منذ سقوط النظام البعثي الفاشي والعراق يمر بتجربة حرجة تتصارع بعض الكتل السياسية على نهش جسده وتقاسم خيراته فيما تتربع الدول المجاورة والإقليمية والعالمية على كثير من مفاصله الحيوية بواسطة العملاء الذين باعوا الوطن من أجل الحصول على حياة ناقصة من الغيرة والشرف .لم يكن العراق قادرا أن ينهض ويتعافى إن لم يصان من الداخل ويحمى من الخارج وتعاقب رجال المخابرات العراقية من قبل المؤسسات الامريكية بعد السقوط وتقاسم مراحل المعلومة الذي أفقد الدور المهم في قصم الدول المتآمرة عليه والقضاء على حركاتها وأفعالها والدور الأعلامي المخرب للجهود التي تريد بناء العراق على أسس سليمة .ان التحول الذي يمر به العراق الجديد يحتاج إلى صياغة مخابراتية تقيّم مراحل التقدم التجسسي وخيار الأعمال المنوط بها مع الدول التي تريد أن يعود العراق إلى المربع الاول وتضع بصماتها هنا وهناك لا أن تلعب موقف الشرطي في خدمة الشعب تاركة الجهد الأكبر الذي يعطي الحكم العين بالعين والسن بالسن .التدخل في شؤون العراق من قبل الدول الأخرى والراعية للعمليات المسلحة وتخريب البنى التحتية والدعم المادي للمليشيات وسرقة أمواله على مرأى ومسمع الكثير من أبناء هذا الشعب المثخن بالجراحات يفقده الحس الوطني لهذه المؤسسة .لم تشهد المنظومة المخابراتية العراقية تقدما ودورا في معالجة الأحداث التي تصب على العراق ولم تعطي موقفا دقيقا في قراءة ماقبل الحدث التي تتوالى على البلد وشعبه برغم التخصيصات الكبيرة التي يمكن لها أن تسقط دولا من خلال التلاعب بالألفاظ كأبسط وسيلة في إحداث إرباك على أقل تقدير ودور موظفيها الذين أمتهنوا العنوان وتركوا العمل بالممكن وأصبح الجهاز عاجزا عن أداء دوره في القضاء على من يتعرض لهذا البلد .ان تقيّيم دور المخابرات في هذه الظروف الحساسة يحتاج إلى تضحية تقدم فيها القرابين وصولا للمبتغى الذي تعنون فيه هذا الجهاز والذي يخترق كل الأنظمة والمؤسسات المعادية للمشروع العراقي بحيث يمكنه إخماد كل الطرق الملتوية التي تواجه العراق لتشعر تلك الدول بالتأثير الفعلي لهذا الجهاز والخشية منه ومن حدوث مشاكل عندها .مشروع هذه المؤسسة الكبيرة في رصد المعلومة التي تجتاح العراق وتخترق صلب المؤسسات المرادفة لها تحتاج إلى رجال لايمكن أن يرتدي البزة العسكرية لأنه كان ضابطا في المؤسسات الحربية السابقة وإنما تعتمد على الحس الذي يرتقي إلى الطموح في كبح الجريمة الدولية المتسترة .على الحكومة العراقية أن تعتمد المنهج الأصح في إختيار الرجال الأكفاء وخصوصا من رعو تلك الحقب على مقارعة النظام وممن ذاقوا مرارة الظلم في الداخل لأنهم الأقرب للحفاظ على وطنية العراق والتضحية في سبيله وهم الأكثر حرصا في أداء الواجب .أن هذه المؤسسة الكبيرة تحتاج إلى جهد كبير لتصحيح مسارها وتنظيم أمورها إيذانا منها بالدور الأكبر الذي تلعبه في قلب المعادلات الدولية المراهنة على ضعف العراق وتنذر من يخلط الأوراق ليعكر الأجواء السياسية والأمنية وتقضي على مشعليها ليكون البلد أكثر تحصينا وأمانا .
https://telegram.me/buratha