المقالات

عمـار الحكـيم .. والسفياني

1006 14:16:00 2012-08-26

بقلم: عمار السراي

يظهر بين الفينة والاخرى كثيرممن يتحدثون عن الامام المهدي وعصر ظهوره الشريف (عج) ليسرد لنا الروايات المنقولة عن النبي (ص) واهل بيته (ع) ويحللها ويربطها بالواقع الذي نعيشه ... لست بسدد التنظير لهذا الموضوع فعلمه عند الله وحده ولكن لفت نظري التفاوت الكبير في الخطاب بين شخص واخر وتعدد اساليب الطرح والحوار.فقد برز لنا الكثير على شاشات التلفزيون ونقلوا وحللوا واسهبوا في ربط الحقائق بالوقائع فمنهم من هو مفرِط ومن هو مفرّط ومن يهون ومن يغال ومن يخوف الناس ومن يثبطهم ويبعد المسافة عليهم وكما قلنا ان علمه عند الله وليس موضوعنا .من بين من تصدى لهذا المحور المهم والخطير في حياة البشرية هو السيد عمار الحكيم في خطبة صلاة العيد الاثنين الماضي التي اجاد بها واتقن بشكل قل نظيره .الحكيم بدأ خطابه بعبارة تحذير من الخطر المحيط بمشروع الامة هذا المشروع الذي تعبد بطريق الشهداء ومثل شعلة وضاؤة للمحرومين والمستضعفين.. والكلام للحكيم.خطاب الامة اندثر منذ عام 2006 بعد اندلاع الحرب الطائفية في العراق عقب تفجير قبة الامامين العسكريين (ع) في سامراء ولم يعد له من متبن.. وبتلك العبارة اعاد الرجل هذا الخطاب الى اذهان الامة العراقية .. ويتبادر الى ذهن المستمع ان السيد عمار كان يقصد الازمة السياسية الدائرة في البلاد وتداعياتها .. لكنه يستدرك ان هذا المشروع الذي لم يحقق كل اماني هذه الامة يتعرض لمشاريع تآمرية خطيرة تتجاوز في حدودها حدود الوطن وتعبر الى مشاريع اقليمية ودولية معقدة.كما كان السيد عمار في هذه الخطبة اول من دعا منذ تأسيس الدولة العراقية بعد 2003 الى التخلي عن مشروعه الشخصي والحزبي والفئوي والطائفي ليتجاوز حدوده الى مشروع الامة ويقول : ان دورنا هو تقوية مشروعنا من الداخل والحفاظ عليه من الخارج وتغليب هذا المشروع على مشاريعنا الخاصة . ليعود ويستدرك من جديد ان مشروع الامة لا يعني اهمال مشروع الدولة فكما علينا الحفاظ على مشروع الامة يجب صيانة مشروع الدولة كونها جزء من تماسك الامة ووحدتها وديموتها.... ثم يردف قائلا : ان التحدي القادم يمثل خطرا على الجميع دون استثناء ويخطئ من يظن ان هذا التحدي يستهدف طائفة او قومية او تيارا سياسيا او منطقة بل هو خطر كبير يغطي كل مساحة الوطن.. هذا الخطاب يستوجب الوقوف عنده والتأمل به فهذا الرجل غالبا ما يرسم احلاما وردية عن الوضع في البلاد وينتقد قليلا الوضع الامني والخدمي اما في ذلك اليوم يقف ليحذر من خطر محدق بهذه الامة والامة العراقية تمثل كل الطوائف والمكونات والديانات والقوميات والملل والنحل .. فيا ترى هذا الخطاب الرشيق والخطير في نفس الوقت ماذا يقصد به السيد عمار الحكيم؟.