بقلم خضير العواد
في العقود الماضية كانت الأنظمة التي تحكم البلدان العربية أنظمة دكتاتورية تسيطر على كل قرار يخرج من المنطقة العربية ، ومن خلال هذه الحكومات كانت تمرر جميع لمؤآمرات الغربية وليس للشعوب أي رأي أو قرار أو موقف إتجاه هذه المخططات بسبب القبضة الحديدية التي كانت تمتع بها تلك الأنظمة التي جعلت البلدان العربية عبارة عن سجون كبيرة ، وبعد إنتشار فكرة الديمقراطية بواسطة التكنلوجية الحديثة وما تحتوي من عناصر سهلت نقل المعلومة من داخل البلدان العربية الى العالم وبالعكس بأوقات خيالية بعد أن كانت الحكومات تقتل وتدمر والعالم ليس عنده علم بما يحدث وإن كانت الحكومات الغربية وأمريكا على علم مسبق بكل ما يحدث ولكن باستطاعتها أن تغض النظر وتغلق الآذان لأن ليس هناك وسيلة أخرى يمكن لها أن تنقل المعلومة الى الخارج وبذلك أستطاعت الأنظمة العربية أن تخفي المجزار والقتل الجماعي بأستعمال مختلف الاسلحة المحرمة ضد الشعوب العربية كما حصل في إنتفاضة شعبان المجيدة عام 1991 ميلادي في العراق التي ذهب ضحيتها الألأف من خيرت أبناء الشعب العراقي ، ولكن العالم لم يكترث لهذه الإنتفاضة العظيمة بسبب عدم توفرالوسائل التكنلوجية التي تنقل الحدث كما يحصل الأن ، وبعد نفاذ الصبر عند الشعوب العربية وبتشجيع الغرب ودعم الإعلام العالمي خرجت هذه الشعوب الى الشوارع للمطالبة بالحياة الديمقراطية وأحترام الحريات ، وقد أستطاعت هذه الشعوب أن تغير حكوماتها وتتجه الى الانظمة الديمقراطية التي تعتمد على الأنتخابات في إختيار الحكومات ، ولكن الغرب لم يسهل تغير الحكومات حباً للشعوب العربية وسعادتها ، ولكنه فعل هذا من أجل الحفاظ على مصالحه التي ستدمر لو تركت الشعوب تثور وحدها وتكوّن الأنظمة التي تريد ، لهذا يجب أن يكوّن الغرب الحكومات التي تحافظ على مصالحه ولكن هذه المرة من خلال صناديق الأنتخابات ، وهذا يتم من خلال بناء أحزاب ذات صبغة وطنية وولائها يكون للغرب ، ولكن هذا الأمر يتطلب وقتاً طويلاً لكي تكسب هذه الأحزاب الشعبية التي تؤهلها الى الفوز بالإنتخابات ومن ثم تعمل على حماية المصالح الغربية ، ولكن أقصر الطرق التي تحقق هذا الأمر هو بناء أحزاب دينية ذات طابع متشدد ويمتلك خطاب يناغم هموم الطبقات الفقيرة ويمتلك مصادر مالية جيدة عندها ستنتشر هذه الأحزاب بشكل سريع ومذهل ، ولكن المهم في الأمر يجب أن تعمل هذه ألأحزاب على حماية المصالح الغربية وأن يكون مسيّطرعليها من قبل الغرب نفسه ، وهذ الصفات لا يمكن توفرها إلا في فرقة الوهابية التي تعطي الولاء الكامل وبشكل أعمى لآل سعود ، لهذا عمل السعوديون وبدعم من الدول الغربية على نشر أفكار هذه الفرقة التكفيرية في المجتمعات العربية وخصوصاً التي تم فيها التغير كمصر وتونس وليبيا بالإضافة الى اليمن وسوريا والعراق ، وفتحت السعودية خزائنها من أجل إنتشار التكفيرين وكونت لهم الأحزاب لكي يشاركوا في الإنتخابات وهذا ما تم في مصر وتونس ، وقد صرحت هذه التنظيمات بالحفاظ على المعاهدات السابقة التي أجرتها الأنظمة الدكتاتورية ويعنون بها العلاقات مع إسرائيل والغرب ، بل أصبحوا جنود مطيعين الى الغرب وأمريكا وأسرائيل ويقاتلون من أجلهم لو تطلب الأمر كما يحصل الأن في سوريا والعراق وبذلك يغيّر الأمريكان والغرب أستراتيجيتهم بالسيطرة على الشعوب العربية وهذه المرة تتم من خلال الأحزاب الدينية التكفيرية لكي تناغم مشاعر الشعوب العربية المتعطشة للخطاب الديني الذي كان محارباً من قبل الأنظمة السابقة ، وبذلك ستبدأ مرحلة جديدة من قيادة الغرب والأمريكان لهذه المنطقة ولكن هذه المرة بواسطة الفرقة الوهابية التكفيرية .خضير العواد
https://telegram.me/buratha