هادي ندا المالكي
هذا ما كان يراه ويعتقده الامام الراحل الخميني(قدس) من ان ثورات الشعوب ضد الطغاة والجبابرة هي المحرك الاول والاخير لصنع التأريخ واعادة كتابته من جديد بطريقة تختلف كليا عن الطريقة التي تريد النخب العربية السياسية الخانعة كتابته, لذا كان يؤكد على ضرورة ان يتوكل الشعب الاسلامي والعربي على الله ويتسلح بسلاح العقيدة والايمان وتحرير بلاده المغتصبة من الكيان الصهيوني في فلسطين ولبنان.ويمكن القول ان كثيرا من نبوءة الامام الراحل قد تحققت في معظم الدول العربية التي بدأت بصياغة وصناعة التاريخ الذي يحقق لشعوبها تطلعاتها نحو الحرية والمجد ورفض الظلم والاستكبار والطغيان رغم محاولات مثلث الشؤم المكون من "اسرائيل وامريكا وبريطاني" الالتفاف على ارادة الجماهير والدخول من جديد في صناعة قرارات هذه الدول الا ان الجماهير بدأت تعي حقيقة محاولة دول الاستكبار الالتفاف على ارادتها بزرع الخونة والجواسيس في مفاصل هذه الدول من خلال استغلال الاوضاع المعيشية الصعبة لمعظم دول الربيع العربي, الا ان المؤشرات الاولية تقول ان الصحوة الاسلامية التي دعا اليها الامام الخميني قد بدأت بالفعل وان على دولة الاحتلال ومن يقف معها ان تعرف ان زمن الخنوع والاذلال قد انتهى وان عليها ان تعيد ما اغتصبته الى أصحابه الشرعيين شاءت ام ابت.وقبل الربيع العربي والصحوة الاسلامية فان المقاومة الاسلامية البطلة في لبنان كانت السباقة لتطبيق منهج الامام الخميني في رد الحقوق دون انتظار الربيع العربي او جلسات ما خلف الكواليس واجتماعات الامم المتحدة ومحاولات ترضية اسرائيل على حساب حق الشعب اللبناني في الجنوب بعد ان زلزلت الارض تحت اقدام المغتصبين واذاقتهم ذل الهزيمة واعطت نموذجا فريدا في قهر قوة عظمى لم تتمكن عشرين دولة عربية من وقف غرورها او كسر شوكتها.ان تمكن ابطال حزب الله من الحاق الهزيمة المرة باسرائيل لاول مرة في حروبها التي خاضتها ضد العرب فتحت الباب على مصراعية لانتهاء نظرية ان اسرائيل لا تقهر بل ان اسرائيل اضعف من ان تقف بوجه حزب لم يمتلك مقومات دول وجيوش المنطقة الا في الصبر والتحمل وحب الشهادة وهذه المقومات اذا اجتمعت عند المسلمين والعرب فلن تقف اسرائيل وغير اسرائيل بوجههم ولن يبقى لها من اثر على الكرة الارضية.ان الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) كتب سطور المجد في قضية الصراع العربي الاسلامي ضد اسرائيل وضد دول الاستكبار وستبقى صرخته مدوية ما دامت القدس تحت الاحتلال الاسرائيلي بل ستبقى هذه الدعوة هي اللبنة الاساس لتحريرها من الكيان الصهيوني الغاصب وستستمر حتى اخر التاريخ لان القدس لن تتحرر من اسرائيل من خلال المحادثات ومعاهدات الاستسلام والترضية والتنازل بل ستزيد الكيان الغاصب طغيانا انما يفك اسر القدس المغتصبة قوة السلاح والاقدام على الموت ورفض الظلم والاضطهاد وهذا ما دعا اليه الامام الخميني العظيم.
https://telegram.me/buratha