سعيد البدري
في ظل التطور الكبير الذي يشهده العالم الغربي في تنمية موارده البشرية والمادية وطاقاته, نبقى نحن كمسلمين وكعرب في دائرة ضيقة من الاحساس بالنقص وعدم جدوى جهودنا في نشر قضايانا والتعريف بها ولعل ابرز هذه القضايا قضية الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب, قد تتولد لدينا في بادى الامر قناعات ان ماعندهم افضل وان فرق الامكانيات وطبيعة المشاريع اكبر من طموحاتنا لاننا لا نحسن غير تقليد ما نراه سهل ويسير وبالطبع ان هذا الشعور لم يتولد من فراغ وان منشأه غياب الثقة بما عندنا وبأنفسنا بطبيعة الحال للاسف الشديد هذا يقودنا الى اكتشاف حقائق مخجلة لانريد الاعتراف بها رغم ان مقومات نجاحنا كثيرة وحجم امكانياتنا اكبر بكثير مما نتخيل.وحتى لااخوض في تحليلات قد لاتعجب البعض واستغرق في استعراض اسباب الاخفاق العربي وانعدام الشخصية العربية التي اضاعت الحق الثابت والراسخ في فلسطين وهنا لابد لي ان اقف عند تجليات دعوة احياء ذكرى يوم القدس العالمي التي تبناها الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني (قدس) والتي نعيش اجوائها في اخر يوم جمعة من شهر رمضان من كل عام, وهي دعوة مقاومة بالتأكيد والدعوات الاخرى التي انطلقت من قبل الاطراف العربية الحاكمة والتي اتخذ مجملها مسارا تفاوضيا استسلاميا وصل حد الاستجداء والخنوع وفقدان الكرامة. لكن ماذا قدمنا نحن العرب للقضية الفلسطينية غير مزيد من التنازلات حتى صارت القدس قاب قوسين او ادنى من قبضة الصهاينة ولعل الاضواء الخضراء التي انطلقت من عواصم حواضر العرب الكبرى اعطت لهذا الكيان الغاصب دفعة معنوية في تصفية مشاريع احلام البقية الباقية من الفلسطينيين المتمسكين بالحق الذي تصفه احدى الفضائيات العربية الشهيرة بأنه حق يأبى النسيان بينما نجد راية بني صهيون ترفرف في سماء البلاد التي تبث منها, والانكى ان المحللين والاكاديمين والقيادات العسكرية الغاصبة تطالعنا بين فترة واخرى من خلال شاشتها بحجة عرض الرأي والرأي الاخر وتتحدث عن (ارهاب حزب الله و حماس وكتائب الاقصى ) وغير ذلك من القوى المقاومة التي اتخذت من المقاومة منهجا لاستعادة الحق وبقوة السلاح لانه الخيار الوحيد المتاح في ظل صمت عربي واسلامي مطبق, نعم انه الصمت المخجل الذي اعتدنا ان نعيش لحظاته وايامه وقد لانوفق في رؤية نهاية للصراع الفلسطيني والعربي والاسلامي كما لم نعش بداياته وهذا يدل طبعا على طول المدة واستنفاذ العدة التي بأيدينا كشعوب مغلوب على امرها وقد يتصور الاشقاء العرب انهم ناجحون في سياستهم الحالية, وهنا اقول هم ناجحين في امرين الاول دعمهم للانشقاق والتفرق ودق الاسافين بين الحركات والقوى والفصائل الفلسطينية وثانيا ابتعادهم عن القضية الاساسية وانشغالهم بمن له الحق في الحديث بأسم الفلسطينين هم ام ايران الاسلامية وتركيا العلمانية ثم من له حق الزعامة في قيادة المفاوضات (غير المباشرة) السعودية وقطر ام محمود عباس واردوغان وغير ذلك من التفاهات التي لاتسمن ولاتغني من جوع وماذا بعد فلم يؤدي العرب واجبهم بشكل متقن رغم امكانياتهم الهائلة المادية والمعنوية وهذا امر لاغبار عليه كما ان لاغبار على الدور الايراني في دعم الفلسطينيين رغم قلة حجم هذا الدعم ويؤسفني ان تجازى ايران وقيادتها بمثل هذا الموقف العربي السلبي والعدائي بينما تحتضن بعض العواصم العربية رموز الصهيونية وقادتها المجرمين ويؤخذون بالاحضان وكأنهم فاتحين. ما يؤسفنا حقا ان الوقت القادم وقت قرارات وحسم امر تجاه كل ما يحدث ولا وقت امامنا لنضيعه في مفاوضات استسلامية جديدة لذا علينا جعل الماضي نصب اعيننا والتفكير ماذا حققت المفاوضات في كامب ديفد ومدريد وانابولس واوسلو وغيرها ؟؟ وهل نمتلك زمام المبادرة لصنع التغيير وانتشال ماتبقى من كرامتنا التي ضاعت خلف شعاراتنا البائسة المخزية لقد ولت كل الذكريات ونحن لانحتاج للذكريات بقدر احتياجنا للقرارات ايها الحكام ان لم تستطيعوا اتخاذ القرارات فدعو الشعب الفلسطيني يتخذها ودعو الشعب العربي يثبت فكرة حقه في التخلص من هزيمته التي سببتموها انتم وهو قادر على اقناع العالم انه صاحب حق يأبى النكران والنسيان فمتى تتخذون القرار يا اصحاب القرار؟؟ من هنا فواجبنا الذي يحتم علينا اسلامنا العظيم هو الوقوف ولو معنويا مع هذا الشعب المظلوم وتقديم الشكر لصاحب المبادرة الامام الخميني رضوان الله عليه لعلنا ننصف عظيما من عظماء مدرسة ربيع الشعوب وقائدا من قادة كفاحنا ضد الديكتاتوريات والانهزاميين الذين يصدق عليهم قول الشاعر عبيد للاجانب هم ولكن على ابناء جلدتهم اسود !!!
https://telegram.me/buratha