خميس البدر
في كثير من الاحيان يبقى التاريخ مرآة حقيقية للحاضر وعلى خطوطة العريضة والتي يضن الجميع بانها اندرست واصبحت اثرا بعد عين تخط الاحداث وتركب المواقف وربما تستنسخ التجارب. لذلك فالتاريخ يعيد نفسه ولست هنا بصدد اطلاعكم على سر او افضح مستور بقدر ماهي اشارة وعودة قليلا الى الوراء وجر شريط الاحداث الى بدايات تاسيس العملية السياسية والظروف التي صاحبتها وشخوص لعبت ادوار مهمة في بقائها واستمرارها وبقت اسمائهم تتردد ومرتبطة بحيثيات تلك المرحلة وما صاحبها من احداث فمهما تبدلت وتغيرت وتطورت او تراجعت وتاخرت وبقت على نفس الوتيرة فلن يغير ذلك من الصورة والاطار الذي شكل لها في مخيلة المواطن المخالف والموالف المحب والمبغض ولن يبقى مساحة للحياد والانصاف لانها شبه منعدمة مهما روج لوجودها واتساعها ومهما اجهد اصحابها انفسهم وكثفوا من جهودهم بان يوسعوها ويحموها ويؤمنوا لها مكان لتبقى موجودة كعالم افتراضي او كاحلام وردية سرعان ماتضيع امام الكوابيس والاشباح وتصطدم بارض الواقع. ومن هذه الشخصيات وابرزها السيد النائب بيان جبر الزبيدي او بيان صولاغ, فهو المعارض العنيد والنشط والتاجر الناجح والوزير القوي والرقم الصعب في معادلة المهنية والكفاءة وحصد الارقام القياسية والانجازات والمكتسبات في كل الادوار التي لعبها وفي مختلف المناصب التي تسنمها وبدون جدال ولا خلاف, لكن يبقى يصور ويعرف وينعت ويهمز ويلمز بانه الطائفي رقم واحد والقاتل والمجرم والسفاح فهو وريث (ابو عمرة) وشبيهه. (ابو عمرة) لمن لايعرفه "فقد عرفه مسلسل المختار الثقفي وكيف بني عليه قيام المختار الثقفي وكيف كان اليد الضاربه والسيف القاطع والارادة التي لاتلين وصاحب الرؤية الثاقبة وما عرف عنه من حذر وبعد نظر وقراءة الاحداث بعين تختلف عن اقرانه ومعاصريه فكان يسبق الجميع بخطوة حتى على اصداقاءه ورفاق دربه من مقربي زعيمه المختار قاتل قتلة الحسين عليه السلام والطالب بثأره فكسب ابو عمرة الرهان وحقق النصر بالوفاء والاخلاص للمختار لكن النجاح له ضريبة فنال كيان الفارسي ابو عمرة ضريبة نجاحه واخلاصه فتحمل كل الحقد على المختار وعلى ال البيت عليهم السلام وتلقى كل الضربات قبل الجميع وكسب الاعداء وحسد الاصدقاء ولعل حسد الاصدقاء وحسد الحساد هو من اطاح بابي عمرة وازاحه وانهى دوره بعدما ضحى بكل شيء من اجل قضية امن بها واعطى اهله ابناءه زوجته وسمعته وبالاخير نال الشهادة". وكذلك صاحبنا صولاغ وبخطوات مشابهة ومقاربة ولا اعتقد بان اعداءه عندما اطلقوا عليه هذا اللقب كانوا يجهلون ابى عمرة ودوره وما يعنيه في الارث التاريخي للشيعة وما يحمله من اسقاطات على واقع اعدائهم ومناوئيهم, صولاغ الذي ابى المنصب وكررها مرارا ولم يعترض عليه احد او يكذبه وادى اليمين كاخر وزير في حكومة الدكتور الجعفري بعد شد وجذب لم يقبل الا بتكليف من عزيز العراق رضوان الله عليه لانه اراد ان يشخص لشعبه قضيته افضل ما بجعبته فكان في الموعد يد ضاربة وشديدة وقوية وقاطعة لرؤوس الارهاب واذرعه الاخطبوطية فلمع اسمه وانتشرت شهرته وذاع صيته عند الطرفين من احب ومن ابغض فلم يكن الا ان يشبه بابي عمرة استعانوا بالامريكان لايقافه وتسقيطه والنيل منه فلم يستطيعوا فكانت ازاحته وابعاده عن وزارة الداخلية وبعقد وصفقة بين اخوة يوسف والاعداء كل من يرى نفسه متضررا من صولاغ ووزارة بعد وزارة فاذا الرجل يخرج من انجاز ليدخل في اخر ينتهي من مهمه بنجاح ليتمم نجاح اخر وحتى الانتخابات يوم ارادوا ان يراهنوا على اسمه وافشاله والتقليل من اهميته كان رقما صعبا في بورصة الاصوات وحصاد الصناديق لتكشف عن معادن الرجال.ما يهمني هو ما اطلقه باقر جبر اخيرا من تصريح بانه الاقدر على ادارة البلاد وانه كفيل بانجاحها واكد بان ما يقوله ليس لمجرد التصريح ولا التسويق لكنها الحقيقة فهل سينجح في هذه المهمة الجديدة ام انه سيصطدم بالتاريخ ومطباته وبالظروف القاسية وهل سيكون للانصاف مساحات اوسع او دور في تقرير هذه الحقيقة واثباتها ام ان هوية ابو عمرة ستعود من جديد ساكون منصفا فمع اقراري بحق هذا الرجل الا ان الجميع سيلعب اللعبة نفسها وان كان عكس ذلك فسيكون مصيره مصير ابو عمرة فهنيئا له ان ازيح الى هذا المصير الذي سيتوج سنوات كفاحه مع مرتبة الشرف.
https://telegram.me/buratha