هادي ندا المالكي
طن ابتداءا انا لست ضد الموظفين او ضد ما يحصلون عليه من قروض وحوافز وعيديات لان كل ما يحصلون عليه هو حق طبيعي بحكم انتسابهم لهذا الوطن وبما يقدمونه من جهد وعمل وتضحيات وهو ليس هبة من احد بل انه لا يرقى الى مستوى الطموح الذي يفترض ان يكون عليه الواقع المعاشي للموظف العراقي في بلد يعتبر الاغنى بين دول الجوار ودول المنطقة باجمعها،انما تم ذكر الموظف للمقارنة وتذكير الدولة بما هو حق عليها ان تقوم به اتجاه ابنائها ومواطنيها على حد سواء دون تمييز بين جهة او طرف على حساب اطراف وجهات اخرى. ومشكلة المواطن العراقي البسيط مشكلة محزنة ومؤلمة بنفس الوقت ،وهي بحقيقتها تراجيديا متواصلة ليس لحلقاتها نهاية او معالجات حقيقية من قبل الدولة يمكن من خلالها تغيير هذه التراجيديا المحزنة الى واقع يبعث الامل والفرح في نفوس المعدمين والفقراء بما لديها من الامكانات المالية الهائلة والتي "بامكانها "لو استثمرت بصورة صحيحة لحولت العراق الى مصاف الدول المتقدمة في مستوى الخدمات والانفاق المادي والترفيهي،الا ان كل هذه امنيات لا يمكن تحقيقها وسيبقى المواطن العراقي يجتر الامه وحرمانه وفقره ولاسباب كثيرة اهمها عدم وجود ملامح دولة حقيقية تعتمد بناء الوطن وخدمة المواطن.ويعاني المواطن البسيط من صعوبة كبير في توفير ابسط مستلزمات الحياة اليومية بسبب عدم وجود برامج حكومية وتشريعات وقوانين تلزم الدولة توفير هذه لمستلزمات من قبيل الضمان الاجتماعي والصحي والرعاية الاجتماعية والسكن اللائق وايجاد فرص عمل للقادرين على العمل وكفالة الاخرين من المعاقين والارامل والايتام وكبار السن بطريقة محترمة لا كما يحدث حاليا عندما يتم صرف رواتب الرعاية الاجتماعية بطريقة قفز الضفدعة اي تصرف لشهرين وتتوقف لسنتين مع قلة هذه التخصيصات.هل فكرت الحكومة الموقرة يوما بضمان صحي حقيقي لمن ليس له معيل او موظف في الدولة وهل سعت الى بناء مساكن واطئة الكلفة لمن يسكنون في بيوت الصفائح والخرائب وهل تكفلت بدفع اجور الماء والكهرباء عنهم وهل فكرت باقتطاع جزء من واردات النفط لهؤلاء المعذبين كرواتب شهرية وهل قررت ان تصرف لهم عيديات قبل كل عيد وكما تفعل الوزارات والمؤسسات الحكومية وهل حاولت ان ترفع عنهم حرج توفير ملابس المدارس وتوزيع الدفاتر الكافية وهل سعت الى وضع دراسات او مشروع قرار لاقراض هؤلاء دون فوائد او بطريقة تسعى الدولة لسدادها نيابة عنهم.مؤلم جدا ان يفكر اعضاء مجلس النواب بالموظفين فقط لزيادة السلف او القروض وهم ربع سكان العراق او اقل بينما لم تحاول الحكومة ومجلس النواب بالبحث عن حلول حقيقية تجعل الاخرين مواطنين عراقيين من الدرجة الاولى يتساوون فيما يواجهونه من فقر وقتل وبما يحصلون عليه من دعم واسناد.
https://telegram.me/buratha