نور الحربي
يبدو ان حديث سماحة الشيخ جلال الدين الصغير عن الحراك الكردي في عصر الظهور المقدس للامام الحجة(عج), اثار العديد من ردات الفعل عند بعض الكرد في بلدنا العزيز وهم جزء لا يتجزأ منه بطبيعة الحال، رغم ان هذا الحديث ياتي في اطار تحليلي لروايات صحيحة عن ائمة اهل البيت وغيرهم فضلا عن العصر الذي تتحدث عنه هذه الروايات يبقى رهين المشيئة والقدرة الالهية
وقد لاتنطبق عليه علامات وقتنا الحاضر نعم نصحنا وامرنا بالانتظار ومن هذا المنطلق فنحن قوم لانوقت ونضع جداول زمنية نعم قد يقودنا التفاؤل لتصور هذا الحدث انه المقصود وان الشخص الفلاني هو المقصود وقد نتفائل اكثر مع بشارات يطلقها بعض العلماء الاجلاء كتلك التي نقلت عن العلالم الرباني والروحاني الفذ اية الله الشيخ بهجت قدس سره .
الا اننا نبقى في اطار الانتظار الذي لاملل ولا كلل معه وهذا قد يفسر جزء من الامر لدى هولاء ويقلل من ردود افعالهم التي بنيت على نقل وتحليل مريض تبنته جهات بعينها تريد لصورة الشيخ الكريم جلال الدين الصغير ان تهتز وهذه الإثارات التي روجت حول موضوعي الانفصال الكردي وموضوع قتال الأكراد للإمام المهدي عليه السلام التي لابد من الوقوف عندها وبيانها لقطع الطريق على المتصيدين بالماء العكر ولئلا يقع البعض في الشبهات خصوصا ان ساحتنا تعاني من امراض النقل المشوه وعدم مصداقية الكثير من المحللين.
ان ما قاله الشيخ الصغير وعلى رؤوس الاشهاد عبر بث المحاضرة في قناة الفرات الفضائية لا يحتمل التأؤيل والزيادة وكل ذلك كما اسلفت في اطار استعراض الروايات الاسلامية المنقولة عن ائمة اهل البيت عليهم السلام ولا تصطبغ بأي صبغة سياسية تنطلق منها في محاكاتها للاحداث وتعليقاته, انما كانت قراءة لطبيعة ما جاءت به الروايات من دون اشارات الى مواعيد وتواريخ قد لاتنطبق على عصرنا الحالي واركز على الاحتمال هنا دون المساس بوحدة موضوع الروايات الشريفة كما ان الروايات ذاتها التي سيقت في هذا المورد تتحدث عن جزئية قتال الأكراد للامام المهدي عجل الله فرجه وكذا الحال مع بعض الاقوام من عرب واعاجم على اختلاف جنسياتهم وديانات اخرى كالمسيحيين واليهود
وهذا لايعني ان الكرد وفيهم المظلوم الذي ينتظر ايضا ان يشمل برعاية المنقذ المخلص الذي سيخرج لاعادة الحقوق واهلها والكرد هنا ليسوا استثناءا كما ان الشيعة ليسوا استثناءا وفيهم الصالح وغير الصالح والحديث عن مثل هذه الاستعداءات ليست من بنات خيال الشيخ الصغير انما هناك بعض وليس كل ونحن نعلم بمقتضى الروايات طبعا ان الملايين سيقاتلون مع الإمام صلوات الله عليه وهذا لا يعني ان الأكراد لن يقاتلومعه. عموما نحن كأناس عاديين نعيش في هذا العالم لاندعي القرب المطلق والتطبيق الكامل والحرفي لموارد الشريعة الاسلامية ولسنا حكاما على فكر وسلوك البشرية بل نحن امة ترجو ان تنجو وتامل الهداية والثبات على الحق كما تأمل ان تحظى بلقاء صاحب الامر الامام المهدي (عج) وترى في ظهوره المقدس خلاصا ليس لها فحسب بل للبشرية جمعاء وفي كل الحالات ينبغي ان نوطن انفسنا ونراقب الاحداث ونتهيأ ونستعد في كل لحظه بغض النظر عن الاحداث الواقعة وان كان الافضل حملها على محمل الجد في قربها او تطابقها للروايات الشريفة بعيدا عن حبائل السياسة وشراكها والمتصيدين في ماءها العكر. لذا نرى اننا مع أي شخص من أي جنس واي لون ومن أي قومية ودين يرى الحقيقة ويسعى لخدمة هذا الهدف الانساني الكبير ...
فشكرا للباحث الاسلامي الكبير العلامة الشيخ جلال الدين الصغير على جهوده في البحث والتقصي لنشر وارساء ثقافة الانتظار وبيان مدلولاتها العظيمة وهذا هو الاهم من كل ما قيل ويقال خصوصا ان سماحته يتمتع بعلاقات حسنة مع الجميع سيما الاخوة الكرد الذين قاتل معهم ونصر قضيتهم في الامس القريب وهذا دليل حسن النية لاسوئها كما يريد البعض تصويره للانتقاص منه لاغير وستثبت الايام من هو الصادق والكاذب يا من تريدون القاء بذور الفتنة بين الاخوة في هذا الوطن ...
https://telegram.me/buratha