المقالات

التسقيط.. باب للفساد والفتنة

766 15:42:00 2012-08-13

بقلم:نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

اتذكر مرة، في اوائل القرن، كنا نتحدث وشهيد المحراب، طاب ثراه، عن متاعب العمل السياسي، والتسقيطات والتهم الباطلة.. فقال، رحمه الله ما معناه.. السرقة عمل واضح ضرره، واضح فعله.. كأن يمد الانسان يده الى جيب غيره.. او ان يكسر قفلا.. بينما رمي الناس وقذف المؤمنين كلام يسهل فعله، ظاهره الحقيقية، وباطنه الاذى والضرر. فالتسقيط ورمي الناس، فساد وظلم كبيران، يثيران الفتنة، التي هي اشد من القتل.. وهو جريمة، عقوباتها شديدة كباقي الكبائر والجرائم.

وللاسف، صار الكذب والتسقيط سلاحاً يلجأ اليه متدينون وغير متدينين.. مسؤولون ومعارضون.. يخصصون الاموال الطائلة، والاسماء المعلومة والمجهولة، والوسائل الاعلامية والمواقع الالكترونية، لبث الاكاذيب وتسقيط الناس في ذممها واخلاقياتها.. وجعلها سلاحاً في معاركها السياسية والسلطوية والانتخابية.. ففي بلد كالعراق، تعتبر التهمة والاشاعة ادانة، وليس العكس.

فاحكامنا السائدة ما زالت تتقدم فيها الموروثات القيمية الاجتماعية على النظم الفقهية والقضائية.. وتشوش على قواعد اساسية للحكم كـ " البينة على من ادعى واليمين على من انكر". و"ان بعض الظن اثم".. "ومن يكسب خطيئة او اثما ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً واثما مبيناً".. "واذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة".. وقصة يوسف (ع) ومؤامرة اخوته، وبراءة الذئب من دمه.. او قصته (ع) عندما راودته "امرأة العزيز" وقد قُد قميصه من دبر، للحكم بالوقائع وليس بالاكاذيب والاتهامات. فقيم العفة والصدق والشهامة والشرف المزروعة في الفطرة و"جبلة الاولين"، تميل -بدون مبادىء النظم اعلاه- لان تصدق روايات اصحاب المقامات، كـ"أمرأة العزيز"، واخوة يوسف، أبناء يعقوب (ع).. او المتسلطين والعاملين في الساحات.. فيصبح البريء مجرماً، والمجرم بريئاً.. وهذا يكفي لتدمير، قواعد العلاقات وسلامتها، والقيم والاخلاق ودورها.. وقتل كل حر وشريف.

ان التسقيط مرض وشر يتطلبان العلاج.. ففي هذه المعارك لا يوجد رابحون، فالوباء سيشمل الجميع عاجلاً ام اجلا.. يستغله الساقطون والفاشلون والانتهازيون والمنافقون. وان اللجوء للاحكام الصحيحة، والقضاء النزيه، وبث القيم السليمة هو من اولى شروط اعادة بناء المواطن والمجتمع. وهناك دور اساس يلعبه الاعلام، والمرجعيات، والتربية، والدولة، والقوى السياسية، والعشائر، ومؤسسات المجتمع. فالتسقيط كالسرقة والقتل.. اعتداء وعنف فردي واجتماعي، لكنه يبدأ بالكلام والاشاعات، وينتهي بتسميم الاجواء والعلاقات، واختفاء الحقائق التي نتيجتها الفتنة والعدوان والظلم والقتل والموت.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلام عاصم جهاد
2012-08-14
سيدي الفاضل الاستاذ نائب رئيس الجمهورية والذي بنظري يستحق ان يكون رئيسا للجمهورية او رئيسا للوزراء عادل عبد المهدي المحترم ...لا يخفى عليك ولا على اي عراقي ان الحابل بالنابل قد اختلط في دولة يدعون ان الدستور هو الحاكم () ولا نستطيع ان ننكر ان مجتمعنا العراقي يتلفظ انفاسة الاخيرة في ظل عدم الامان والاستقرار وفقدان الخدمات فتراه يتخبط بين يمين وشمال ليجد لقمة العيش وكل ذلك بسبب من كان لنا امل بانهم سيصلحون واقعنا لكن مع الاسف نرى المهاترات والطعن يصل ذروته والمتضرر الوحيد عو الشعب كان الله بعونه
كلمة
2012-08-14
نحن بحاجة لبناء انسان عراقي سيكون هذا الامر ليس بالمستحيل فيما لو احس المواطن بحاجته للتغير ولكن الكارثة ان القليل هو من يتابع احواله الروحية والنفسية اما الاغلبية فكل الناس خطأ وانا صح . قلمكم يدفع النفس الى حيث الراحة فالكلام هادىء يداعب الضمير برفق ومنطق حياكم الله دكتور
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك