خضير العواد
إن الظروف التي تحيط بالعراق من إرهاب وحصار سياسي بالإضافة الى عمل الفرقاء السياسين من أجل مصالحهم وأهدافهم ، كألكرد يحاولون فعل أي شئ من أجل تثبيت قواعد دولتهم الموعودة حتى وإن تطلب الأمر العمل ضد الحكومة المركزية وقد تم هذا بالفعل من الخروقات التي قام بها الكرد بالإضافة الى علاقاتهم الخارجية التي جميعها تضر بمصلحة العراق العليا ، لأن الجهات التي ترتبط بها جميعها تعادي الحكومة المركزية وتحوك لها المؤمرات ، أما القائمة العراقية فتحاول وبكل جهدها على ضرب العملية السياسية برمتها حتى وأن تطلب الأمر العلميات العسكرية وقد تم هذا بالفعل من خلال بعض قادة هذه القائمة الذين تلاحقهم يد العدالة بسبب دعمهم أو قيادتهم للمجاميع الإرهابية ، وأرتباط هذه القائمة بالخارج بشكل تام ولا يمكن لها أن تتخذ أي قرار إلا بالرجوع الى الدول الداعمة لها كالسعودية وقطر وتركيا ، هذا بالنسبة الى رفاق العملية السياسية الذي أصبح أمرهم يعرفه القاصي والداني ، ولكن الأمر الأخطر والأهم من مواقف رفاق الدرب في العملية السياسية الذي يهدد العراق وشعبه هو كثرت الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية والوزارات التي أصبحت بشكل يرعب ويهدد قيام دولة حضارية تخدم المواطن وتسهر على راحته وتمتلك عمران وتكنلوجيا متقدمة ، وهذا الفساد قد وصل الى المؤسسة الأمنية التي نتج عنه هذه الإختراقات الأمنية التي يذهب ضحيتها كل يوم العشرات من الناس العزل الذين يفتشون عن لقمة العيش في زحام هذه الدنيا ، بل أصبح هذه الفساد من الإنتشار بحيث لا يمكن للدولة أن تحتفظ بسجين لفترات طويلة ، لهذا نلاحظ بين وقت وآخر نسمع عن هروب أو محاولة هروب إرهابيون من السجون وبمختلف الطرق والوسائل ، بالإضافة للفساد بكل أنواعه الذي أصبح من الأشياء المتعارف عليها في الحياة العراقية ، نلاحظ ضعف الخطاب الحكومي والسياسي وردود الفعل إتجاه المواقف السلبية ولم يصل الى المستوى المطلوب بل في كثير من الاحيان يكون ضعيف ومتدني و لا يمثل سمعت العراق ومكانته الدولية التي يحسب لها الجميع ألف حساب ، وضعف الخطاب وردود الفعل دفع الأخرين الى التعدي على الحقوق العراقية إن كان التعدي خارجي كتصرفات تركيا الغير دبلوماسية أم داخلي كتصرفات الكرد وكذلك بعض قادة العراقية ، ولكن بسبب ضعف الخطاب والمواقف هذه جعل حتى الشركات العالمية لا تتأثر بالمواقف الحكومية وردود فعلها وما الشركات الأجنبية التي تستثمر النفط في شمال العراق إلا أبسط مثال ، فهذا الوضع الذي يمر فيه العراق يقلق كل متابع يحب الخير للعراق والعراقيين لكثرت ما فيه من تهديدات وعراقيل تقف أمام العملية السياسية في العراق ، لهذا يجب أن تعالج الأمور بالأولويات فمشكلة الفساد الآفة الأكبر والأخطر التي تهدد هذا البلد فإذا تم القضاء عليها عندها سيكون حل بقية المسائل أكثر سهولة ، أول خطوة في التصدي لهذا الخطر يجب أن تتوفر النوايا الصادقة التي تريد بالفعل القضاء على الفساد إذا توفرت هذه النويا عندها بقية الخطوات تأتي تباعاً ، وهذا الأمر يتطلب تعاون الجميع في الوقوف أمام هذا الخطر الداهم الذي أنتشر في جميع مفاصل الحياة وأن يدعم الجميع الحكومة بكل خطواتها وأفعالها ، فإذا توفرت النوايا الصادقة وتعاون الجميع والإحساس بالمسؤلية وتقديم المصلحة العليا عندها يمكن القضاء على الفساد وإذا لم تتوفر هذه العناصرفأن العراق يصعب عليه العبور الى بر الأمان وسيكون مستقبله مظلماً وضبابياً يصعب تشخيصه وتحديده .
https://telegram.me/buratha