منذ اللحظة الأولى لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية كان هدف الإمام إقامة علاقات أخوة حقيقية مع العرب والمسلمين، وليس بتصدير الثورة كما كان تزعم أبواق الراديكالية العربية الحاكمة ومعها الدعاية الصهيونية وأذنابها، لأن ما يجمع الثورة الإسلامية بأفكارها الخلاقة مع العرب والمسلمين، أكثر بكثير مما يفرقها، وفي مقدمتها الإيمان بالله ورسوله الكريم و قرآننا المجيد والمذهب الجهادي المقاوم للصهاينة المغتصبين للقدس ولأراض العربية في فلسطين.
إن فلسطين في فكر ومنهج الإمام الراحل، كانت ومازالت قضية عقيدية أولاً، وليس قضية سياسية أو إنسانية فقط أو قضية مصالح ، وفي الذاكرة عندما انطلقت الثورة الفلسطينية المسلحة المعاصرة عام 1965، أصدر الإمام فتوى شهيرة تطالب المسلمين بالالتحاق في صفوفها، للمشاركة في المقاومة لتحرير فلسطين، وفي الذاكرة أيضا بعد عودته المظفرة منتصرا من منفاه في باريس ووطئت قدماه ارض طهران قال ((الحمد لله اليوم إيران وغدا فلسطين)) ورفع شعاره الشهير الله أكبر ..الموت لإسرائيل)) الذي ردده ملايين الناس بعد صلاة الجمعة في المساجد الإيرانية والتي اندفعت للسفارة الصهيونية في طهران، وأسقطت العلم الصهيوني وأحرقته ورفعت العلم الفلسطيني، وأعلن الإمام الراحل إقامة أول سفارة لدولة فلسطين على الصعيد العالمي في طهران. و فيما بعد أعلن أن يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك يوماُ عالمياُ للقدس، بكل مايعنيه ذلك من دلالات ومعاني سياسية ودينية، وباتت القضية الفلسطينية منذ ذلك الحين رسميا من أولويات الدولة الإيرانية.
وليس مستغربا من الصهاينة وقوى الأستكبار العالمي ومعهم حكام الخيانة الأذلاء، التوافق على المصالح الإستراتيجية والاختلاف حول الأولويات، فقد نجحوا في الوصول الى نقطة تم فيها تجاهل الحديث عن أس الصراع العربي الصهيوني الدولة الفلسطينية المزعومة، وأنتقلوا الى هدف جديد هو ضرورة مواجهة الخطر الإيراني المزعوم على الكيان الصهيوني وأدواتهم من الأنظمة العربية المهرولة، وجرى تشكيل حلف صهيوني ـ عربي لقلب معادلة الصراع، إلى صراع عربي ـ إيراني، وتفكيك قوى الصمود والمقاومة، كمقدمة لشطب وتصفية معادلة صراع الوجود العربي الصهيوني، وفي النهاية ألغاء حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
إن قراءة متزنة لمعطيات الصراع تفيد انه مهما تمادى الصهاينة وشركائهم وأدواتهم من العملاء، فإنهم مهزومين، وخاصة بعدما تحطمت مشاريعهم ومخططاتهم الاستعمارية القديمة الجديدة، على صخرة صمود مقاومة حزب الله في لبنان والمقاومة الباسلة في فلسطين، وأنهارت مشاريعهم وفي مقدمتها ما يسمى النظام الشرق أوسطي الكبيرالجديد، عمق أزماتهم انهياراقتصادهم ، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية...
كلام قبل السلام: في كثير من الأحيان خسارة معركة تعلمك كيف تربح الحرب .
سلام...
https://telegram.me/buratha