بقلم: حسن الكناني.
في جميع البلدان خاصة المتقدمة منها يلعب الاعلام الدور الأبرز في الحياة اليومية فهو الرقيب على الحكومة و مؤسساتها وهو المتابع لقضايا الشأن العام فنرى الاعلام بكافة فئاته يرصد و يكتب و يصور و يراقب أي خلل أو مسؤول ليس لفضحه انما لتغيير الواقع الخاطئ الى واقع أفضل منه.
إن إعلاماً كهذا و إعلاميين كهؤلاء ينطلقون من منطلق الدين أو الضمير او المبادئ التي يؤمنون بها لمتابعة مواضيعهم فنجد كل واحد منهم يحاول رصد أخطاء جانب من جوانب الحياة الفنية او الأدبية او السياسية او الاقتصادية او العلمية او غيرها للفت انتباه المتابعين والمعنيين وللحصول على رد من اصحاب الشأن والقرار.
ففي أمريكا مثلا لعبت صور انتهاكات سجن ابو غريب دوراً بارزاً في لفت انتباه الرأي العام وقد أثرت في الكثير من القرارات الامريكية اللاحقة و غيّرت رؤية العالم"للديمقراطية" الامريكية.
لكن في العراق الوضع مختلف تماماً. فمنذ عام 2009 و حتى لحظة كتابة هذه السطور كَتَب ويكتب العشرات من الكتّاب و الصحفيين في موضوع شغل بال جميع المواطنين العراقيين دون غيرهم وهو موضوع الاجهزة الوهمية لكشف المتفجرات التي قامت الحكومة العراقية بشرائها ضمن صفقات فساد كبيرة. لكن ما فات هؤلاء الكتاب و الاعلاميين و القنوات الفضائية هو متابعة الموضوع وايصاله للمعنين للوصول الى الحقيقة و ايقاف الجهاز الكارثة و الذي شكك بفاعليته السيد عقيل الطريحي المفتش في وزارة الداخلية.
إن تصريحاً خطيراً كهذا لو كان قد صدر من أي مسؤول في أي بلد متحضر لكان الإعلام في ذلك البلد أقام الدنيا ولم يقعدها حتى إحقاق الحق, لكننا نجد اعلان الحكومة العراقية و على لسان مسؤول بارز في وزارة الداخلية بخصوص عدم فاعلية جهاز تعتمد حياتنا و حياة عوائلنا عليه, نجده يمر مرور الكرام في الاوساط الاعلامية اذ لا نجد أي صدى يذكر له.
نعتقد جازمين أن تساهل الاعلام و الاعلاميين تجاه مواضيع حساسة كهذه يعكس حجم الترهل و الكسل و عدم الجدية في تلك اوساط الاعلامية غير المستقلة.
كان ينبغي على اصحاب الضمائر الحية من المثقفين و الاعلاميين و الكتّاب و القنوات الفضائية و الاذاعات المحلية و المتابعين للشأن العراقي اعطاء هذا الموضوع حقه عبر حملة اعلامية تطالب حكومتنا الموقرة بما يلي:
1- استبدال هذه الأجهزة ببديل متطور كما هو الحال في باقي البلدان التي تحترم مواطنيها و قبل اعداد الارهابيين لأي مفخخة أخرى.
2- فتح تحقيق فوري و جاد لمعرفة الجهات التي تقف وراء جريمة الابادة البشرية هذه.
3- إحالة المتورطين في هذا الموضوع الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل.
4- نشر هذا الموضوع في كافة المحافل الادبية و الثقافية و السياسية بهدف توعية الناس لمخاطر هذا الجهاز
https://telegram.me/buratha