المقالات

شرعية المواطن شرط الاصلاح الحقيقي ...

522 14:01:00 2012-08-11

خميس البدر

لا يختلف اثنان على ان العملية السياسية وصلت الى مرحلة لابد من اجراء تقييم لها او مراجعة على مسيرتها, على الرغم من عمرها القصير بالنسبة الى مثيلاتها من التحولات والتغييرات التي حدثت في بلدان مختلفة في العالم.وهذا ما يؤكده كثرة الحديث عن الاصلاحات والاوراق المختلفة من قبل الكتل السياسية وتشابك الاراء وتجاذب المواقف فكل جهة ترى الاصلاح من منظورها وبما يتلائم مع مصالحها وما ستجنيه من هذه الاصلاحات خاصة بعد ان تحولت الاجواء السياسية الى اجواء ازمة وتعامل الكتل السياسية خرج عن اطار العمل السياسي او البناء او البحث عن التقدم او الاستمرار, بقدر ما اصبحت تحركاتهم اشبه لايجاد مخارج للازمة الخانقة او التخلص من ضغوطات الكتل الاخرى, وهو ما يلاحظ من طبيعة الردود والمناوشات السياسيين بعضهم على البعض الاخر. فغياب الرؤى الواضحة والاجواء الصحية والتحرك في ارضية ملغومة بالمطبات والعقد من انعدام الثقة والتخوين والتشكيك وتضار المصالح هو السائد في هذه الفترة مما يصعب عملية اجراء هذه الاصلاحات او الاخذ بها ومن ثم تطبيقها ويبقى السوؤال هل وصلنا الى مرحلة ألا عودة للدستور والخوض خارج اطاراته؟ لان الحديث بالصورة السابقة لا يعني الا تجميد له ولفقراته مما يجرنا لسؤال اهم من هو المؤهل لتقديم هذه الاصلاحات وما هي مرجعيتها وابعادها وحدودها وكيف يجتمع عليها الجميع؟.ان اهم ما يجب توفره في عملية الاصلاح هو الشرعية والمقبولية وهو ما لايتحقق الا بتبنيها من قبل المواطن او القواعد الشعبية فحكم الشعب على هذه الاصلاحات هو الفيصل في نجاحها لانها مصدر القرار كما كانت في الدستور وفي الانتخابات وفي أي قرار مصيري, لاننا وببساطة نتحدث عن عملية ديمقراطية ونريد ان تستمر وهذا ماغاب عن الذين يتحدثون عن الاصلاح كما غاب عنهم بانهم سبب كل هذه المشاكل والازمات والخروقات في تنازعهم وخلافاتهم ومناوشاتهم وابتعادهم عن الدستور وروح الدستور بضربهم ارادة المواطن عرض الحائط وعدم تلبيتهم حاجاته والعمل من اجل خدمته.اذا مهما كانت الاصلاحات ومهما اريد منها واي من كتبها وبحثها وطالب بها فلا بد من عرضها على الشعب وان لاتكون بعيدة عن المواطن وما يريده ويجب العمل على هذا المطلب المفصلي والمهم, وهو ما اكدته المرجعية العليا وعلى لسان امام جمعة كربلاء سماحة السيد احمد الصافي وهو ما طالبت به ايضا مؤسسات حقوقية وثقافية ومؤسسات المجتمع المدني في اكثر من مناسبة كما نادت به شخصيات مستقلة وهو ما لم يتوفر لحد الان فالحديث الدائر الان عن الاصلاح لايتعدى الكواليس والغرف المغلقة ويبقى في حدود الصفقات والمزايدات بما يؤشر اكثر من علامة استفهام والاف علامات التعجب من بقاء رواد الازمة بعيدا عن الواقع الحقيقي للشارع العراقي واختصار عملهم وتحركاتهم على مصالحهم وبنفس النهج من سلوك الطرق الملتوية والتمويه والتزمت في المواقف وكأن الامر شخصي ولا يعني الوطن والمواطن .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك