الشيخ حسن الراشد
من المفارقات العجيبة في معادلة الوضع اللبناني ان تكون مرهونة في كل الاوقات بارادات خارجية وبالتطورات على الساحة الاقليمية ولا يكون لشعبه اي ارادة ووعي كي يكون قراره بيده لا بيد الارادة الخارجية ‘ ولعل من هذه المفارقات ان تقوم شريحة من هذا الشعب بربط مصيره بمصير الخارج و يقبل بالاسقاطات التي تمارسها زعاماتها للاوضاع في المنطقة على الوضع اللبناني الذي يشتعل باقل من عود ثقاب ويذهب جمهوره كهمج رعاع للتماهي بشكل اعمى مع زعامات تمتثل لارادة الاجنبي !
وتبرز قضية ميشل سماحة كاحد ابرز تلك المفارقات والتي تتداخل فيها ملفات خارجية وداخلية ليجعل من شعبه شعب وكأنه لا يفقه شيئ !
فقد اتهمت اجهزة امنية محسوبة على احد الاطراف السياسية ميشل سماحة وهو وزير سابق وله مكانته وموقعه كسياسي ورمز مسيحي معروف الاتجاه اتهمته بنقل عبوات ومتفجرات من اجل استهداف عناصر الجيش الحر وقد تم تسريب المعلومات هذه قبل ان يتم تحويل المتهم الى القضاء وتم التهويل في القضية بزعم ان المتهم كان يسعى لايجاد فتنة طائفية! و استهداف شخصيات بعينها وما اشبه ‘ وبغض النظر عن مدى صحة تلك التقارير والتي لا تخرج عن اطار الصراع الاقليمي والدولي وسعي الاطراف الاقليمية لاستغلالها من اجل ممارسة الابتزاز وفرض املاءات تخدم اجندتها القائمة اساسا على معادات شعوب المنطقة ونشر الفوضى ودعم الارهاب والتطرف السلفي الذي يدعمه ال سعود وزبانيتهم واسيادهم ! .. الا ان قضية سماحة وفيما لو صحت تقارير حول نواياه في نقل العبوات لاستهداف الجيش السوي الحر المرتزق فان الطرف المقابل الذي يمثله حريره وتياره يقوم بما هو اعظم واكثرخطورة وهولا على الوضع اللبناني وذلك عبر تاَمره مع الاستخبارات الاجنبية على اللبنانيين وقيامه بادخال لبنان في متاهات اللعبة الاستخباراتية الاقليمية والدولية من خلال دعمه الصريح للمتطرفين السلفيين وتحالفه مع الارهابيين في تنظيم القاعدة وتهريب بواخر الاسلحة عبر ميناء طرابلس الى سوريا.
لايمكن فهم تلك المعادلة بسهولة كما انه لا يمكن ان لا نستوعب ونتفهم ما قام به ميشل سماحة او من يقف خلف سماحة اذا كان فعلا هو النظام السوري ‘ لا يمكن فهم تلك المعادلة في ان تنجر شريحة من اللبنانيين خلف خطاب ومزاعم زعامات تعرف انهم متواطؤون مع الاستخبارات الاجنبية لحرق لبنان وسوريا معا بل تدمير المنطقة باسرها وانهم علنا يتماهون مع خطاب اسرائيل والدول العربية المتحالفة معها ويتحالفون مع شذاذ الافاق من الارهابيين والمتطرفين ومن اجل اجندة المخابرات السعودية والاسرائيلية حيث فتحوا ابواب لبنان على مصراعيه لكي تكون اراضيه مرتعا للارهاب وبؤر للفتن وايواء كل المطلوبين للعدالة في مناطقهم وتهريب كميات هائلة من الاسلحة للعصابات التي تقتل وتذبح وتنفذ عمليات اعدامات جماعية بحق الابرياء والمناوئين لهم .. ونفهم ايضا في ذات الوقت لماذا قام سماحة بالتنسيق مع السوريين لاستهداف تلك العصابات الاجرامية والمتطرفين السلفيين ‘ فهذا اسهل ما يمكن توقعه فيما لو عرفنا ان الالاف من المتطرفين السلفيين والجماعات المسلحة التابعة للقاعدة يتجمعون في شمال لبنان وبرعاية واضحة من قبل الحريري وتياره واسياده السعوديين ويقومون بتهريب السلاح وبكميات رهيبة الى سوريا لقتل شعبها ولنشر الفوضى والارهاب ..
فمن لا يعرف ان ميناء طرابلس تحول الى خلية نحل في تهريب السلاح بعد ان تسلم مهمة السيطرة عليه السلفيون والمتطرفون الموالين للقاعدةوفكرهم التكفيري والارهابي ؟ ومن لا يعرف ان منطقة شمال لبنان وخاصة مناطق الشريط الحدودي الذي يربط البلد بسوريا تنطلق منها جحافلالسلفيين والقتلة المتحالفين مع ما يسمى الجيش الحر السوري المتواجد في تلك المناطق والذي تنتمي اغلب عناصره الى تنظيم القاعدة والمتشددينلتنفيذ عمليات القتل والتفجير واستهداف المدنيين والعسكريين في سوريا ؟؟ وماذا ينتظر اللبنانيون ان يفعله الجيش السوري ونظامه هل يسكتعن تلك الممارسات ويغض النظر عن اعمال الارهاب وانطلاق العمليات من الاراضي اللبنانية ام تقوم اجهزته المخابراتية بالرد وبالعمل بالمثللردع تلك الجماعات المتطرفة والعصابات السلفية المجرمة ؟؟
عناصر جيش السوري الحر تتواجد بكثافة في شمال لبنان وهم ينفون دائما اي صلة لهم بالقاعدة بل ينفون ان تكون هناك عناصر في جيشهم تنتمي للقاعدة وهذا النفي له اسبابه ودوافع وابرزها طمأنة الغرب وامريكا بان لا علاقة لهم بالمتشددين والقاعدة كي لا ينقطع الدعم عنهم ‘ فيماالتقارير تحدثت يوم امس على الجانب الاخر من الحدود السورية اي في تركيا ان ضباط الاستحبارات التركية قد هددت ما يسمى الجيش الحربقطع الامدادادات عنهم فيما لو استمروا في نشر صور الاعدامات والمجازر ومشاهد قطع رؤوس الضحايا بدم بارد على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا ان دل على شيء فانما يدل على مدى تواطؤ تلك الاطراف جميعا في ضرب استقرار المنطقة وادخالها في متاهات القتل والذبح والنزاعات الطائفية والمناطقية ويثبت في نفس الوقت في منطقة شمال لبنان ان الوضع لا يختلف عن مثيله التركي وان الحريري وتياره وجهازفرع المعلومات والامن الوقائي الللبناني متورطون في دعم الارهاب وتهريب السلاح الى سوريا والتستر عليه .
فهل يفقه شعب لبنان حجم الخسارة اللتي يسوف تلحق به جراء حماقات الحريري وعصاباته وحلفاءه ؟؟
الشيخ حسن الراشد
https://telegram.me/buratha