المقالات

عصا طالباني السحرية هل تبطل سحر المالكي واطراف اربيل

590 20:21:00 2012-08-25

بقلم: حيدر عباس النداوي

رغم حالة الياس والاحباط التي يعيشها الشارع العراقي في الفترة الاخيرة وشعوره بعدم جدوى وفاعلية اي مبادرة او ورقة او اجتماع بسبب عدم جدية الاطراف الحكومية بحل المشاكل واصلاح الوضع الحكومي والتوجه لتقديم الخدمات للمواطنين خاصة بعد تراكم المشاكل وتفقيسها وعدم وجود ضوء حقيقي في نهاية نفق الازمة السياسية يبعث في نفس المواطن روح التفاءل والامل ويعيد له شيء من الاطمئنان والمصداقية، الا ان دعوت الرئيس طالباني تبقى بابا يجب الدخول منه الى قاعة الاختبار الجدي ومعرفة من يريد الاصلاح ومن يريد الفوضى.ورغم الحاجة الى شيوع روح الامل واطلاق مبادرات جديدة من قبل الحكومة ومن قبل الاطراف السياسية الا ان اي فشل جديد سيؤدي الى احباط مضاعف في نفسية المواطن العراقي وسيجعله يعاقب العملية السياسية ورموزها ويبتعد منها ويترك حبلها على غارب الاطراف الحكومية ويحملهم مسؤولية هذا الفشل الذي ربما سيؤدي الى نكسة كبيرة في المسيرة الديمقراطية والعملية السياسية يكون الخاسر الاكبر فيها الشعب العراقي ومستقبله ونظامه الديمقراطي.ومن هنا فان مبادرة الرئيس طالباني التي كثر الحديث عنها يجب ان تخرج بشيء من الحلول المباشرة التي يلمسها المواطن بشكل حلول سريعة لمشاكله وليس بالضرورة ان تكون هذه الحلول للكتل السياسية المتصارعة على مصالحها الحزبية والشخصية ،كما ان مبادرة الرئيس يجب ان لا تكون مجرد جلسة سمر او مخاطبات يستغلها البعض لاستهلاك الوقت واستحلابه كما يحدث في كل مبادرة وفي كل مشروع للاصلاح وبالتالي يكون انتظار الشعب العراقي لعودة الرئيس جسرا لهذا الطرف او ذاك لتحقيق مصالحه واهدافه وغاياته.ويحتاج السيد طالباني الى مقدمات ضرورية ،لن يكون غافلا عنها،لاستمرار مبادرته وانجاح مشروعه من قبيل توفر الارادة الحقيقة لاطراف النزاع ووجود رغبة صادقة لحل المشاكل والخلافات والاستعداد للتنازل عن سقوف المطالب من قبل الجميع والاحتكام الى الدستور والى الاتفاقيات التي لا تتعارض مع الدستور حتى يكون مشروع طالباني خطوة اولى صحيحة باتجاه اعادة مشروع الدولة العصرية الحديثة الى مساره الصحيح اما غير ذلك فان كل اتفاقيات جانبية وصفقات سرية ومطالب غير منطقية والحديث بمنطق الطائفية او الاستقواء بالاطراف الخارجية سواء كانت عربية او اقليمية او دولية فان كل ذلك سيتسبب بنكسة اضاقية ولن يزيد المشهد السياسي الا تعقيدا وتشابكا.الامنيات كبيرة لان تكون عودة الرئيس طالباني الى العراق من رحلة العلاج في المانيا بوابة لحلحلة الكثير من الملفات العالقة بين الاطراف المشاركة في الحكومة من جانب وبين بغداد واربيل من جانب اخر والانطلاق الى المرحلة القادمة بشيء من التفاؤل والامل في ظل وجود تحديات داخلية وخارجية كبيرة تحتم على الجميع التوحد ومواجهة هذه التحديات التي لن يبتعد العراق عنها كثيرا.قد يكون طالباني اقل الاطراف مشاكلا او رغبة في خلق الازمات لكن المهمة ستكون عسيرة ان لم تكن مستحيلة لان الخلافات بين دولة القانون من جهة وبين ثلاثي اربيل من جهة ثانية وصلت الى حد مرحلة كسر العظم والتشهير واعلان الحرب وعندما تصل الامور الى هذا الحد يكون من الصعب التراجع من قبل اطراف ينتمون الى ذواتهم وكتلهم والجهات التي تحركهم اكثر من ارتباطهم ببلدهم وشعبهم لانهم لو كانوا يخجلون من شعبهم ومن الناس الذين اوصلوهم الى ما هم عليه اللآن لسعوا الى خدمة الناس وبحثوا عن الحلول اكثر من بحثم عن المشاكل. الجميع بانتظار قوة وسطوة عصا طالباني السحرية وهو في اخر العمر مقابل سحر ودهاء المالكي من جهة وتزمت اطراف اربيل وتمسكهم بعجل السامري من جهة اخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك