نور الحربي
ربما يدرك الكثيرون خطورة الدعوات البائسة التي تطلق من هنا وهناك وتلبس ثياب الزهد والخوف على مستقبل الناس, ولعلمنا بأن عددا كبيرا من المواقع والقنوات الموجودة على الساحة تدار باموال عراقية نهبت قبل واثناء سقوط النظام الصدامي من قبل اشخاص معروفين, فلسنا متفاجئين بالخطاب الوقح الذي تصدره محاولة من خلاله خلط الاوراق وتعمية الناس عن الحقائق التي لابد ان تكشف لتبين مدى خطورة هولاء وخطورة طروحاتهم وكتاباتهم على المجتمعات بما فيها المجتمع العراقي.
ولقد طالعتنا وكالة الحدث نيوز في احدى المقالات المنشورة تحت عنوان ( متى يقتلع الربيع العربي علماء الدين النائمين عن ماسي العراقيين) الذي تحدث كاتبه المجهول عن غياب دور المراجع الاربعة حفظهم الله, متهما اياهم بالكسل وعدم الدراية بما يدور حولهم خصوصا حالة الفقر التي يعاني منها اغلب المواطنين موجهة خطابها للشيعة ممن يتبعون هولاء المراجع وللوهلة الاولى يترأى لمن يتصفح كلمات هذا المقال البائس الاحمق مدى خبث الوكالة ودنائة اغراضها, ولسنا نعلم سببا واحدا يدعوها للهجوم والحديث بمثل هذه الجرأة التي تنم عن عداء مستحكم لايمكن التعامل معه بحجة او دليل وبرهان ساطع غير ان نحسبها على جبهة البعث المجرم وحثالاته والمرتبطين به بما فيهم رؤوساء هذه الوكالة القذرة.
لكن للرد لابد من بيان التالي حول منهجية المرجعيات الدينية ووظيفتها الاساسية فالمغالطات التي وردت في المقال تحتاج منا ان نبينها ونتكلم عنها بكل وضوح دون خوف ومواربة ومنها عدم تفقد المراجع للناس وكأن الامر هو جولات اعلامية كالتي كان يقوم بها القائد الضرورة لتفقد الرعايا الذين قتلهم وقتل ابنائهم دون رحمة في حروبه العبثية متناسين عشرات الوفود والمكاتب التابعة للمرجعيات التي تقدم الخدمات للمواطنين والعوائل الفقيرة بحسب الامكانيات المتاحة لهم, وللحديث عن الامكانات المادية التي يمتلكها هولاء الرجال الصلحاء التي يجري الحديث عنها وكأنها ميزانيات دول عظمى بل اكثر من ذلك لاتتعدى جزء يسير من الحقوق الشرعية التي اوصى العلماء ليس اليوم بل منذ سنوات الحصار على البلد بصرفها من قبل الناس انفسهم في مواضعها الصحيحة كأن تعطى للفقراء والمحتاجين دون الرجوع للمراجع مما يعني ان ملايين الدولارات التي يتحدث عنها اصحاب الاغراض السيئة ليست كما يريدون ايهام الناس بها وماهي الا كذبة وافتراء.
نعم هناك حقوق تصل للمكاتب وهي تصرف على اعمال الخير في عمارة المساجد ورواتب لطلاب العلم واجور علاجية للمحتاجين اليها وغيرها من موارد يطول حصرها لكن هل تصل الى ما يراد تصويره عبر كتابات واقاويل المبطلين الجواب كلا !! .
اما اموال العتبات المقدسة فهناك جهات رسمية في الدولة العراقية وفي الوقف الشيعي تحديدا هي المسؤولة عنها صحيح ان امناء العتبات يعرفون من قبل المرجعيات لكن هذا لايعني ان للمراجع سلطة التصرف بالاموال وتوزيعها فدورهم تقديم النصح والتوجيه وهم موفقون في ذلك ولو قلبنا التهم الجزافية بالخداع التي اوردت في مقال الوكالة لوجدنا ان فيها تحريضا واضحا,
ولست ادري لماذا يريدون للمرجعيات ان تتنازل عن دورها الذي يشهد له العالم بمنع العراقيين من الانجراف في اتون حرب "لاتبقي ولاتذر" ولماذا يريدون منها الابتعاد عن ابنائها بحجة انها مقصرة في الدفاع والمطالبة بحقوقهم غير ان يفسح المجال للمتكسبين وانصاف الرجال للعودة من جديد. وما دعوات كاتب المقال الى القصاص والثأر من المراجع بربيع عربي مزعوم الا عودة لمنطق الاجتثاث وحملات القتل والتجهيل عملا بمبدأ ( كونوا عبيدا ليرضوا عنكم ) وهذا الشعار القذر الذي تم العمل عليه عقود طويلة من الزمن ودفع من اجله العلماء دمائهم وابنائهم والكثير من التضحيات والاثمان الغالية ولعل استشهاد المقال بقناة الشرقية ودورها في اعمال الخير وادخال السرور على قلوب الجياع
فلست ارى فيه غير دعاية للقناة ومالكها سعد البزاز المعروف بحثه على القتل وافشاء الطائفية المقيتة وكلنا يعرف لماذا تقوم الشرقية بذلك وهي قناة الكذب والعهر ولا يتشرف مؤمن بالانتساب والتعامل معها ولا تقارن هذه القناة المأجورة بطبيعة الحال في طلبها للشهرة والكسب الاعلامي مع المرجعيات.
وهنا نقول لو اراد المراجع وحاشاهم ان يفعلوا ذلك ان يشتروا الناس على حساب دينهم ومبادئهم ومرضاة ربهم لكانوا في حال اخر ولما تجرأتم ان تسبوهم لكنهم وانطلاقا من كل ما هو معروف عنهم من تمسك باخلاق نبيهم الاكرم و أئمتهم عليهم السلام لايعملون لدنياهم فقد كفاهم الله ذلك وحفظهم لاداء دورهم وهم لايحتاجون ان يجاهروا بانجازتهم بل يضعون انفسهم دائما في خانة الخدمة ويرون تواضعا انهم مقصرون في خدمة ابنائهم وهذه هي حقيقتهم دون تزويق وتجميل.
ولمن لايعرفهم نقول انهم حقا قولا وفعلا امتداد اصيل لمدرسة طالما اتهمت وطالما قذفت وطالما حسدها الجهال والمرتزقة فقط لانها لا ترتضي العيش بذلة وهوان وتعمل فقط لتحصيل مرضاة الخالق سبحانه وتعالى وابنائهم من شيعة علي يرون فيهم الخير الكثير والصلاح رغم ما مر بهم من محن وان كانت وكالة الحدث ومن تحدث باسمها في مقالة مخزية يرى نفسه مخدوعا بها فله ان يلجا لمدرسة اخرى لعله يجد ضالته هناك مع اني اجزم انه لا يملك دينا ولاينتسب لمذهب فامثاله كثير ممن يرون ان ربيع العرب المزعوم خرب بيته كونه احد اتباع انظمة العهر العربي وان لبس جلباب الدعوة للحرية,, انه الحمق يا وكالة الحدث نيوز والحمق داء لادواء معه للاسف ...
https://telegram.me/buratha