سليمان الخفاجي
في عودة سريعة الى الارشيف السياسي لمنطقة الشرق الاوسط, فما يحدث اليوم قد يكون متناقضا وبشكل كبير او قد يفسره البعض بانه حالة طبيعية لمجرى الاحداث ومسيرة او بما يشبه الجمر تحت الرماد, فما كان يسود هذه البلدان هو حكومات شمولية ودكتاتورية حكمت الشعوب بالدم والحديد طيلت عقود. وكان النصيب الاكبر من الظلم والاضطهاد هو للحركات الاسلامية وبكافة توجهاتها وانتمائها العقدي والفقهي وباتت تشكل التحدي الاكبر لتلك الانظمة والعدو الاول بحيث صورت الاجهزة الاعلامية والاستخباراتية واجهزة الامن للانظمة تلك الحركات بانها شر محض وعلى الشعب ان يتحصن منها وان لايقع بحبائلها ومن يفعل فان حظه العاثر ادخله المكان الخطا وتجاوز الخطوط الحمر فالدولة تتساهل في أي شيء الا ان تتجاوزها فانت تمس وتعبث بامن الدولة فيما واجه الدعاة ومنظري تلك الحركات هذه الحرب بتعبئة قواعدها وبتنظيمات سرية ورسم صورة الكافر والملحد والمنافق لتلك الانظمة وان مجرد الاقتراب منها هو بمثابة الخروج عن الملة بل هو الكفر بعينه ودمه مباح وهو هدف متحرك لا يختلف عن الاجهزة القمعية ,وقد يكون اكثر خطرا على امنها وسلامتها وبين طرفي معادلة الرعب هذه زهقت ارواح وسفكت دماء وانتهكت محرمات وضاعت موارد وبدتت اموال ومسخت شخصية الانسان وتحول الى اشبه بالة يتم توجيهها بالريمونت نحو تحقيق اهداف بعينها بايادي المخابرات الدولية وعلى راسها cie, والموساد في ادامة وتنمية هذا الصراع طيلة تلك الفترة .ولم يقف التدخل عند حد بل دخلت حركات وتنظيمات في لعبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق فالانظمة بنتها واوصلتها الارادة الامريكية او السوفيتيه الى الحكم ودعمتها وتختلف المعادلة بين الحاكم والمعارض في كل دولة باتجاه الدولة التي تدعم, فاذا كان امريكيا فالمعارض سوفيتي وهكذا في عملية الانقلابات ودامت الحال الى سقوط الاتحاد السوفيتي في بداية تسعينيات القرن الماضي وسيادة القطب الواحد الولايات المتحدة الامريكية وهيمنتها على العالم لتظهر فكرة النظام العالمي الجديد والعولمة والتطور التقني والثورة المعلوماتية وامتلاكها خيوط طرفي المعادلة. وما نراه اليوم من تحولات ناتج من تلك السيادة فتراجع الانظمة القديمة وكلاب الحراسة وانحسارها اذ باتت لاتلبي رغبات الشعوب فيتم ترويجها بصورة دينية او اسلامية وتغيير قناعات الحركات عن الانتخابات والديمقراطية وامكانية الوصول الى السلطة بدون سلاح وعبر صناديق الاقتراع بعد اسقاط تلك الانظمة البائسة التي اسقطت عنها الحماية الاميريكية لسبب بسيط انها اصبحت (اكسباير) ولا تواكب روح العصر لتختلف التحولات وبما يسمى الفوضى الخلاقة كما هو حاصل اليوم فالزعامات تبدلت ومراكز القوى وتبادلت الادوار وما هو ديمقراطي في هذا البلد هو دكتاتورية في غيره وما هو لمصلحة الشعب هنا هو معادي له هناك ومايجوزعندك محرم على غيرك وفي كل مكان تجد امريكا حركة اسلامية نظام حكم وقاعدة او مقاومة نعم هو العالم الجديد وللاسف يراد ان تصبغ الاسلام الحقيقي ومن مثل الشعوب وخيارها والذي تمثل بثورة وقل صحوة الاسلامية داخل هذا الاطار والاجندة لينقلب عليها و مصادرتها والالتفاف عليها وجعلها تنسجم مع القوالب والحدود والارادة الامريكية فمن يقبل يستقر ويامن العقاب ومن يابى يدمر وتجتاحه الفوضى ويسقط بعين الشعب حتى يرضخ او يباد !!
https://telegram.me/buratha