المقالات

عيد (المهراجات) في وطن (البالات) /...بقلم : حافظ آل بشارة

626 07:57:00 2012-08-17

 

هناك تغير خطير في مفهوم العيد ، وثقافة العيد ، فالعيد هو بهجة روحية خاصة يشعر بها الصائم بعد اداء واجبه الشرعي ، لكن حاليا ساحة العيد يحتلها الناس الذين لم يصوموا ! الاثرياء واصحاب الاموال المشبوهة يغزون الاسواق بضراوة استعدادا للعيد وهم مفطرون ، هناك تقاليد سيئة اعتاد عليها الناس ليؤذوا انفسهم ، اخطرها شراء ملابس جديدة في العيد ، وهم يعرفون بلدهم غير مشمول بالاعياد ، في كل يوم لدينا رتل من التوابيت يأخذ طريقه الى المقابر الكبرى وسط عويل نساء يبكين بلا دموع ، الصوم وحرارة العراق وعطشه الوحشي تجد ان ضحايا الانفجارات لا تنزف جراحهم لشدة العطش وهم صائمون ، والذين يبكون عليهم لا تذرف عيونهم دموعا لشدة العطش وهم صائمون ، الشهيد صائم والباكي عليه صائم ، غياب ملحوظ للدماء والدموع مع انهما العمود الفقري لأي كارثة ! كيف يمكن تمرير العيد ؟ شعار العراقيين منذ قرن : (الصوم للفقراء والعيد للاغنياء) هذا الشعب يعد من الشعوب المشهورة بالفقر والحرمان ، لكن التطور الجديد حاليا هو نمو الطبقية الاقتصادية كحصيلة لتحالف تقليدي بين الساسة والتجار والعسكر ، قرون وسطى خاصة بنا تشرعنها الديمقراطية ، حالات ترف نخبوي لا مثيل لها ، تقليد للنموذج الهندي في القرن التاسع عشر ، فهناك اثريا (مهراجات) يلبسون احذية مرصعة بالمجوهرات الثمينة الى جانب الملايين المعدمين الذين ينامون في الحدائق ويعيشون على التسول ، تصاعدت نسب البطالة العامة والبطالة النوعية ، عامل بناء يحمل شهادة ماجستير يعمل في بناء منزل مدير عام ، المدير العام خريج متوسطة ! … فشلت الأمة في التخلص من تقاليد شراء ملابس العيد لكنها استطاعت تحويرها ، ونجحت عملية التحوير ، كيف ؟ شاهدوا حشود الشعب تتدفق على محلات الملابس المستعملة ، العراقيون لهم تأريخ مشرف في شراء الملابس المستعملة ، هي جزء من الفلكلور الشعبي ، يسمونها (اللنكات) ثم اصبحوا الآن يسمونها (البالات) ، وهذا العام يسجل حضورا استثنائيا في اسواقها الرائجة ، فهي رخيصة الثمن ، ثم انها من ماركات عالمية معروفة بالمتانة ، وهي افضل بكثير من الملابس الجديدة التي يستوردها تجار يفكرون بالربح فقط بلا اشراف حكومي ولا متابعة للمواصفات النوعية ، كل شيء في هذا البلد مستعمل ، شعب مستعمل ودولة مستعملة ، وشخصيات مستعملة ، وهنا لا بد من الاشارة الى ان القصيدة الشهيرة التي مطلعها (خرجت يوم العيد / بالملبس الجديد) تنطوي على كذبة كبيرة ، فالملبس ليس جديدا بل مستعمل ، قصيدة مستعملة ، وربما كانت قصيدة المتنبي ردا استفزازيا عليها وهو يقول : (عيد بأية حال عدت ياعيد / بما مضى ام لشيء فيك تجديد / أما الاحبة فالبيداء دونهم / فليت دونك بيد دونها بيد) المتنبي عراقي كوفي يشكو الاقصاء والتهميش ، وكانت تهمته انه شاعر مستعمل .

19/5/817

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك