حيدر عباس النداوي
بعد ان فشل المبعوث الدولي الافريقي كوفي انان بأنهاء القتال والاحتراب الاهلي وعجزه عن اقناع اطراف النزاع بسوريا بالاحتكام الى منطق العقل بسبب تدخل دول عديدة في مهمته وسعي اطراف مؤثرة اخرى على افشال مساعية من اجل ايجاد المبررات المطلوبة لتدخل عسكري خارجي او تفتيت سوريا وتقسيمها الى مقاطعات ودويلات حسب الطوائف والملل قرر انان الاستقالة والرجوع الى اهله واولاده وعائلته اللطيفة مسلما الراية الى من هو اشد مكرا ودهاءا. وما ان سمعت بعض الاطراف الحكومية العراقية بتفرغ انان من مهمته حتى سعت اليه بصدق واخلاص ،لما له من خبرة وباع طويل في حل المشاكل المعقدة والمستعصية،لاقناعه ان يكون وسيطا بين وزارتي النفط والكهرباء عله يحقق ما عجزت عنه الحكومات المتعاقبة ويفكك شفرة الخلاف بين الظرتين او يتوصل بخبرته الى الطرف المعرقل والمسبب لتردي واقع الكهرباء في بلد النفط والبلاء حتى يتم معاقبته وحل المشاكل واطلاق بشرى الخلاص من انقطاع الكهرباء الى الشعب العراقي والحاقها ببشرى التصدير التي انتظرها الشعب العراقي كثيرا.وحتى هذه اللحظة لم يتم التاكد من اطراف مستقلة لمعرفة نتائج مباحثات الاطراف العراقية مع كوفي انان وهل قبل ان يكون وسيطا ام لا وان كانت الاخبار الواردة بهذا الشأن متضاربة ففي الوقت الذي اشارت مصادر مطلعة الى قبول انان بالمهمة العسيرة بعد ان اشترط على الوفد العراقي ان تكون حصته في حال نجاح مهمته هو حصول بلده على حق الحصول على الكهراء العراقية كاول بلد تصدر اليه، اضفة الى عدم تدخله باستجواب الشهرستاني ووزير الكهرباء حتى لا يساء الهدف النبيل من وساطته وحتى لا يجد البعض مبررا للطعن بنزاهة الاستجواب واعتباره سياسيا او طائفيا،بينما اشارت اطراف من داخل اروقة المباحثات الى ان انان رفض هذه المهمة وقرر العودة الى مهمته كوسيط لانهاء القتال في سوريا لانها اقل مشقة ويمكن الوصول فيها الى نتائج ايجابية بينما وجد استحالة الوصول الى اي نتائج في مهمته كوسيط بين وزارتي النفط والكهرباء. والاساس الذي استند عليه انان في رفضه لهذه المهمة ،بحسب راي المطلعين،هو عمق المشاكل التي يعاني منها قطاع الطاقة واستشراء الفساد المالي والاداري بدرجة يصعب وصفها او حلها وسيطرة مافيات عائلية وحزبية على هاذين القطاعيين الحيويين وعجز الاجهزة الرقابية والقضائية عن القيام بدورها بصورة صحيحة وكبح جماح الفاسدين لسببين الاول فساد هذه الاجهزة والثاني هو قلة الخبر والمعرفة وكذلك عدم وجود تعاون جدي بين وزارة النفط المستهترة ووزارة الكهرباء الفاسدة لحل المشاكل العالقة والمستجدة اضافة الى قدم منظومة شبكات الطاقة الكهربائية وابرام العقود الوهمية والفاشلة.انان اشار خلال مؤتمر صحفي بعد انتهاء الجلسة الاولى والاخيرة من المباحثات الى رفضه تولي هذه المهمة الصعبة والعسيرة رغم العروض المغرية التي قدمت له لان الخير وفير والاموال كثيرة على حد تعبيره الا انه اعتبر استلام هذه المهمة مجازفة كبرى قد تطيح بكل مستقبله "التوسطي"لان مشكلة الكهرباء لن تحل في العراق حتى اخر الزمان،لان الحكومة التي عجزت عن توفير الكهرباء خلال تسع سنوات لان تتمكن من توفيرها ولو بعد الف عام،حسب راي عنان.
https://telegram.me/buratha