المقالات

شندل ومندل . خطوة متقدمة في مشروع إضاعة الإنسان العراقي

862 23:51:00 2012-08-24

بقلم: حسين دويج الجابري

طالعتنا الفضائيات العراقية أسوة بنظيراتها العربيات التي تنشط في شهر رمضان المبارك بوابل من النتاجات الفنية على مستوى الدراما والمسابقات والبرامج السياسية . واقترن شهر رمضان لدى الوسط الفني بأنه شهر الذروة في الإنتاج التلفزيوني . ومما لايخفى على احد بان الفن بكل اشكالة وصورة هو الممثل الوحيد لهوية البلدان والثقافات والإيديولوجيات . وهذا ما عمدت أليه مؤسسات الفن الكبيرة في العالم . فأخذت على عاتقها نشر كل ما يرفع من مستوى بلدانها والجهات التي تعمل لحسابها وفقا لإستراتيجية ذكية تنساب الى المتلقي بشكل يجعلها يقينا في ضميره ... ولأننا عراقيون فقد وضعتنا الفضائيات الوطنية التي تتهافت إلى تكثيف أنتاجها أمام تساؤلات كثيرة توقفنا عن البوح بها في السنين الماضية لدقة الموقف وضنا منا بان الفن بحاجة الى نقلات تطويريه تكفلها استمرارية العمل لتعميق التجربة . غير إن الواقع الفني الذي طالما سمعنا المعتاشون علية يتباكون من ترديه ويطالبون الحكومة بدفعة ماديا الى الأمام لايبشر بأنه يتحرك إلى الأمام ولو بخطوات بسيطة . وان النمط الواحد في الأداء لكل الممثلين يؤكد فكرة وجود مؤامرة تستهدف هوية الإنسان العراقي وشخصيته , إذا ما قرنا حرص الفضائيات العربية على إبراز ماهو أكثر من الجيد لبلدانها , والسؤال لماذا كان الفن العراقي في بواكيرة أكثر تقدما وايجابية مما هو علية اليوم ؟ هل إن الساعة غيرة مسار عقاربها بالاتجاه المعاكس أم إن نظرية الاستهداف والمؤامرة واقع لايمكن تجاهله ؟ شندل ومندل قدمت قناة الرشيد الفضائية مسلسل بعنوان (شندل ومندل ) وهو قمة الاستخفاف بعقول العراقيين . فهذا المسلسل ابتداء من أغنية المقدمة وحتى آخرة عبارة عن شكلا من أشكال السخافة وربما اوطاء منها . فهو يتناول موضوع الميراث الأزلي وحب الناس للأموال . ولكن هل إن السيد المؤلف والسيد المخرج بالإضافة الى المؤسسة الإنتاجية التي حاولت جاهدة في أن توفر كل البريق والأماكن الفخمة سألت نفسها – هل إن هذا الموضوع ذو فائدة للمجتمع العراقي ؟ وهل إن أسلوب ماجد ياسين وحافظ لعيبي المبتذلان ( وأقولها بقوة لأنهما مبتذلان يحاولان أن يشوها صورة شخصية الإنسان العراقي بدلا من العمل على الترويج الى مافية مصلحة هذا الإنسان وهذه البلاد ) وأنا على يقين بأنهما لايفقهان من أدوارهما البائسة شيء غير أنهما يتصورا نفسيهما كوميديان . .. إن هذا الأسلوب النمطي والذي صار كل الممثلين العراقيون يعملون به يتلقاه المشاهد العربي وغير العربي بكل الاستهجان والاستخفاف بالمجتمع العراقي والعراق أرضا وشعبا وحضارة ؟ وهل إن الإنسان العراقي اقصد الغالبية منهم . يستسيغ الطريقة التي يؤدي فيها الممثلون العراقيون أدوارهم ؟ أنا لا اكتب بعقل الناقد الفني بقدر كتابتي بقلب الوطني الهائج . الذي صعقتة الحالة المزمنة فتوجب علية أن يقول كلمته ليسجل رفض العراقيون لهذا الفن الهابط . ويسجل بان المسلسلات العراقية مثل شندل ومندل وبيت الطين وغيرها لاتمت للواقع العراقي بصلة مطلقا . سواء الريفي الجنوبي أو غيره . باب الحارة إن التلفزيون العراقي يعتبر من أقدم المؤسسات الإعلامية في العالم العربي . ولكن الدراما السورية بنوعيها الجاد والكوميدي تبؤاءت الصدارة . كونها تحمل أهدافا سامية وقضايا اجتماعية وسياسية جعلت روادها أعلاما ومرموقون في الأوساط المختلفة بالإضافة إلى إن هم الدراما في سوريا التأسيس لبانو رما وثائقية دقيقة تخدم من يريد الاستفادة . فأينا لم يتابع المسلسلات السورية مثل باب الحارة التي حملت بمضامين جعلت الإنسان في أقصا الشرق والغرب يقف احتراما لقيم وأخلاقيات الرجل السوري والمرأة السورية . فلماذا يبقى العراقي محروم من مثل هذا الفن الذي يعزز مكانتنا في المجتمعات ويكون سفيرا صادقا ومحترما ينقل همومنا وتراثنا بشكل يتناسب وما نحن علية من القيم . الدراما السياحية إن الإنتاج الدرامي التركي غزا معظم التلفزيون العربي . وان هذا الإنتاج يحمل معه أجندة تجارية كبيرة تخدم سوق الصناعة والسياحة والصحة في تركيا . وقد حمل بالإضافة إلى اهدافة الأساسية بعضا من المشاكل الأخلاقية التي تؤثر سلبا على المجتمعات العربية في محاولة لتفكيك الروابط الأسرية . فالدولة التركية تحمل في نفسها طموحات سيادية كبيرة لتعود الى واقع الشرق كإمبراطورية وخلافة كبيرة . الدراما الخليجية إن الدراما الخليجية والتي كانت تعتمد على ثلة من الممثلين مثل عبد الحسين عبد الرضا وسعاد العبد الله وحياة الفهد . خطت إلى الأمام بشكل مذهل وروجت إلى حياة الإنسان الخليجي وأنة ذو كيان وشخصية محترمة وتعكس الواقع الاقتصادي المنتعش لهذه البلدان . الحكومة العراقية إن وزارة الثقافة وشبكة الإعلام العراقي لم يسعيا طيلة ما يربوا على العقد من التغير السياسي في البلاد الى تبني خطة إستراتيجية لإنتاج الدراما الهادفة أو الكوميديا الهادفة .. بالتأكيد لا اجروا على كتابة كوميديا المواقف . لان شندل ومندل استهلاكا هذه المفردة فبت لا أتقبلها . والأرجح إن مؤسسات الثقافة والإعلام في العراق الجديد تدور في أفلاك سادة بعيدين عن واقع هذا المجتمع ويملون عليهم أهمية صناعة النكسة المعرفية والثقافية ,, وإلا فلماذا هذا التردي العجيب في بلد يتربع على تاريخ حافل وثروات طائلة وموارد بشرية هائلة ؟ لماذا هذا التردي والاستخفاف ؟ من هنا أناشد ماجد ياسين وحافظ لعيبي وكل الإخوة والأخوات الفنانين بان يرفعوا ظلمهم عنا وبالتأكيد سوف يجدوا طرقا للعيش أخرى غير الفن فهو مسؤولية الجميع وهم لايمكن أن يمثلوا الإنسان العراقي .. يعترضنا سؤلا خطير لوح به البسطاء قبل النخبة – لماذا لايمكن أن ندرك ولو من ممثل عراقي واحد ماهي الفكرة التي يحاول ايصالها ؟ ولماذا يجتهد المخرج في إيصال تلك الفكرة التي غالبا ما تكون ساذجة بواسطة أدواته المختلفة وبطريقة تعيي المتابع الفطن .؟ ولماذا لايتبدل نمط الأداء لدى المثليين ؟ فبالرغم من محاولاتهم الجادة للظهور بالشكل الكوميدي الجذاب والمؤثر إلا إنهم ينساقون وراء طريقة واحدة وهي التهريج 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك