ان من نافلة القول اننا كأسلاميين نحظى بقيادات تختلف عن غيرها بانها تقدر عمل الانسان لا تملقه، لذا نحرم في معظم الاحيان من التعبير عن مؤهلات قادتنا اوحتى الرد على بعض من يتجاوز عليهم، الا في احيان قليلة ونادرة ننال بعدها زعل وعتب تلك القيادات، والسبب ان هؤلاء القادة يتحرجون من مدحهم خوفا من عجب او فخر يتسلل لانفسهم وهذا ذنب كما في العرف الاسلامي.
هذا الامر لايفهمه الكثيرون ويصل بالبعض ان يعده ضعفا او ينسى نفسه ليتطاول بلا رادع على هذه القيادات، مستغلا ترفعها واتباعها عن الرد، والا كيف نفسر تطاول نكرات انطلقت من مواخير الخمر والانحراف على شخصية مثل سماحة الشيخ جلال الدين الصغير، لالشيء الا لكونه يفسر ويزيل اللبس عن روايات تاريخية موثقة لدى المسلمين، هذه النكرات التي تنادي وتتشدق بحرية الفكر والتعامل الديمقراطي من امثال فخري كريم وحسن العلوي وغيرهم ممن صنعهم فتات موائد السلطان واقلامهم واصواتهم المأجورة، يتحدثون عن الحرية الفكرية،لكن الفكر الذي يعرفون هو الفكر الاباحي وصالات القمار واللهو،اما الفكر الرصين فهو تخلف ورجعية في عرفهم الذي يؤمنون به.
سماحة الشيخ جلال الدين ولد وترعرع في اجواء الفكر الرصين فهو من عائلة علمائية معروفة في الاوساط الحوزوية، وهي محط اجماع وقبول كل الفرقاء في الساحة العلمائية، وتنتمي هذه الاسرة لعشيرة ال جويبر هذه العشيرة التي يشهد لها ابناء محافظة ذي قار ومجاهدي الاهوار بانها لم تلقي سلاح المواجهة مع ديكتاتورية الانحراف البعثي الا في اخر لحظات المواجهة وقبل سقوط النظام بايام، رغم ما نالت من القتل والتشريد والتجويع، ووالده حجة الاسلام والمسلمين الشيخ علي الصغير(قدس) كان الصوت الاعلى في مواجهة الظلم منذ جمهورية عبدالسلام عارف حتى تسلط جمهورية الخوف التي أنشأها البعث الصدامي. وايضا كان الذراع الاقوى والصوت الاوضح بيد مرجعية الامام السيد محسن الحكيم في هذه المواجهة، وظلت هذه الاسرة على نهجها في السير في خط المرجعية ومعظم ابنائها من المجاهدين والمفكرين الذي تميزوا بين اقرانهم في مجالهم وميدانهم.
واذا تحدثنا عن سماحة الشيخ جلال الدين الصغير فيكفي انه رفع السلاح وقاتل جنب الى جنب مع المجاهدين في اهوار الجنوب وفي جبال كردستان، وتخصص ودرس العقائد حتى عد لدى معظم العلماء بانه الابرز في هذا المجال. ومنذ سقوط النظام الى الان وسماحته صوت مدوي ضد الانحراف اينما حل ومن اي كان، وايضا مدح كل انجاز من ايا كان، وبعد ان رفض عضوية مجلس النواب لشعورة بحاجة الساحة الى الامور العقائدية، ورفع اللبس عن كثير من الامور التي استغلها بعض المنحرفين في تضليل الشارع الاسلامي ، وهو منذ ذلك الحين يؤلف ويلقي المحاضرات سواء في الملتقى الثقافي الاسبوعي في مسجد براثا المقدس، او من خلال صلاة الجمعة.
هذا اليسير عن الشيخ جلال الدين الصغير؛ فهل يدلنا من تطاولوا عن انفسهم وتاريخهم وفكرهم، وهل لهم الجرأة او القدرة على نقاش الشيخ الصغير عن ما ذكره من روايات تاريخية، ودحضها او اثباتها!؟..
لكن هيهات؛ للكثير من الاسباب: ابرزها ان هذه اللقاءات لن تصل الى السلطان لينالوا رضاه ويرمي لهم بقايا فتات مائدته، ولعل من هوان الدنيا على الله ان يتجرأ بعثي اختلف مع سيده الاول ليبحث عن سيد جديد! أو شيوعي تحيط الشبهات تاريخه، على رموز افنت عمرها في سبيل مبادئها وشعبها.. وكيف من خلال روايات تاريخية يمكن لكل صاحب فكر وثقافه ان يناقشها ليدحضها وبالدليل وهي ليس موضوع انشائي يمكن ان يعالج بردود من خلال وسائل الاعلام المحتلفة،لكن هي تجارة الفكر وهزال القلم...
14/5/824
https://telegram.me/buratha