بقلم: احمد عبد راضي
الخطاب الاخير الذي وجهه السيد عمار الحكيم بمناسبة عيد الفطر المبارك ، كان مختلفا جدا عن سابقاته من حيث الفكرة والمضمون والطرح والحلول ، واذا علمنا ان عمار الحكيم نادرا ما يختلف خطابه بصورة مفاجئة ولا يطرح موضوعا الا بعد ان يكون قد نضج كليا وصار جاهزا للعرض على الناس، واذا ما علمنا ان الافكار التي لها علاقة بالامة ولها علاقة بمصير الناس تأخذ وقتا وجهدا كبيرا من السيد عمار الحكيم ، فاننا نجد ان ماقاله خطير ، وخطير جدا خصوصا اذا ما تزامن مع ما يجري على الساحة الدولية والعربية ، والسورية بالخصوص . ان المرحلة التي يمر بها العالم مرحلة خطيرة ومعقدة ولا يمكن لملمة اطراف الحديث عنها بساعة او ساعتين ، ثم ان الوضع العراقي مرتبك وشائك ولا يمكن باي حال من الحوال ان يقول القائل كل ما يعرف علنا وعلى رؤوس الاشهاد، وقد يضطر احيانا الى التلميح والاشارة وعلى اللبيب ان يفهم ، نعم هذا الذي حدث في خطبة العيد، وهذا ما دفع السيد الحكيم الى قول نصف مايريد وطرح نصف ما يعلم ، وما لم يقله كان واضحا بين السطور وظهر جليا بين حروف الجر وعلامات الهم ودلالات القلق الوطني الممتزج بالحسرة على ما يجري ويدور بين اطراف البيت الواحد ( لا اقصد العراق بل اردت بذلك البيت الشيعي حصرا).ولمن يريد ان ينعتني بالطائفي اقول : لست طائفيا لكنني اتحدث عن زمن ظهور الامام الحجة (عج ) وهذا شأن شيعي بامتياز، باعترافكم ولا داعي لذكر عقيدتكم بالامام المهدي وكيفية ولادته وظهورة ، وبالتالي انا اتحدث عن شأن داخل البيت الشيعي وقد تحدث من قبلي طبعا علمائنا الاجلاء وخطبائنا الافاضل كالسيد الصافي والشيخ الصغير والشيخ الكربلائي دامت بركاتهم ، فمن اراد ان يؤمن ومن اراد ان يكفر.لقد اوضح السيد عمار الحكيم من حيثما المح الى ضرورة الرجوع الى الاصل وهو ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام ، نقطة الالتقاء الاولى وترك الخلافات الفقهية والعقدية جانبا ، واسمحولي ان اسمي الاشياء بمسمياتها لالقي الحجة ولاكون واضحا حد الغباء, فلا صدري بعد اليوم ولا حكيمي ولا بدري ولا سيستاني ولا يعقوبي ولا عصائب ولاشيرازي ولا مدرسي ولا صرخي ولا زيدي ولا علوي ولا بهرة، الكل سيكون هدفا للهجمة السفيانية السلفية تحت لواء ( الجيش الحر) الجميع مستهدف، وما استهداف العلويين في بيروت لبنان الا دليل على ان لافرق بينكم ، ما يجمع عدوكم على قتلكم هو انتمائكم لعلي بن ابي طالب وهو السبب ذاته الذي يجب ان يجمعكم ، الا يستحق الامام على عليه السلام ان يكون سببا في نسيان خلافاتكم الفقهية والسياسية ؟ اليس هو السبب الذي جعل آل ابي سفيان يستهدفونكم بكل ما اوتوا من حقد وتفجير وذبح وتهجير؟ هل تظنون انكم الان بحاجة الى شيء اكثر من حاجتكم لبعضكم ؟ اتعلمون ان مناطقكم الشيعية افرغت من السلاح ؟ اتعرفون ان ملايين قطع السلاح صودرت من مناطقكم واعداد مثلها تم شرائها باسعار مغرية من مواطنين شيعة حصرا؟ اتعلمون ان كل هذا يجري تمهيدا لدخول الجيش الحر الى مناطق الشيعة دون ان يواجه اي مقاومة تذكر؟ اظنكم تعلمون وتعلمون ايضا ان هدف السلفية السفيانية انتم واطفالكم ونسائكم ، قتلا قتلا ، ذبحا ذبحا، سبيا سبيا ، ولو كان لدى السلفي رصاصة واحدة وخير بين ان يقتل طفلا شيعيا وضابطا اسرائيليا لصوبها على قلب طفلكم ، انتم تعرفون ذلك ولكنني قلت ما تنزه السيد الحكيم عن ذكره ومنعته الظروف من توضيحه .
https://telegram.me/buratha