فلتت من لسان رئيس أركان الجيوش الأمريكية "فلتة" صغيرة، ربما مرت على الكثيرين، وربما فهمها آخرين بأتجاه، لكني أزعم أنها ليست فلتة، بل هي "تمريرة" مقصودة..
الرجل صرح قبل أن يأتي الى بغداد أواخر الأسبوع الفائت بأن القيادة العراقية أدركت أنها فوتت فرصة إقامة علاقات طبيعية مع واشنطن بعد الهجمات الاخيرة في البلاد..!
إقرأوها جيدا وستفهمون اللعبة وستفهمون المقصود.. فهو يقول بوضوح أنكم فشلتم في ادارة ملف الامن لأننا لم نكن معكم!...وها أنذا بكل نجومي ونياشيني وصلاحياتي كرئيس لأركان الجيوش الأمريكية ـ وبعد تقدير الموقف ـ جاهز للعودة أو لقرص أذنكم مثلما فعلنا دوما وعبر مفتاح الأمن...!
المسؤولين العراقيين بالمقابل فهموا أن عليهم أدراك المطالب الأمريكية ، سيما أن في الأفق ترتيبات لزيارة لوفد أمريكي كبير ربما سيرأسه بايدن، ومعنى هذا ـ هذه الأيام ـ تصاعدا في الضغوط الامريكية التي تمارس على العراق لضمه الى مشروع اسقاط نظام الرئيس الاسد ، وتمثلت إستجابة المسؤولين العراقيين لهذه الضغوط في اتخاذ اخطر موقفين سياسيين يتعلقان بالازمة في سوريا ، وذلك بالموافقة على تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية والموافقة على تجميد عضويتا في منظمة التعاون الاسلامي ! ولاتفسير لهذين الموقفين ، الا تفسيرا واحدا، وهو ارضاء الولايات المتحدة وارضاء حلفائها السعودية وقطر وتاييد مواقف هذه الدول السياسية.
وهكذا فإن "تمريرة" الجنرال الأمريكي أثمرت بل وأينعت.. والقادم أكبر في زيارة بايدن...!
5/5/826
https://telegram.me/buratha