محمد حسن الساعدي
لايمكن اعتبار القضية الفلسطينية قضية سياسية أوأنها تصارع على مصالح متبادلة، انها قضية الوجود الاسلامي حيث ان هناك ارتباطاً وثيقاً بين الوجود الاسلامي وبين القدس، فبعد ثلاثة وثلاثين عاما من اعلان زعيم الثورة الاسلامية ومؤسس دولتها الرائدة في ايران الامام الخميني (رض) عام 1979( أي بعد شهور قليلة من انتصار الثورة) تطفو من جديد علي سطح الاحداث جدلية دور الجماهير الاسلامية والعربية في استعادة الحقوق المغتصبة وتحرير الاراضي المحتلة من قبل الكيان الصهيوني منذ عام 1948 وحتى وقتنا هذا.
تساؤلات كثيرة راودت منذ ذلك الحين وتراود اليوم كثيرين في العالم الاسلامي حول اسباب احتلال فلسطين والقدس الشريف تحت حربة العدو الصهيوني.
أن الثورات الشعبية التي انطلقت خلال الشهور القليلة الماضية في المنطقة العربية وأطاحت بأنظمة اقليمية عتيدة معروفة بتواطئها مع المشروع "الامريكي- الصهيوني" في الشرق الاوسط وظن كثيرون أنها باقية أبد الآبدين عزّزت القناعة في نفوس عموم الامة الاسلامية بإمكانية اقتلاع هذا الشر الصهيوني من جذوره وإزالة كيانه المصطنع بلمح البصر شريطة أن تفرض الجماهير الحرة من ابناء الصحوة الاسلامية المعاصرة ارادتها وسطوتها علي الموقف الرسمي العربي المتهم حتى النخاع بالتهاون والخذلان والاستسلام طيلة العقود الطويلة الماضية.
أذ نحن مقبلون في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، حراكاً جماهيرياً عربياً واسلامياً بمناسبة إحياء يوم القدس العالمي لن نبالغ اذا قلنا انه سيكون استثنائيا انطلاقا من تصاعد موجة الثورات الشعبية في العديد من دول المنطقة واستعداد أبناء الامة الاسلامية وتهيئهم نضاليا وتعبويا ونفسيا للانخراط في المسيرات المليونية الهادرة رفضا لإسرائيل وأمريكا واحتجاجا علي تطبيقات مؤامرة الفوضى الخلاقة في الشرق، وهي تقترب من موعد تخليد هذه المناسبة المصيرية وربما وهي تشعر أيضاً بأنها باتت قاب قوسين أو أدني من زمن زوالها، استنادا الي نبوءة الامام الخميني (رض) صانع يوم القدس العالمي ومطلق الصحوة الاسلامية المباركة في عصرنا الحاضر.
https://telegram.me/buratha