بقلم: عيسى السيد جعفر* رئيس مجلس أدارة جريدة البينة
كثيرين قبله كانوا يعتقدون أن الصراع القائم في منطقتنا هو صراع مصالح، ولسذاجتهم كانوا يقولون أن الغرب يريد ثرواتنا فقط ونفطنا على وجه الخصوص، مثلما كان سذج الشرق يقولون أن بريطانيا أحتلت الهند من أجل البهارات! ولذلك فأنه يسعى للهيمنة على مقدراتنا مثلما سعت بريطانيا للهيمنة على الهند!، وأن الهيمنة أتخذت شكل الأستعمار..وهو تفكير صحيح الى حد ما ، لكنه تفكير ناقص إن لم يكن قاصرا..فهو لا يعني إلا قراءة فصل واحد من كتاب، أما الفصول الباقية فقد أجلت قرائتها أو تم الأكتفاء بهذا الفصل..!
وحده الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه قرأ كل فصول الصراع، وحينما أنتهى من قرائتها، سمى الأشياء بأسمائها ، ووضع يده على الجرح النازف: صراعنا صراع وجود لتناقض العقائد ، ولأنه صراع وجود زرع الغرب الذي يريد إنهاء وجودنا جسما غريبا سرطانيا في أحشائنا، هذا الجسم الغريب أوجده الغرب الذي أستحق أن يطلق عليه الإمام الراحل تسمية الأستكبار العالمي، لأنه كان ومايزال ينظر الى الشعوب الأخرى نظرة إستضعاف وإحتقار وتعالي..
لقد شخص الإمام الداء وأماط الثام عن وجه هذا الجسم السرطاني الخبيث"إسرائيل"، مثلما أماط اللثام عن وجه الغرب فبدا على حقيقته قبيحا دنيئا قميئا أمام إرادة الشعوب.
ولقد كان توقيت يوم القدس في الجمعة الأخيرة من رمضان توقيتا أكثر من صائب ودقيق، ففي هذه الجمعة يكون المسلمون قد إمتلأوا إيمانا، وتكون شحنات تشبثهم بقضية وجودهم ودورهم الإنساني على أشدها، بعد رحلة صوم شهر بأكمله تعودوا فيه على قهر ومجاهدة النفوس، وهم في هذه الجمعة أكثر ما يكونوا مهيأين لصراع الوجود..
1/5/814
https://telegram.me/buratha