«لما عجز التتار عن فتح أصفهان أيام جنكيز خان سنة 633هـ، اختلف أهلها وهما طائفتان حنفية وشافعية وبينهما حروب متصلة وعصبية ظاهرة فخرج قوم من أصحاب الشافعي إلى من يجاورهم ويتاخمهم من ممالك التتار فقالوا لهم: اقصدوا البلد حتى نسلّمه إليكم. فجاءت جيوش التتار وحاصرت أصفهان وفتح الشافعية أبواب البلد على عهد بينهم وبين التتارعلى أن يقتلوا الحنفية ويعفوا عن الشافعية، فلما دخلوا البلد بدؤوا بالشافعية فقتلوهم قتلاً ذريعاً، ثم قتلوا الحنفية ثم سائر الناس»!!
الإختلاف من طبيعة "الأشياء"، ونحن البشر أيضا "أشياء" ، لكننا نصف أنفسنا بأننا "أشياء" عاقلة!... هذه "الأشياء العاقلة" تختلف فيما بينها تقريبا في كل شيء، نختلف في أسمائنا، في سحنات وجوهنا، في طريقة أكلنا، في نبرات أصواتنا..نختلف ، نختلف ، نختلف..ولو لم نكن مختلفين ما كنا بشرا، ولكي نستحق ما وصفنا أنفسنا به بأننا "أشياء" عاقلة، يتعين علينا أن نقبل الإختلاف فيما بيننا ونتعايش معه، بل يفترض لنا أن نبارك الإختلاف ونروج له، كي نثبت صفة "العقل" فينا..! هذا كمرحلة أولى في موضوع الإختلاف..،
وكي نحول الإختلاف الى "مادة" مفيدة، لا ألى "قضية" مخيفة ، يتعين علينا في المرحلة الثانية أن لا نخاف من الإختلاف!
أما كيف يكون الإختلاف "مادة" مفيدة، وليس "قضية" مخيفة، فهذا ينطلق من تفهمنا لعاقليتنا..!
العقلاء لا يخافون الإختلاف، وهم وحدهم القادرون على درء الخوف من الإختلاف، أما غيرهم من الحمقى فهم غالبا يتحصنون في دريئة الإختلاف ولا يخرجون منها..
العقلاء وحدهم يدركون أن لا مناص من الإختلاف، وأنه يتعين عليهم إدارة خلافاتهم مذهبيةً كانت أو مناطقية بذكاء محسوب، وفي إطار الحفاظ على المواطنة بمدلولاتها وتعابيرها ومعانيها، وفي احترام الثوابت والمبادئ التي تحدد منطق الانتماء وتساوي بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات.
و" الأشياء العقلة" أو البشر العقلاء يدركون أن الخوف ليس من الاختلاف في حد ذاته، فهو قد يوجد داخل البيت الواحد، وداخل الحي والمدينة الواحدة، وقد يكون حول قضايا صغيرة أو كبيرة، وإنما يأتي الخوف من أن يتحول الاختلاف إلى حالة من التنافر المحموم الذي يتطور بمرور الوقت إلى انشطارات وصراعات واحتقانات تقود إلى الاحتراب، حينها لا مناص من الوقوع في الكارثة التي تقود إلى الاستسلام للتفتيت والاندثار وتكون حينها وظيفة الأحياء عد جثث الأموات و الانتظار لمزيد من الفوضى والموت، وذلك ما تقوله حقائق الأشياء...
كلام قبل السلام: الفاشلون يقسمون إلى قسمين ، قسم يفكر دون تنفيذ ، وقسم ينفذ دون تفكير .......!
سلام.....
https://telegram.me/buratha