المقالات

شبنغلر : حين تشيخ الثقافة تتحول الى حضارة …

1702 14:47:00 2012-08-11

بقلم الباحث احمد الشجيري

وهو أمر واضح أن التعارض بين الحضارة والثقافة لايحصل إلا في المجتمعات (المتطورة). مثلا يدخل روبرت مكلفر تعارضا بين مؤسسات ذات طبيعة أدواتية كالمصرف والمصنع، وأنشطة الكنيسة والمسرح ونادي النقاش والتي يصفها جميعا كمركز لما أسماه بـ(الإستهلاك النهائي)). فالأولي تدخل في نطاق النظام التكنولوجي، والثانية في نطاق الثقافة، إلا أنه يسوق حججا غامضة لدعم فرضية التفريق بين الحاجات ذات الطابع (الحضاري) والأخري ذات الطابع (الثقافي) مما يكون أمرا في غاية البعد عن مقولات أوزفالد شبنغلر المعروفة عن الثقافة التي قال عنها إنها حين تشيخ تصبححضارة. وما يهمنا هنا هو التفرقة الشبنغلرية المطبّقة علي الثقافات. فهذا المفكر الألماني وجد معايير التفرقة في المثل الحياتية ومعاملة الفرد ومواقفه ومساعيه والأنظمة الأخلاقية والآراء العلمية والفلسفة.كما وجد أن لكل ثقافة معاييرها التقييمية ومثلها الأخلاقية النسبية، أي في نطاق سريانها، وحتي أنه وجد العلوم الطبيعية والرياضية لاتملك قيما شمولية أي أن ما يقرر التمايز الثقافي هو القيم الروحية التي أسماها بروح الثقافة التي تصلح أساسا للتفرقة. وفي تحليله للتحولات التأريخية ينتبه شيبنغلر قبل كل شيء الي تحليل التعارض بين ما اسماه طور النمو أي الثقافة وطور التدهور أي الحضارة. إنهما طوران متعاقبان، والحضارة هي (المصير المحتوم لكل ثقافة). وطور الثقافة يتميز بالنشاط الحر للنخبة المبدعة والخالقة لنماذج السلوك والطارحة لبراهين تدعممجاميع معينة من القيم.وهذه النخبة تصوغ العلاقات السياسية والإقتصادية وفقا للقيم الروحية المطروحة، ويضرب مثلا علي ذلك بفترة الإقطاع المبكرة في أوربا حين قام النبلاء والكهنوت بوظيفة النخبة المبدعة التي إمتلكت أوربا نتيجة لها نموذجها الثقافي.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك