المقالات

زوبعة "النمر" لم تكن في فنجان .....بقلم: إيمان ناعس* كاتبة من أحرار الحجاز

949 07:34:00 2012-08-11

 

على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على اعتقال الشيخ نمر النمر إلا أن الشارع  لم يهدأ وأصوات المتظاهرين لازالت تدوي في الأرجاء، ولا زالت المدرعات وقوات الأمن تلاحق الشباب وتقنص وتترصد في نواحي عدة في قرى وبلدات محافظة القطيف. أرض القطيف اهتزت بهتافات الآلاف من الغاضبين في تشييع الشهداء الأبرياء الذين سقطوا برصاص القناصة من جنود وزارة الداخلية.

لقد أضحى تشييع  الشهداء موعد الألوف من القطيفيين للصراخ في وجه القاتل وللتعبير عن غضبهم ورفضهم في أن يبقى فوقهم قاهرا. وعلى الرغم من كل مساعي وزارة الداخلية في أن لا يصل ذلك الصراخ إلى أبعد من إقليمه ومداه إلا أن إرادة السماء حملته إلى أقاصي المشرق والمغرب ليشاهد العالم ويسمع صوت المقهورين بآلة الخوف والترهيب. إن ظهور الناس بالآلاف يهتفون ضد الظلم هو ما يجابه مسعى وزارة الداخلية التي تريد أن تحجّم هذا الحراك وتوسمه بالشرذمة القليلة الضالة المنحرفة التي يجب أن يتبرأ المجتمع منها ويزدريها.

ولقد حرصت وزارة الداخلية مؤخراً على أن لا يكون تشييع حرم الشيخ نمر النمر في صفوى (إحدى مدن محافظة القطيف) موعداً للقطيفيين ليصرخوا فيه من جديد، حيث قيدت مسيرة الجنازة وحددتها بما لا يتجاوز الأمتار، ومع ذلك خرجت المظاهرة الغاضبة وبنفس الهتاف إياه.

ظن من كان يظن أن اعتقال الشيخ نمر النمر سيكون بمثابة عزل الرأس عن الجسد وكأن المتظاهرين ما هم إلا تنظيم يستمد تعليماته وأوامره من قيادة  منظمة، ولكن بدا هذا الحراك الشعبي بالنسبة لوزارة  الداخلية وكأنه رجل الزئبق الذي يتشكل مرة أخرى بعد كل قتلة. إن اعتقال النمر واعتقال العشرات من بعده من عرض الشارع لم يجدِ نفعاً، وأضحت قوات مكافحة التظاهر تائهة غير قادرة على تحديد من أين تنبع قوة هذا الحراك، فهي تلاحقه اليوم في شوارع القطيف الرئيسية تارة وفي العوامية تارة أخرى وصفوى وتاروت وسيهات ولم تتمكن من تحديد رأس له لتصيبه في مقتل رغم مئات المعتقلين والجرحى المغيبين وراء القضبان.

رجال الأمن الذين يتجولون اليوم في شوارع القطيف وأزقتها وبلداتها ويقفون على أعلى المباني كغربان الموت، يلاحقهم طيف النمر في كل ركن وزاوية، ويزعجهم زئيره الخارج من كل جدار من جدرانها، لقد أعطى النمر شباب الحراك والمجتمع أدبيات وأصول المطالب السلمية وقوة الشكيمة في قول كلمة الحق أمام السلطان الجائر قبل أن يُغيِّب جسده أسود الرصاص، ولقد باتت كلماته شعارات المرحلة.

29/ 5/ 811

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك