مرتبط بتاريخ سوريا الجميل المملوء بعطر الحضارة ، فيدعم هؤلاء القادمين من وراء الحدود أغلب الإعلام العربي والغربي ويظهروهم على إنهم أعضاء في الجيش الحر لتحرير سوريا الذي يعتبر الجناح العسكري للمعارضة السورية الذي كونه ودربه الغرب ودعمه مادياً كل من السعودية وقطر، وبهذا أصبحت الثورة السورية ؟؟؟ هي عبارة عن ثورة الحكومات الرافضة للمواقف السورية المؤيدة للمقاومة والحقوق العربية ، فثارت الحكومات بقيادة الأمريكان وإسرائيل ويقود عملياتهم العسكرية على الأرض كل من تركيا والسعودية وقطر ، وبذلك أصبحت الثورة السورية الثورة الوحيدة في العالم التي تثور فيها الحكومات وليس الشعوب ، نعم نحن لاننكر حاجة الشعب السوري للكثير من الإصلاحات وهذا ما تحتاجه جميع الشعوب العربية ، ومن حق الشعب السوري أن يحصل على ما يريد من إصلاحات ، ولكن ليس من الإنصاف أن تستغل الحكومات الرافضة لنهج المقاومة إحتياج الشعب السوري للإصلاح ، فتقوم بشراء رخيصي الذمم والمغسولة عقولهم بالأفكار التكفيرية وترسلهم الى سوريا لكي يغيّروا النظام هناك من أجل مصالحهم التعسفية وليس مصالح الشعب السوري، وهكذا أصبحت الأحداث في سوريا أكثر مآساوية ودماراً لأن الذي يقاتل فيها لا تهمه سوريا وشعبها وما يعانيه فهو قادم من أجل مهمة معينة ومن ثم يعود من حيث أتى ، وهكذا فألثورة في سوريا هي ثورة الحكومات الغربية وأمريكا وإسرائيل بالإضافة الى السعودية وقطر وتركيا ضد حكومة سوريا وشعبها أي ثورة الإستكبار والسيطرة والعبودية ضد المبادئ والقيم والإنسانية ، فألثورة في سوريا هي بحق ثورة الحكومات المناهضة لنهج المقاومة ضد حكومة سوريا وشعبها الأبيّ.
https://telegram.me/buratha