خضير العواد
تبنت السعودية قرار إبعاد سوريا من منظمة التعاون الإسلامي تحت ذريعة أن النظام في سوريا دكتاتوري ويضطهد شعبه المسالم ، وقد تناست أو تغافلت المملكة شعبها الجريح في المنطقة الشرقية الذي يعاني من معاملة التميز الطائفي وهو يناضل من أجل حقوقه المشروعة وهي تعامله بأقسى وابشع الطرق الإجرامية من رمي بالرصاص الحي والإعتقالات وتكميم الأفواه ، وقد تناست هذه المملكة جارتها الشرقية البحرين كيف أن حكومتها تضطهد شعبها المسالم المطالب للحرية والنظام الديمقراطي لأكثر من سنة وقد أرسلت هذه المملكة جيوشها لتساعد الجيش البحريني في القتل والتدمير ، وقد تناست هذه المملكة إنها من أكبر مشعلي الفتنة في سوريا وقد جلبت الى سوريا المقاتلين من جميع البقاع لكي يقتلوا الشعب السوري المسلم أبشع القتل ويدمروا سوريا التاريخ والحضارة أسوء تدمير، وقد تناست هذه المملكة أنها تساعد الكيان الصهيوني في تهويد القدس وإبقاء الشعب الفلسطيني تحت الإحتلال الإسرائيلي من خلال الحملة المسعورة التي تقودها من أجل تغير النظام الداعم للمقاومة في سوريا بآخر يتبنى وجهة نظر السعودية وأمثالها من الحكومات التي رفعت رأية التخاذل والنفاق السياسي ، وقد تناست هذه المملكة أنها سرقت الثورة اليمنية وخيبت آمال الشعب اليمني المسلم الذي أعطى المئات من الشهداء من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من هذه الثورة كبناء نظام ديمقراطي يحترم حقوق جميع الشعب بالتساوي بالإضافة الى محاكمة جميع المسؤوليين الذين ظلموا الشعب وضيعوا ثرواته ، وقد تناست المملكة إن الإرهاب في العراق الذي قتل الألأف من الشعب العراقي المسلم وعطّلت تقدمه وبناءه لعشرات من السنين كان جميعه من دعم السعودية وحكّامها الطائفيين ، وقد تناست المملكة أن الدولة الإسلامية لم تكن في عزها وكبريائها إلا عندما كانت عاصمتها في الكوفة وبغداد وكليهما من مدن العراق الجريح وهي التي لم تدعوا الحكومة العراقية للقمة الإسلامية بسبب دواعي طائفية بغيضة ، لقد تناست المملكة أنها أكبر داعم للطائفية والعنصرية المذهبية وتساعد على نشرها في جميع الدول الإسلامية وما الأحداث في العراق والسعودية والبحرين وسوريا وتونس وباكستان إلا من صنيعتها وتمويلها فكيف تتبنى مؤوسسة للحوار الإسلامي ؟؟؟؟ كان أجدر بها أن تتبنى المواقف المعتدلة وتدعمها وعدم تكفيرها للمذاهب الأخرى عندها سيعيش المسلمون قاطبةً في حب ووئام كما كانوا في الماضي ، لقد تناست المملكة أنها الداعم الأول لجميع الدكتاتوريات في العالم الإسلامي وتساعد الحكومات على الظلم والسيطرة على الشعوب المسلمة كأنهم عبيد عندهم كما هي أيضاً تعامل شعبها كأنهم عبيد عندها، وقد تناست المملكة التي يقع في أراضيها بيت الله الحرام وأنطلق منه الإسلام الى جميع بقاع العالم بما يحتوي من تعاليم كلها رحمة ومغفرة وتعايش وإحسان أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الناس أحرارا ووضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت في أعناقهم قال الله سبحانه وتعالى ( ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ) ، لذا كان على المملكة السعودية أن تحكّم عقلها ولاتخسر كل هذه الخسائر من أجل إقامت القمة الإسلامية في مكة بل كان عليها أن تحجّم دور الوهابية أولاً في بث الفرقة والطائفية ما بين الشعوب الإسلامية وأن تترك الحكومة السعودية الشعوب الإسلامية وأن لا تتدخل في شؤونها الخاصة ، إذا كانت تريد المملكة بالفعل تحقيق النتائج التي توصلت إليها القمة الإسلامية ؟؟؟؟؟؟.
https://telegram.me/buratha