عباس المرياني
ابتداءا هي امنيات كل مواطن عراقي غيور شريف وطني مخلص ان يرى بلاده يسير في طريق الاستقرار والعدالة والامان بعيدا عن كل المنغصات والمنزلقات والحافات الحادة التي تسبب الخراب والدمار وتجعل الشعب يعيش حالة من التوتر والقلق بسبب عدم استقرار الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية وما يترتب على هذه الاوضاع من تقصير في حقوق المواطن ومنجزات الوطن من قبل النخبة السياسية الحاكمة.وما يشهده العراق اليوم من وضع استثنائي خطير بسبب طبيعة التحديات التي كانت ومازالت تقف بوجه المشروع والمشاريع الرامية الى اعادة العراق الى حضيرته العربية والاقليمية والدولية والتي تجاوزت حدود الوطن الى مشاريع اقليمية ودولية معقدة ومتداخلة ،تتطلب من السياسيين للمحافظة على مشروع الدولة والتمسك بالوحدة والحرص على التماسك والتلاحم والتعاضد بين ابنائه وقواه السياسية لانه هذه المقدمات تمثل الضمان الاكيد والوحيد لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة.ويمكن اعتبار التحزب والتمحور الطائفي والسياسي والتنازع على المصالح الحزبية والشخصية من اهم عوامل الفشل التي تقود الدولة الى الانهيار والانكسار لانها بالنتيجة تؤدي الى العمل الفردي وهذا ما يسهل على العدو الذي يقف على الابواب امكانية الوصول الى اهدافه واحلامه والعبث بمقدساتنا وثوابتنا وتمزيق وحدتنا لانه عدو مسعور ومصاب ومعبأ بامراض الحقد والضغينة والكراهية.والشيء المؤكد ان الخطر الداهم يحيط بالجميع ولا يستثني طرفا دون اخر واذا ما حدث لا سامح الله وانقلبت المعادلة من جديد فان الجميع سيكون خاسرا ولا يوجد طرف افضل من الاخر وليس هذا المنطق من تنبوءات الغيب بل هو مصداق لما يجري اليوم من استهداف لابناء الشعب العراقي من اطراف كركوك الى حدود الفاو فهو لم يفرق بين عربي او كردي او تركماني ولم يستثني المسلم دون المسيحي ولم يفجر الشيعي ويترك السني بل اختلطت الاشلاء وامتزجت الدماء وشكلت بمجموعها نهرا من دجلة والفرات يرتوي من دماء جميع العراقيين. ان الوقت لم ينتهي بعد وان كنا في مراحله الحرجة وبامكان السياسيين ومن يتصدون الى العمل ان يقولوا كلمتهم ويترفعوا عن صغائر الامور والحقد الشخصي والسياسي ولا يتعاملوا مع الظروف الحرجة على انها فرصة عندما تكون التحديات مصيرية ،واعتقد ان هذا المنطوق ليس للاستهلاك الاعلامي او للمزايدات بل تجسد على ارض الواقع من قبل كتل سياسية ديدنها خدمة المواطن وبناء الوطن ومن هنا فان بامكان الكتل الاخرى ان تحذو حذوها للوصول الى ضفة الامن والامان.ولاننا نعيش ايام عيد الفطر المبارك فاننا نجد ان دعوات وامنيات رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم للسياسيين بتكثيف الاتصالات واللقاءات بين القيادات السياسية للوصول الى حل حازم للازمة الراهنة بين القوى السياسية وتقديم عيدية سياسية للشعب العراقي بدل العيدية النقدية تمثل افضل العيديات لان العيدية النقدية يمكن الحصول عليها اذا ما استقر الوضع السياسي والاقتصادي والامني لابناء الشعب العراقي وتصبح من البديهيات ،لكن ما فائدة العيدية النقدية في بلد كل شيء يسير فيه الى الهاوية والاحتراق؟.
https://telegram.me/buratha