بقلم: هادي ندا المالكي
في كل الحسابات ،فان اطلاق ورقة الاصلاحات من قبل اطراف في التحالف الوطني في وقت اشتداد الازمة بين حكومة المالكي وبين اطراف اجتماع اربيل قد جاءت بنتائج وثمار كبيرة تمثلت بخلخلة اجماع اطراف اربيل اولا وزرعت بينهم الشك والفرقة ثانيا ومهدت الطريق للمالكي لكسب الوقت المطلوب للخروج من مأزقه الخانق ومن ثم القيام بعمليات تقسيميه لاطراف اربيل نجح فيها الى حد كبير ثالثا،لكنها لم تنهي المشكلة الى الابد رغم ان نوايا بعض اطراف التحالف الوطني من اعداد ورقة الاصلاحات هي نوايا صادقة ومخلصة لاجراء عمليات اصلاح شاملة ومراجعة دقيقة للاخطاء ومعالجتها بجدية واخلاص،الا ان هذه النوايا وجدت امامها جمود ولا مبالات رئيس الحكومة نوري المالكي الذي لا زال يعتقد ان اربيل واجتماعها والنجف ومراسلاتها لن تتمكن من زحزحته او سحب الثقة عنه وانه ماض بتحطيم راس هذا وتكسير اقدام ذاك الطرف وما على التحالف الوطني الا الابتعاد عن هذه المعركة وعدم التدخل وانتظار نتائجها النهائية التي سيحسمها المالكي بصولة جديدة على الكرد والتيار الصدري والقائمة العراقية المفككة.ولان المالكي يؤمن بنظرية خلق الازمات اكثر من ايمانه بنظرية الاستقرار وتقديم الخدمات لابناء الشعب العراقي الذي انهكته الحروب والصراعات والارهاب والفساد وانقطاع الكهرباء ،لانه عاجز اصلا عن تقديم الخدمات من خلال الاذرع التي تعمل معه لانها اذرع مشلولة وعاجزة وجاهلة وكل ما تعرفه هذه الاذرع السرقة والنهب والجهل وتحشيد الاهل والاقارب في الوزارات والمؤسسات وكانها ملك لهذا الوزير وتلك الكتلة او الحزب او الشخص،وبالتالي فان هذه المكونات وهذه الحكومة ستظهر عوراتها ومن ثم سيتم المطالبة باسقاطها من قبل الشارع العراقي اذا هدأت الاجواء بينما سيكون تاثير الازمات على الشارع وعلى استمرارية الحكومة كتاثير مصل الحياة او الاوكسجين للمريض الراقد العاجز يمده باسباب الحياة الى اجل مسمى.ويبدوا ان ورقة الاصلاحات قد انتهى وقتها ولم تتمكن بان تعطي كل ما اريد لها من قبل المالكي ومن قبل اطراف التحالف الوطني الراغبة بالاصلاح حقا وباتت بحكم "تحميلة اطفال"اكسباير لا يمكن الاستفادة منها بعد اليوم لان اطراف اربيل ايقنت ان المالكي غير جاد بتفعيل هذه الورقة وان كل ما تحقق من اعلانها هو استهلاك الوقت وتمييعه وبالتالي فان اطراف العراقية والتيار الصدري والتحالف الكردستاني اعلنت ان هذه الورقة اصبحت بحكم المنتهية وانها ستبحث في الخيارات الاخرى لتصحيح مسار العملية السياسية.ورغم حالة انعدام الثقة التي بدأت تغلف تحركات اطراف اربيل بعد تخلي التيار الصدري عن وعوده والتحاق اطراف من القائمة العراقية بركب المالكي وانفراد التحالف الكردستاني وخاصة مسعود بارزاني بمطالبه باقالة المالكي الا ان الموقف سيبقى سائبا الى نهاية المرحلة الانتخابية المقبلة ولن يكون لمبادرة الرئيس طالباني او سحب الثقة او الاستجواب اثر في تغيير مسار الاحداث ويمكن تعميم توصيف ورقة الاصلاحات على كل المبادرات والفعاليات الاخرى واعتبارها اكسباير لا ينفع لاي علاج فعال.
https://telegram.me/buratha