برأي انه مارس دورا محوريا كبيرا في قضية التنبيه لقرب عصر ظهور الامام الحجة المنتظر (ع) وما تسبقه من احداث دامية تقع في العراق والمنطقة بشكل عام.. حيث انه قال ايضا ان : لا خصوصية تبقى حينما تتعرض الامة للخطر ولايمكن ان نواجه تحديات المرحلة المقبلة الا من خلال التماسك والتلاحم والتعاضد والتناصر فيما بين ابناء هذه الامة وقواها السياسية.. والخطاب موجه للسني كما الشيعي وللكردي والتركماني كما للعربي هذه الشمولية التي افتقدها الشارع السياسي في العراق منذ سنوات تجبرنا على البحث والتمحيص في خطاب هذا الرجل فهو يقول ان : التحدي القادم يمثل خطرا على الجميع دون استثناء ويخطئ من يظن ان هذا التحدي يستهدف طائفة او قومية او تيارا سياسيا او منطقة بل هو خطر كبير يغطي كل مساحة الوطن . وفي عبارة اخرى وهو محور الخطاب من اوله الى اخره وهو الشيفرة التي تفكك كل ما قبلها وما بعدها حين يقول : ليدرك الجميع ان التفرق هو سر ضعفنا وان التنازع هو باب الفشل لا سيما عندما يكون العدو على الابواب.."العدو على الابواب"... هنا يبدأ التشخيص الحقيقي للحالة التي بدء عندها وسينتهي فيها فهي عبارة واضحة ومركزة جدا ولا تحتاج الى تفسير او تأويل او تلاعب بالالفاظ والمعاني..ويعود الى خطابه التحذيري في موقف اخر ليقول : اننا في تيار شهيد المحراب لا نطلب من الاخرين ما لا نلتزم به ونترفع عن الحقد الشخصي والسياسي ولا فرص حينما تكون التحديات مصيرية ولا سياسة حينما تهدد الظروف كرامة الامة وحريتها . "لا سياسة".. هي دعوة من نوع اخر ولكن الى ماذا؟؟ أ الى تشكيل ميليشيا تقتل على الهوية؟ ام الى تشكيل عصابات مسلحة تقطع اوصال الطرق؟ ام الى تشكيل مافيات لنهب وسلب ثروات البلاد تحت مسميات والقاب وعنوان متعددة؟؟؟ يعود ليجيب مخاطبا ابناء التيار : ان تدعيم مشروع الدولة مسؤوليتكم وواجبكم فاستعدوا لنصرة شعبكم ودولتكم والدفاع عن منجزاتكم واجمعوا صفوفكم واقرنوا الامل بحسن العمل .غريب هذا الرجل يطلب نصرة شعبه ودولته ومشروعه مشروع الامة بالامل وحسن العمل!! .. وهل هناك في العالم شعب او فئة حاربت المخططات الخارجية التي تستهدفه بالامل او بحسن العمل من قيام وصيام وورع وتقوى؟؟؟ ما اعجبه!!.لكنه لا يترك الموضوع عائما وتلك الاسئلة متوقفة فيجيب عنها بذكائه وحنكته فيردف: اعلموا ان التحديات التي تواجهها الامة هي امارات ولادة جديدة باذن الله تعالى..هذه الممازجة بين (التحديات والصعاب والمشاريع الباطلة التي تستهدف الامة) وبين (الامل والعمل وامارات الولادة الجديدة) ممازجة غريبة وكيف يسع العقل هذه التناقضات .. فيحللها من جديد بقوله: ان منطقتنا تتجه نحو المجهول والمشاريع تداخلت وتقاطعت وتحولت الصراعات من صراع شعوب لاستعادة ارادتها الى صراع ارادات دولية تقاطعت مصالحها.فيعود ليحذر من جديد قائلا : يجب ان لا تتحول حركة الشعوب الى اصطفافات طائفية او قومية فالزلزال حينما يضرب يهز الارض تحت اقدام الجميع دون استثناء... واي زلزال يتكلم عنه اهو قيامة جديدة؟؟ ام زلزال حقيقي؟؟ وانا اقول بكل تواضع امام مقام هذا الجهبذ ابن الجهابذة .. ان السيد عمار الحكيم حذر من قرب ظهور السفياني من سوريا وهجوم كما ورد في الروايات على اهل العراق في معركة لا ينجو منها الا النزغ اليسير بطريقة ادبية عالية المفاهيم وبتلميح واشارات تستوجب التدقيق والتمحيص في معانيها كما دعا العراقيين الى الوحدة ورص الصفوف واعداد العدة لمواجهة العدو المرتقب.فيما وجه انصاره واتباعه من اتباع شهيد المحراب الى الدفاع عن مشروع الامة العراقية مترفعين عن كل المشاكل والصراعات باعتبار انهم اهل المشروع الحقيقيين... فتأمل...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك