حيدر عباس النداوي
مقارنة بعيدة ولا يمكن القبول بها بكل الاحوال في مقاييس العقل والمنطق والكرامة وحسن الخلقة والتفكير والعطاء ووو... الى حد قطع النفس لكن الحقيقة ساذجة ومرة وفاسدة ولا تقاس بهذه المقاييس التي اكل الدهر وشرب عليها كما ان هذه المقاييس تختلف من مكان الى اخر فمثلا في العراق يقال ان العراقيين افضل من الفئران بل وحتى افضل من الجرذان والصراصر لكن الحقيقة ليست كما يراد لها لان الموت والقتل يستهدف الشعب العراقي اكثر من القوارض بكثير خاصة بعد ان تخلت الحكومة والمؤسسات الصحية عن مهمتها في مكافحة القوارض بينما نجد ان الارهاب والعصابات المسلحة تحصد يوميا العشرات وفي بعض الاحيان المئات بسبب سوء اداء الاجهزة الامنية ورداءة اجهزة كشف المتفجرات التي انفق عليها مئات الملايين من الدولارات من قبل الحكومة الموقرة.ووجه المقارنة لم ينتهي بعد وما اعنيه هو هل ان تجارب الحياة والموت والاكتشاف وخلق الفرص وصنع امجاد الحياة قد تم اخذها في الحسبان من قبل القائمين على حفظ ارواح الناس ومن قبل القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية وقادة الامن الوطني ومكافحة الارهاب والمخابرات عندما قرروا شراء اجهزة كشف المتفجرات وعلموا حدود الفشل والنجاح وفترة الاختبار وحجم التضحيات وجدوى هذه الاجهزة في المحصلة النهائية لان العلة من شراء هذه الاجهزة هو الايجاد وليس العدم ام ان كل ما جرى قضاء وقدر وان الحياة والموت ليس من اختصاص قادة الاجهزة الامنية واجهزة كشف المتفجرات وانها هبة من رب العالمين..على الطرف الاخر من المقارنة وهم الفئران فان الدلائل تؤكد ان قيمتهم واحترامهم والحفاظ عليهم افضل بكثير مما هو واقع لانه عندما يتم التخلص منهم يكون عادة على شكل افراد وليس على شكل جماعات ومع ذلك تقوم الدنيا ولا تقعد من قبل جمعيات الرفق بالفئران وهذه الصفة عكس ما جرى ويجري للشعب العراقي لان قتل الشعب العراقي كان ولا زال جماعيا ولم يكن فرديا ولم نسمع او نشاهد ثورة عارمة من قبل العراقيين للمحافظة على وجودهم ثم ان الهدف من قتل او شل الفأر هو لخدمة الانسانية اما اجهزة كشف المتفجرات التي استوردتها الحكومة العراقية فهي لقتل البشر وتدمير الحياة وليس للاحياء كما ان الاموال التي تصرف على تجارب الفئران تكون لصالح الانسانية على شكل اختراعات او اكتشافات خارقة اما الاموال التي صرفت على اجهزة كشف المتفجرات فانها ذهبت الى العصابات الاجرامية لقتل الشعب العراقية بطريقة مزدوجة او لقضاء الليالي الملاح في العواصم الحمراء.وعليه فان ما يجري على الفئران هو افضل بكثير مما جرى ويجري على الشعب العراقي وانا هنا ادعو جميع العوائل العراقية التي فقدت احبتها الى اقامة دعوى قضائية ضد القائد العام للقوات المسلحة وقادة الاجهزة الامنية والمسؤولين عن صفقات شراء اجهزة كشف المتفجرات الفاسدة لان هؤلاء يتحملون مسؤولية ما حدث من قتل لابناء الشعب العراقي وهدر ملايين الدولارات بشراء اجهزة مضرة وليست نافعة ،وعليهم ان ينالوا جزاء افعالهم المخزية سواء كانوا يعلمون او لا يعلمون.كما ان سؤلا يتبادر الى الذهن وهو كيف سيعرف الشعب العراقي ان اجهزة كشف المتفجرات الجديدة التي تريد الحكومة استيرادها لن تكون مثل سابقتها وانها لن تتسبب بقتل الالاف من العراقيين وان ملايين الدولارات ومليارات الدنانير العراقية لن تذهب الى الفاسدين والساقطين الذين يتاجرون بدم الشعب العراقي.
https://telegram.me/buratha