حيدر عباس النداوي
مفارقة عجيبة غريبة تلك التي تشهدها الساحة اليومية العراقية والتي يصعب حدوثها باي بلد في العالم لانها خرق للعادة ولا تتماشى مع الناموس الطبيعي والقوانين الوضعية والانسانية لكنها حدثت ويمكن ان تحدث مثيلاتها في بلد العجائب والغرائب والفساد والمحاصصة والخروقات الامنية المتكررة.واساس العجب هو حالت التناقض بين المركز والاقليم ففي الوقت الذي يفترض ان يكون الاقليم تابعا ومتلقيا ويكون وضعه انعكاسا لما يجري في المركز نجد العكس تماما, وان ما يحدث في الاقليم هو على طرف نقيض كامل مع المركز والا كيف يقوم الاقليم بتوزيع ثلاثة براميل من النفط على مواطنية احدهم مجاني في وقت لا يحصل ابن المركز الا على (50) لتر وبشق الانفس وبسعر عشرة الاف دينار وليس هذا فقط ونحن في عز الصيف ودرجات الحرارة تجاوزت مدياتها الطبيعية وفي اقل مواسم استخدام المنتجات النفطية من قبل العائلة العراقية تشهد معظم المحافظات شحة خانقة في الحصول على اسطوانة الغاز.والشيء الاكثر ايلاما ان سعر اسطوانة الغاز ارتفع بشكل باهر مع هذه الشحة حتى وصل في محافظة ذي قار على سبيل المثال لا الحصر سعر الاسطوانة الى (25) الف دينار, اما في بغداد فان سعر الاسطوانة التجاري وصل الى (14) الف دينار وغير متوفر, اما اذا اردت ان تحصل على الاسطوانة المباركة من مراكز البيع المباشر فما عليك الا ان تحل احرامك من صيام شهر رمضان وتاخذ معك عدة الجفاف وضربة الشمس الحارقة لانك ستضطر للوقوف تحت اشعة شمس أب الساطعة لاكثر من خمس ساعات في احسن الاحوال وقد تعود بخفي العراقيين وليس بخفي حنين على الأعم الأغلب..وما يدمي الفؤاد ويقرح القلب هو هذا النفاق وهذا الكذب المفضوح الذي تعود عليه المسؤولين والمتحدثين في وزارة النفط فهم بكل بساطة سيشككوا بهذه الرواية ويعلنوا انها مجرد دعايات مغرضة الهدف منها زعزعت الثقة بالمنتوج الوطني لان الغاز متوفر بكثرة وهو يصل الى البيوت بواسطة عمال متخصصين وان ما جرى هو عملية تغيير كاملة من قبل الوزارة حيث استبدلت القناني بالأنابيب وكما هو في دول الجوار حرصا وخوفا على سلامة ومزاج العراقيين الطيبين؟؟؟سؤالي هو كيف تمكن اقليم كردستان من توزيع ثلاثة براميل نفط لمواطنيه استعدادا لموسم الشتاء وهو امر جيد يحسب له في وقت تشهد العلاقة بين المركز والاقليم حالة من التوتر والتذمر خاصة فيما يتعلق بالتزام المركز بحصة الاقليم من المشتقات النفطية ومن اين جاء بالكمية ولماذا فقد الغاز من محطات العاصمة ومحطات المحافظات الاخرى ومن المسؤول عن هذه الشحة في وقت يقل استخدام هذه المادة وكيف سيتمكن المركز من توفير هذه المادة في موسم الشتاء وعند ايام الذروة واشتداد البرد؟, وهل يمكن الحصول على الغاز من الاقليم ....معادلة متداخلة يصعب فهمها ولا يمكن معرفة اسبابها الا ان لسان المواطن العربي وليس الكردي يردد بلسان الحال.... بالصيف ضيعت الغاز وليس اللبن.
https://telegram.me/buratha