أسعـــد النــــاصر
من يتابع الخطى التي ينتهجها الأتراك والوسائل المستخدمة في السياسة الخارجية تتضح أمامه صورة جلية من التأريخ القديم الذي لاينسجم مع وقتنا الحاضر وذلك بتطور العصور وتقدم مراحل التغيير في العالم العربي والعالم .
التدخل التركي السافر في احداث سوريا يضعنا على محك الأنهيار الفعلي للسياسة الخارجية التركية وغليان شارعه المناط بالروتين اليومي رغم الدعم الخارجي لها ولطفولة السياسيين الاتراك وغرورهم والإستهانه من قادتها بالآخرين يؤشر بحدوث أزمات يصعب التخلص منها .
الإتهامات التركية لسوريا بتسليح المعارضة التركية هو أول الغيث الذي تناسته الحكومة وهي تقف على رمال متحركة قد تقع فجأة بسبب بطشها والتغاضي عن السياسات الأخرى للدول التي تلعب بأوراقها المخفية والتي ستظهر يوما سيفا بتارا يقطع رقابهم قبل رقاب الآخرين وتنقلب المفاهيم الإستعلائية إلى مفاهيم دنيئة ورخيصة .
المؤامرة التي دخلت فيها تركيا والدعم الاسرائيلي لها ضد سوريا بالرغم ان الكثيرين يعتقدون بالخلاف بين اسرائل وتركيا ولكنه قطعا ظاهريا وذلك لوجود بعض المشتركات الوراثية والتغلل اللوبي فيما بينهما سيفتح مرحلة مبيتة لتركيا لاتستطيع بعد حين النهوض من جراحات افعالها . الحكومة التركية تواجه جبهة عريضة ترفض أن تلعب تركيا دورًا في إسقاط النظام السوري، وتشارك في هذه الجبهة جماعات وأحزاب إسلامية وبعض أنصار الحزب الحاكم وقوى علمانية وشيوعية ويسارية وقومية. فهؤلاء رغم اختلافهم الجذري في أيدلوجياتهم وتوجهاتهم، إلا أنهم متفقون على بذل الجهود كافة من أجل تحييد تركيا في الصراع الدائر بين نظام الأسد والشعب السوري.
الدور التركي والطيش السياسي والغرور عزز من فكرة الإستحواذ على بعض القرارات السياسية المحيطة وغباء الآخرين المستمد من الخوف من تطاير عروشهم يفتح لها مؤشرات رخوة وأن تضع الأقدام في مواطئ عدة أولها الأقليم المسعودي لوجود الدكتاتورية في الاقليم وحاجة الدعم من قبل الجارة تركيا التي ستخلف في المستقبل مثلثا كرديا تركيا معارضا ينقض على الاحلام التركية .لم يدخل حزب العمال الكردستاني ضمن لوائح المنظمات الأرهابية بأعتباره فصيلا له الحق في تقرير المصير الذي يشكل نسبة كبيرة وله الدعم الخارجي فهو يريد أن يفرض الرأي المعاكس لتوجة الحزب الحاكم ولذلك نجد أن الأستطلاع الذي قامت به صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية فى موقعها الإلكترونى يعزز معارضة الأتراك تقديم الدعم للمعارضة السورية فضلا عن الموقف الكردي المعارض بالأصل إلى الحكومة التركية وهذا ينذر بإنقلاب المعادلة لعدم التفاف الشرائح المتعددة للقرار الحكومي التركي .
إن دخول تركيا في بوصلة التحالف العربي ضد سوريا قد أشارات لها المعاهد المتخصصة لسياسات الأخرى والتي أيقنت بوقوع الدول العربية في فخ الأنهيار إلا أنهم تغاضوا عن الملف التركي الذي تشير له المقدمات إلى الوقوع في خطر الأنهيار وسيطرة الغباء الذي يدق ناقوس الخطر فيها
https://telegram.me/buratha