بقلم: حيدر عباس النداوي
لم نغادر بعد حكم القرية والعشيرة والعائلة رغم انهار الدماء التي عبدنا بها طريق الحرية ورغم مرور تسع سنوات هي بعمر الزمن كله ،لان كل يوم فيها كان سنة لما لاقى فيها شعبنا من الويلات والمصائب والمؤامرات والدسائس ،ومن المؤكد ان الطريق الى بناء دولة مدنية حديثة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات لا زال طويلا او لا زال مخبأ بين صفحات القدر والرجال.وما اعلن عن قيام وزير الكهرباء عن تعيين (1000) شخص من اقاربه يزيدون قليلا او ينقصون يمثل انعكاسا حقيقيا لواقع الحال الذي تعيشه الدولة العراقية وبناء المؤسسات الحكومية وهو واقع مزر ومخجل ولا يمت الى موازين العدالة والاخلاق والقيم والرجولة والشرف والغيرة بشيء وترتبط هذه الممارسات البائسة باخلاق الالتصاق والولاء للعشيرة والمحاصصة الطائفية والجهل والاستهتار واللامبالات والحنث باليمين والغش والكذب،واذا كان هناك من صفات هي اسوء من تلك التي ذكرتها فمن المؤكد ان كل مسؤول او وزير يتبع اسلوب وزير الكهرباء في التعيين هي ثوب ذله وعاره الذي يتجلبب به.والعجيب ان اي مواطن شريف يريد ان يعيش بلقمة الحلال ويريد ان يخدم بلاده لن يجد بابا مفتوحا له في كل وزارات ومؤسسات الدولة "الفاجرة"انما سيجد جميع الابواب موصده وسيجد جوابا واحدا وهو لا يوجد تعيين ولا توجد درجات وظيفية شاغرة ولا توجد تخصيصات مالية لهذه السنة اما الاقارب والاحبة والاخوال فمكانهم محفوظ في الوزارات وفي القلب وفي المقاولات وفي السرقات وفي الصفقات.ان وزارة الكهرباء ليس ورثا خالصا لوزير الكهرباء كريم عفتان او لجبهة الحوار او لصالح المطلك حتى يعين ما يريد ويبذل من اموال الشعب العراقي وكانها نحلة لابيه حتى يقوم بتوزيعها لكل من هب ودب،ولو ان عفتان يعلم ان ما يقوم به سيواجه بالرفض وبتحطيم كرسي الوزارة على راسه لما اقدم على هذا الفعل وعين شخصا واحدا خارج الضوابط وشروط التعيين ولكن عفتان يعلم ان الوضع سائب والاموال نهب والفرصة لازالت سانحة وقد يكون في صفقة عودة المطلك لممارسة مهامه كنائب لرئيس الوزراء وشق صف القائمة العراقية فقرة تؤكد على تسجيل وزارة الكهرباء باسم جبهة الحوار وال عفتان حصرا وهذا غير مستبعد من شخص رئيس الوزاراء (حفظه الله ورعاه) من اجل التمسك بكرسي الحكم وهزيمة منافسيه اصحاب وثيقة اربيل. ان على مجلس النواب ان يستفيق من سباته وان يحترم نفسه ويحترم القسم الالهي الذي قطعه على نفسه وان يكون ممثلا صالحا وليس طالحا لهذا الشعب وان يوقف كل التعيينات التي تخالف الضوابط والسياقات وان يحاسب اي مسؤول او وزير يتمرد على هذه الضوابط لان عدم ردع هؤلاء المنفلتين سيحول الوزارات الى مقاطعات وعشائر وبيوت، وسيحضى بملك الراي" السفهاء والحرامية" بينما سيعيش الشعب العراقي على صدقات هؤولاء وهو صاحب الحق والملك.الآن يمكن للجميع معرفة الاسباب التي تقف وراء عدم تحسن منظومة الكهرباء في العراق رغم مرور تسع سنوات على عمر التغيير وبعد صرف اكثر من (37) مليار دولار ،والشيء المؤكد انه لو بعد مائة عام وصرف كل اموال العراق فان الكهرباء لن تتحسن طالما يتم التعيين لكل من هب ودب بينما يبقى اصحاب الكفاءة والاختصاص ضمن جيوش العاطلين عن العمل وطالما كان هناك وزراء من امثال عفتان وايهم ووحيد .
https://telegram.me/buratha