بقلم: نور الحربي
على الرغم من تصاعد الهجمة الارهابية وتكرار الخروقات الامنية في عدد من مناطق البلاد الى ان الاستحضارات الامنية والخطط استمرت على نفس الوتيرة بسبب ان اغلبها لم يكن عمليا بالشكل المرجو بسبب الاعتماد على نشر القوات بشكل مكثف والذي لايعد بديلا استراتيجيا عن العمل الاستباقي الذي يمنع المجاميع الارهابية من التحرك بل ويضعها في خانة المطاردة والفرار لطلب النجاة مما يعني اننا سنعيش نفس المشكلة ونخوض في نفس المطبات التي لابد من مغادرتها والتفكير في حلول اكثر نجاعة مما هو موجود فعلا. ربما يؤخذ في هذا السياق على القيادات الامنية هو النمطية والتكرار وعند البحث في اسباب الخروقات التي تحدث نجد ان الارهابيين حفظوا هذه الاجراءات عن ظهر قلب وهم قادرون على تجاوزها والنجاة بافعالهم القذرة ولعل الاعتماد على نشر السيطرات وزيادة اعداد القوات الامنية بدرجة رئيسية هو الخلل بعينه لانه سبب تراخي البعض ممن ينطلقون في تفكيرهم بانهم يمسكون الارض ولا مكان للارهابيين عليها, مع ذلك فأن الدعوات المتكررة التي تطلق هنا وهناك تدعو لاتباع اكثر من خطة وتطبيق اكثر من استراتيجية لمواجهة العمليات الارهابية او التقليل من اضرارها لم تؤتي اكلها ومع ما يمر به البلد والمنطقة بفعل تصاعد حدة الهجمات الارهابية التي عادت للبحث عن ارقام مرتفعة للضحايا والاثارات الاعلامية على حساب دماء الابرياء وجر ابناء شعبنا لمواجهة واقتال داخلي طاحن.لابد ان نقف ونفكر مليا بطبيعة ما هو مطلوب وكيف نواجه عدوا يمتلك معلومات واموال طائلة وعناصر مدربة على القتل ولا شيء غيره فضلا عن توافر الدعم الاستخباري الاقليمي في ظل تواتر معلومات امنية عن وجود مخطط لتنظيمات ارهابية تنوي القيام بعمليات مسلحة متواصلة انطلاقا من بعض المحافظات وتنشيط بعض الخلايا النائمة في مناطق ومحافظات اخرى تعتبر مستقرة وامنة نسبيا. لذلك على الجهات المعنية التعامل مع تلك المعلومات بجدية، وان لاتتكرر نفس الاخطاء السابقة خصوصا ان الامور لاتحتمل الكثير من الاجتهاد في تشخيص العدو ومن يستهدف وكيف, واعتقد ان اجهزتنا الامنية وصلت الى درجة كافية من الاحاطة باساليب بعض الجماعات الارهابية وطرق تنفيذها لعملياتها الاجرامية لكن يبقى الخلل بحسب مختصين في تداول المعلومة وسرعة وصولها والتعامل بحرفية معها لما تنطويه هذه التهديدات من خطر مع التأكيد على ضرورة عدم اغفال الواجبات واساليب الرقابة على المؤسسات الحساسة امنية كانت او غيرها فالمسؤولية ياسيادة مسؤولي الاجهزة الامنية ثقيلة وكبيرة ونحن ننظر لقواتنا الامنية التي تتحمل كل الضغوطات وتقوم باداء دور مشرف في حماية ارواح المدنيين خصوصا من يمسكون الطرقات ويحمون الاسواق من صغار الضباط والمراتب والذين يغطون دون علم منهم على مئات بل الاف الاسماء الوهمية الذين تذهب رواتبهم الى جيوب الضباط الكبار والمتواطئين معهم في وزارة الدفاع وبعض موظفي مكتب القائد العام للقوات المسلحة.ولعل كل ذلك يضع هولاء الجنود البسطاء الكبار بعطائهم في مرتبة اعلى من بعضكم وهم يحتاجون للدعم والتشجيع بدل ان تسرق مجهوداتهم وتستقطع تخصيصاتهم بين مدة واخرى بداعي خسارة المتهعد الفلاني الذي يتعاقد مع الفرقة سين والقيادة صاد لتقديم الاطعمة الرديئة والمواد الغذائية من اسوأ المناشىء لهم ليتكسب الامر الفلاني والقائد العلاني الذي اشترى المنصب بخمسين او مئة (شدة) لمدة محدودة. ولاننا كشعب و كما كنا على الدوام حريصين على اعانتكم لا تتبع عثراتكم فواجبكم ان تسمعوا وتعوا كل صوت مخلص لانه يريد لكم وللوطن والمواطن الخير والامر متروك بعهدتكم وبعضكم من اصحاب الضمائر الحية التي لاترتضي ان تخضع وتداهن الارهاب وتهادنه فلابد ان تقضي الحكومة ممثلة برئيسها القائد العام للقوات المسلحة على الفساد وتحارب كل من يحاول ان يزعزع ثقة هذا الجندي بقيادته ويحوله الى اداة للتكسب لاغير على حساب مبادئه وكرامته, ثم ان عليكم ان تبادروا لتنشيط الجانب الاستخباري والعمليات الاستباقية وان ارتفعت اصوات نشاز تختبىء وراء ستر الحصانة والدفاع عن المكون تطالبكم بالكف عن مثل هذه العمليات كونها توجه ضربات موجعة للجماعات الارهابية التي تحالفوا معها .اذن نحن ننتظر ان تنجحوا في حماية ارواح اخوانكم وابنائكم مستفيدين من الدروس والمواقف السابقة وتكشفوا الفاسدين والمفسدين لئلا تتكرر الخروقات ونعود للبحث عن تبريرات لن تعيد عزيز او ترد تهمة بحقكم بالتواطؤ والتقصير وتساوي المخلص مع المرتزق الذي لادين له ولاخلق ....
https://telegram.me/buratha